سوريا تثير رياح الحرب الباردة من جديد بين روسيا وأمريكا
الغارة التي نفذها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على موقع للجيش السوري السبت، أعادت إلى الأذهان ذكريات حقبة الحرب الباردة بين أمريكا وروسيا
على الرغم من الاتفاق الأمريكي الروسي في سبتمبر/أيلول الحالي على وقف لإطلاق النار في سوريا، وإيصال المساعدات الإنسانية، وتنفيذ ضربات مشتركة ضد الإرهابيين في سوريا، إلا أن الغارة التي نفذها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على موقع للجيش السوري، السبت، أعادت إلى الأذهان التراشق اللفظي بين البلدين إبان حقبة الحرب الباردة.
السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور، قالت للصحفيين إن بلادها تحقق في الحادث، مضيفة أنه "في حال حددنا أننا فعلا قصفنا عناصر من الجيش السوري، فتلك لم تكن نيتنا.. ونحن نأسف بالطبع للخسائر بالأرواح".
ووصفت باور طلب روسيا لاجتماع عاجل في مجلس الأمن بأنه "حيلة.. غير أخلاقية"، معتبرة أن على موسكو أن تطلب بدلا من ذلك اجتماعا مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد للضغط من أجل السلام.
ودعت روسيا إلى اجتماع طارئ لطلب توضيحات من الولايات المتحدة بعد الغارة التي أسفرت عن مقتل 62 جنديا على الأقل في شرق سوريا، قرب دير الزور التي يسيطر عليها تنظيم داعش.
ومن جانبه، أعاد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، اتهام الولايات المتحدة بانتهاك الاتفاق الذي نص على عدم استهداف المواقع السورية، وقال إن الضربة كانت "نذير شؤم" لاتفاق أمريكي روسي على وقف القتال في سوريا.
وتوصلت واشنطن وموسكو إلى اتفاق في سبتمبر/أيلول الحالي ينص على وقف لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية، وتنفيذ ضربات مشتركة ضد المقاتلين الإسلاميين في سوريا، ودخلت الهدنة في سوريا وفق هذا الاتفاق حيز التنفيذ يوم الاثنين، لكن المساعدات لم تصل بعد إلى المدنيين الذين تحاصرهم القوات السورية في مدينة حلب.
وردا على سؤال إذا ما كانت الغارة على الجيش السوري قد تؤدي إلى سقوط الاتفاق، قال تشوركين إن "هذه علامة استفهام كبيرة جدا".
وأضاف "آمل فعلا أن يجدوا طريقة لإقناعنا وإقناع الجميع بأنهم جادون حيال تسوية سياسية في سوريا، وجادون في محاربة الإرهاب".