منعطف خطر.. انزلاق مستثمري "تسلا" بمنحدر الخسائر الفادحة
لا تزال شركة صناعة السيارات الكهربائية "تسلا" تتلقى صدمات وتداعيات مخاطرة مالكها الملياردير "إيلون ماسك" ببيعه أسهمًا لدعم تويتر.
بيع 22 مليون سهم إضافي
وخلال أسبوع التداولات السابق المنتهي في 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري، باع رجل الأعمال إيلون ماسك نحو 22 مليون سهم بقيمة 3.58 مليار دولار؛ وفقا لإيداع نشرته لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية مساء الأربعاء 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
ومنذ أبريل/نيسان الماضي، باع ماسك ما يقرب من 23 مليار دولار من أسهم تسلا، ومن المرجح أن تساعد معظم الأموال في تمويل استحواذه على تويتر البالغ 44 مليار دولار.
ويأتي البيع في الوقت الذي انهارت فيه أسهم شركة السيارات الكهربائية وصناعة الألواح الشمسية، وخسرت أكثر من نصف قيمتها منذ أن كشف ماسك لأول مرة في أبريل/نيسان الماضي أنه كان يشتري أسهم تويتر.
وانخفض سعر سهم تسلا بنسبة 16% خلال الجلسات الخمس الماضية في أسوأ أسبوع له منذ تفشي الوباء في مارس/آذار 2020. وبالمقارنة، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر ناسداك 100 بأقل من 3%. وحتى الآن خلال الربع الرابع من العام الجاري انخفضت الأسهم بنسبة 43%.
أزمة ثقة
ويواجه اليوم إيلون ماسك أزمة ثقة كبيرة مع المستثمرين في شركة تسلا، فعلى ما يبدو أن التحركات الأخيرة للملياردير الأمريكي بعد الاستحواذ على "تويتر" والاهتمام البالغ به على حساب شركة السيارات الكهربائية تسلا أدى إلى تململ واستياء كبير من طرف المستثمرين.
وقد عبر العديد من المستثمرين في الشركة عن غضبهم من تصرفات ماسك وإهماله الملفات العالقة التي تنتظر قرارات مصيرية في الفترة الأخيرة؛ حيث تسبب هذا الإهمال من مالك تويتر الجديد في تراجع سهم تسلا موتورز لنصف قيمته خلال الثلاثة أشهر الأخيرة.
وكان زخم النشاط المحيط بـ"ماسك" و"تسلا" الأسبوع الماضي هائلاً، فقد دفعت عملية البيع الشركة إلى ما دون القيمة السوقية البالغة 500 مليار دولار لأول مرة منذ أكثر من عامين. وخفّض كل من "جولدمان ساكس" و"آر بي سي كابيتال" أهدافهما السعرية بالنسبة إلى السهم. بعد ذلك أثار "ماسك" الدهشة عندما باع ما يقرب من 3.6 مليار دولار من أسهم "تسلا"، ربما للمساعدة في إعادة تمويل الديون من شرائه لشركة "تويتر".
وتسببت الأسهم المتراجعة في إبعاد ماسك عن مكانته كأغنى شخص في العالم، حيث انخفض صافي ثروته إلى 174 مليار دولار، وفقا لمجلة فوربس. وتقدم عليه قطب الموضة ومستحضرات التجميل الفرنسية برنار أرنو الأسبوع الماضي.
بالإضافة إلى ذلك، سقط "ماسك" من قمة مؤشر "بلومبرج للمليارديرات"، مما يعني أنَّه لم يعد الشخص الأغنى في العالم. وزادت إدارته المثيرة للجدل من قواعد وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بـ"تويتر"، والتي أفسدت بعض قاعدة عملاء "تسلا"، الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول 2022، عندما علّق حسابات "تويتر" لصحفيين معروفين في مؤسسات إعلامية، مثل "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست".
وفي ظل استمرار المخاوف المتزايدة بشأن الاقتصاد والركود العام المقبل؛ من المرجح أن تصبح النظرة قاتمة حول "تسلا"، فالطلب يمكن أن يتضاءل على سياراتها الكهربائية باهظة الثمن، حيث يدفع التضخم المرتفع وزيادات أسعار الفائدة إلى استنزاف الطلب من قِبل المستهلكين الذين يُحجمون عن الإنفاق على سلع مُكلّفة، من المحتمل أن يدفع شبح التباطؤ المستثمرين في الأسهم إلى البحث عن الأمان في عمليات الشراء المستقرة بدلا من أسهم النمو مثل "تسلا".
البحث عن مستثمرين جدد.. وأزمة ديون بالأفق
فيما أفاد موقع "سيمافور" الإخباري بأن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك يبحث عن مستثمرين جدد لموقع تويتر في ظل هروب المعلنين وديون تلوح في الأفق.
وبحسب أشخاص مطلعين، فإن المدير الإداري لمكتب عائلة ماسك يبحث عن مستثمرين جدد لشراء أسهم في تويتر بنفس القيمة السعرية التي اشترى فيها الملياردير موقع التواصل الاجتماعي الشهير.
وتواصل جاريد بيرشال، المدير المالي لإيلون ماسك، مع مستثمرين محتملين هذا الأسبوع، حيث عرض أسهما في تويتر بقيمة 54.20 دولارا للسهم الواحد.
ومنذ إتمام صفقة الاستحواذ على تويتر أكتوبر الماضي سرح ماسك قرابة نصف القوة العاملة في تويتر، ومن بينهم موظفين مسؤولين عن مكافحة المعلومات المضللة، فيما استقال عدد غير معروف من الموظفين بشكل طوعي.
بحسب تحليل أجرته مجموعة المراقبة غير الربحية "ميديا ماترز"، فإن نصف أكبر مئة معلن لدى تويتر أعلنوا عن تعليقهم إلاعلان على المنة أو "توقفوا على ما يبدو" عن ذلك.
aXA6IDMuMTM1LjIwNS4yMzEg جزيرة ام اند امز