غارات سورية على إدلب وإصابة جنديين تركيين في قصف مدفعي
قوات سورية وروسية شنت غارات جوية جديدة، السبت، على شمال غرب سوريا الخاضع للمعارضة وذلك لليوم الخامس في حملة مكثفة أودت بحياة العشرات.
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات سورية وروسية شنت غارات جوية جديدة، السبت، على شمال غرب سوريا الخاضع للمعارضة، وذلك لليوم الخامس في حملة مكثفة أودت بحياة عشرات الأشخاص وأجبرت آلافاً آخرين على الفرار.
وقال مسؤول أمني تركي إن منطقة قرب موقع عسكري تركي بشمال غرب سوريا تعرضت لقصف مدفعي يعتقد أنه من جانب القوات الحكومية السورية.
وأعلنت وزارة الدّفاع التركيّة إصابة 2 من جنودها بجروح في القصف المدفعي على مركز المراقبة في شمال غرب سوريا.
وجاء في بيان للوزارة أنّ "جنديين أُصيبا بجروح طفيفة، حين أصابت قذائف أطلِقَت، في تقديرنا، انطلاقاً من المناطق التي يُسيطر عليها الجيش السوري، أحد مراكزنا للمراقبة في جنوب منطقة خفض التصعيد في إدلب، وتمّ إجلاء العسكريّين إلى تركيا للعلاج"، بحسب المصدر ذاته.
ويهدد تصاعد العنف في محافظة إدلب ومناطق قريبة اتفاقاً بين روسيا وتركيا أبرم في سبتمبر/أيلول الماضي جنب المنطقة، وهي آخر معقل رئيسي للمعارضة ضد الرئيس بشار الأسد، هجوماً من قبل القوات الحكومية.
وتعهد الأسد، الذي هزم الكثير من خصومه بمساعدة قوات روسية وإيرانية، باسترداد كل شبر من الأراضي السورية.
لكن وجود قوات تركية في شمال غرب سوريا، وتفاهمات روسية مع أنقرة تعقد أي هجوم على المنطقة التي يسكنها نحو ثلاثة ملايين نسمة.
وأقامت تركيا، التي تستضيف بالفعل نحو 3.6 مليون لاجئ سوري، وتأمل في تجنب تدفق آخر للاجئين، نحو عشرة مواقع عسكرية في إدلب ومناطق قريبة منها بناء على اتفاقيات مع روسيا.
وقال المسؤول التركي إن الجيش لم يرد على الهجمات حتى الآن، موضحاً أنه لم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو مصابين.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في الأسبوع الماضي إنه لا يستبعد شن هجوم شامل على المتشددين في محافظة إدلب من جانب القوات السورية مدعومة بقوة جوية روسية، لكنه أشار إلى أن مثل هذا الخيار لن يكون عملياً في الوقت الحالي.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن الجيش دمر مواقع للإرهابيين في جنوب إدلب ومحافظة حماة المجاورة، السبت، رداً على ما وصفتها بانتهاكات متكررة لاتفاق خفض التصعيد.
لكن منسق مساعدات إنسانية تابعاً للأمم المتحدة قال إن مدارس ومنشآت صحية ومناطق سكنية تعرضت للقصف، وإن قوات الحكومة تنفذ أعنف ضربات ببراميل متفجرة خلال 15 شهراً على الأقل.
قال متحدث باسم المعارضة لرويترز إنها تصدت لمحاولات قوات الحكومة دخول قلعة المضيق.
وأضاف ناجي مصطفى، عضو جبهة التحرير الوطني المدعومة من تركيا، أن مقاتلي المعارضة يقصفون مواقع تابعة للقوات الحكومية.
وذكر أحمد الدبيس، مدير السلامة والأمن في اتحاد الرعاية الطبية ومنظمات الإغاثة، وهو منظمة خيرية تدعم المنشآت الطبية بالمنطقة، أنه بعد الهدوء خلال الليل، زاد القصف مجدداً، السبت.
وأوضح قائلاً "الآن رجع الاستهداف أقوى بكثير وانتشر بشكل كبير في جبل الزاوية وريف حماة الشمالي. الطيران لا يتوقف أبداً والاستهداف مستمر بشكل كثير كبير مثل أمس وأكثر".
وقال الدفاع المدني السوري، وهو خدمة إنقاذ تعمل بالمناطق الخاضعة للمعارضة، إنه سجل أكثر من 30 حالة وفاة في الأيام القليلة الماضية.
وقال الدبيس إن عدد القتلى يبلغ 50 شخصاً على الأقل بينما قال المرصد السوري إن 67 شخصاً قتلوا.
وذكر ساكن من بلدة اطمة لرويترز إن مئات المركبات تصل كل يوم إلى البلدة الواقعة على الحدود التركية لنقل سكان بعيداً عن المناطق المستهدفة.
وقال مصطفى الحاج يوسف، مدير مديرية إدلب بالدفاع المدني السوري، إن أكثر من 130 ألف شخص فروا باتجاه مناطق أكثر أمناً، موضحاً "مراكز الدفاع المدني تعرضت لاستهداف بشكل مباشر".
وقال اتحاد الرعاية الطبية إن أربع منشآت طبية تعرضت للقصف.
ويتضمن الاتفاق الروسي مع تركيا إقامة منطقة خالية من كل أنواع الأسلحة الثقيلة والإرهابيين، لكن موسكو تقول إن الاتفاق لم ينفذ بعد.
وهيئة تحرير الشام أقوى فصيل في شمال غرب سوريا، وهي حركة إرهابية انبثقت عن جبهة النصرة الجناح السابق لتنظيم القاعدة في سوريا.
وزاد نفوذ الهيئة بعدما تمكنت من إبعاد جماعات مناوئة. لكن تنشط بالمنطقة فصائل أخرى تحت لواء الجبهة الوطنية للتحرير.