إرهاب الحوثي يتصاعد.. 20 هجوما ضد السعودية بـ20 يوما
20 هجوما بمسيرات حوثية مفخخة ضد أعيان مدنية سعودية، من بينها هجومان، اليوم الجمعة، أحبطها تحالف دعم الشرعية باليمن في 20 يوما.
ويرسل الهجومان، في توقيتهما، رسائل خطيرة مفادها تحدي الإرادة الدولية والإدارة الأمريكية الجديدة، خصوصا أنهما يأتيان غداة إدانة مجلس الأمن الدولي هجمات مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على السعودية، ودعوته إلى وقف فوري للهجمات دون شروط مسبقة.
كما يأتي الهجومان بعد ساعات من مباحثات هاتفية بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي جو بايدن، جدد خلالها الأخير "التزام الولايات المتحدة بدعم السعودية في الدفاع عن أراضيها".
وأثنى الرئيس الأمريكي على دعم المملكة لجهود الأمم المتحدة، للوصول إلى هدنة ووقف لإطلاق النار في اليمن.
فيما أكد خادم الحرمين الشريفين حرص المملكة للوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن وسعيها لتحقيق الأمن والنماء للشعب اليمني.
وما يؤشر إلى ارتباط الهجومين بالتطورات الأخيرة، أنهما يأتيان بعد 8 أيام من توقف الهجمات الحوثية بمسيراتها الإيرانية ضد السعودية، بما يعني أن الهجمات الجديدة ترسل عبرهما المليشيات الحوثية الإرهابية وإيران الداعمة لهما رسائل تحد للمجتمع الدولي.
ويؤكد هذا التصعيد مجددا أن المليشيات الحوثية لا ترغب في حل سياسي شامل يجمع جميع المكونات اليمنية، بل ترغب في البقاء في المعادلة اليمنية لنهب ثروات البلاد وشن حروب بالوكالة عن إيران في المنطقة وتخريب البلاد.
كما تثبت تلك الهجمات المتصاعدة الخطأ الذي وقعت فيه إدارة بايدن برفعهم من قائمة الإرهاب.
تحذير هام
خطأ حذر منه مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، جون بولتون، في حوار مع "سكاي نيوز عربية"، الخميس، مؤكدا أن رفع مليشيا الحوثي عن قائمة الإرهاب يشكل خطرا.
وأضاف: "علينا أن نعرف أصل الخطر.. وما يفعله بايدن خطير سواء بالتعامل مع الحوثيين في اليمن أو العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني".
وبين أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (التي وضعت الحوثيين في قائمة الإرهاب في آخر عهدها) كان "يتوجب عليها أن تتخذ موقفا أكثر حزما ووضوحا بشأن اليمن، وأن تضع الحوثيين على قائمة الإرهاب في وقت أبكر مما فعلت".
واستطرد بالقول: "هناك مأساة إنسانية في اليمن، وإيران هي الملامة، لأنه يمكن تحقيق تسوية في اليمن بسرعة، إذا أزلنا النفوذ الإيراني وأوقفنا إمداداتها للسلاح".
تجدد الهجمات
وأعلن المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العميد الركن تركي المالكي، أن قوات التحالف المشتركة تمكنت اليوم (الجمعة) من اعتراض وتدمير طائرتين بدون طيار "مفخختين" أطلقتهما المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران بطريقة ممنهجة ومتعمدة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية تجاه المنطقة الجنوبية.
وأوضح العميد المالكي أن محاولات المليشيا الحوثية الإرهابية بالاعتداء على المدنيين والأعيان المدنية بطريقة متعمدة وممنهجة تمثل جرائم حرب، مؤكداً أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تتخذ وتُنفذ الإجراءات العملياتية اللازمة لحماية المدنيين والأعيان المدنية وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
يأتي ذلك بعد توقف الهجمات بالمسيرات الحوثية نحو 8 أيام، بعد آخر هجوم الخميس 18 فبراير/ شباط الجاري.
وخلال العشرين يوما الماضية فقط، تم اعتراض وتدمير ما مجموعه 20 طائرة دون طيار مفخخة، أطلقتها مليشيا الحوثي الإرهابية بطريقة ممنهجة ومتعمدة، لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين جنوبي المملكة، بينها 3 طائرات هاجمت مطار أبها الدولي (10 فبراير/ شباط الجاري، و13 و16 من الشهر نفسه).
ومنذ إعلان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، 5 فبراير/شباط الجاري، البدء بإجراءات إلغاء قرار تصنيف ميلشيات الحوثي "جماعة إرهابية"، تصاعدت هجمات المليشيا المدعومة من إيران ضد الأعيان المدنية في السعودية.
ويرى خبراء أن إدارة بايدن منحت هدية مجانية لمليشيا الحوثي بإلغاء تصنيفها كمنظمة إرهابية، الأمر الذي أساء فهمه الحوثيون واتخذوه دافعاً قوياً لتصعيد وتيرة عملياتهم الإرهابية ضد المدنيين في المملكة عبر إطلاق طائرات مسيرة، واستمرار التصعيد العسكري في مأرب بهدف احتلال المحافظة الغنية بالنفط والغاز.
ويؤكد المراقبون أن تصعيد معركة مأرب هي رغبة إيرانية لإثبات قوتها المزعومة على الأرض وإيصال رسائل دولية للولايات المتحدة، ورفع السقف للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015.
في المقابل تكشف الأرقام ذاتها، كفاءة الدفاع الجوي السعودي وكفاءة قوات تحالف دعم الشرعية في إحباط تلك الهجمات المتتالية في وقت قصير.
ويرى خبراء أن استمرار هذه الأعمال العدائية من قبل الانقلابيين يؤكد تورط إيران بدعم الإرهاب الحوثي بقدرات نوعية في تحدٍ واضح وصريح لخرق القرار الأممي (2216)، بهدف تهديد أمن المملكة العربية السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي، الأمر الذي يستدعي تدخلا دوليا حازما وصارما إزاء استمرار تلك الجرائم.
إدانة أممية
وأدان مجلس الأمن الدولي، الخميس، هجمات مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على المملكة العربية السعودية.
ودعا إلى وقف فوري للهجمات دون شروط مسبقة، مؤكداً الحاجة إلى خفض التصعيد في جميع أنحاء اليمن ووقف إطلاق النار على الصعيد الوطني.
وأعرب عن إدانته بشدة للتصعيد المستمر في مأرب باليمن.
واعتمد المجلس قرارا تقدم به الوفد البريطاني لدى المجلس، والقاضي بتجديد نظام العقوبات في اليمن، وتمديد عمل فريق الخبراء لعام حتى 28 فبراير 2022.
وأضاف القرار القيادي في مليشيا الحوثي الإرهابية سلطان زابن مدير البحث الجنائي في صنعاء إلى لائحة العقوبات لمشاركته "في أعمال تهدد السلم والأمن والاستقرار في اليمن".