دور إيران.. تدخلات غير مرغوبة و"الاحتضان" سبيل المواجهة
"ازدواجية" في خطاب إيران تجاه الدول العربية كرسها دور وصف بـ"الخطير"، تجاه الخليج والملاحة البحرية و"عناد" في ملف بات يؤرق المنطقة.
إلا أنه رغم تلك الازدواجية وذلك الدور، فتح قادة دول الخليج أبوابهم وأيديهم بالسلام والانفتاح على الحوار المتوازن الذي لا يمس سيادة واستقرار البلدان العربية، ويقود إلى استقرار المنطقة.
ذلك الموقف الخليجي قادته دولة الإمارات بسياستها الداعية للتسامح والحوار وعدم المعاداة، شريطة ألا تفهم تلك الرسالة، في غير موضعها؛ فأمن الدول العربية والخليج بمثابة الخط الأحمر، الذي لا يجب تجاوزه.
تلك الرسائل أكدت عليها ندوة تحت عنوان "الدور الإيراني في منطقة الخليج العربي: خلفياته ومخاطرة ومستقبله"، عبر منصة زوم، عقدها مركز التجمع الأوروبي لمكافحة التطرف والإرهاب، بالتعاون مع مكتب الدكتور جمال السويدي نائب رئيس مجلس أمناء الإمارات للدارسات والبحوث الاستراتيجية.
دور خطير
المحلل السياسي على الشامسي، قال في كلمته خلال الندوة، إن إيران تقوم بدور وصفه بـ"الخطير" تجاه الخليج العربي، مشيرًا إلى دورها في قرصنة البر والبحر وتهديد الملاحة وصادرات النفط، بالإضافة إلى "عنادها" في برنامجها النووي غير المرغوب فيه لـ"ابتزاز العالم".
إلا أنه رغم ذلك، فإن قادة الخليج العربي فتحوا أيديهم بالسلام والانفتاح على الحوار المتوازن القائم على الاحترام، والذي لا يمس السيادة ويؤدي إلى الاستقرار، بحسب الشامسي، الذي قال إن دولة الإمارات تدعو للتسامح والحوار، شريطة ألا يفهم ذلك في غير موضعه؛ فأمنها خط أحمر.
"معاناة" عربية
رؤية الشامسي وافقها الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي بجامعة الدول العربية، السفير خليل إبراهيم الذوادي، والذي قال في كلمته خلال الندوة، إن المنطقة العربية عانت بشدة خلال العقدين الأخيرين من التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، بشكل مباشر أو عبر وكلائها وأذرعها في المنطقة.
الذوادي شدد على أن التدخلات الإيرانية لم تقتصر على دول الجوار، بل امتدت لتشمل دولا عربية بعيدة جغرافيا عن الحدود، مشيرًا إلى أن مجلس جامعة الدول العربية تعاطى مع هذا الملف نظرا لخطورته على الأمن القومي العربي.
وأكد الدبلوماسي البحريني أن التحرك الدبلوماسي العربي الجماعي في هذا المضمار واضح وحازم، لاسيما في أعقاب التدهور الكبير في العلاقات بين عدد من الدول العربية وطهران، إثر إحراق السفارة السعودية وقنصليتها العامة في مدينة مشهد في يناير/كانون الثاني، عام 2016.
قرارات "هامة"
وأشار إلى أن مجلس الجامعة اتخذ منذ ذلك الحين عدداً من القرارات التي وصفها بـ"الهامة"، وأصدر عدداً من البيانات في هذا الشأن، كما شكل لجنة عربية رباعية معنية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران، وبحث سبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، مكونة من: دولة الإمارات والبحرين والسعودية ومصر بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وكشف الأمين العام المساعد بالجامعة العربية عن أن القمة المرتقبة مع الصين والاتحاد الأفريقي ستطرح الأزمة الإيرانية، لمناقشة التهديدات والتدخلات غير المرغوبة الناجمة عنها.
تحركات عربية لم تكن متسقة مع أخرى دولية، بحسب المسؤول السابق في الاستخبارات الأمريكية نورمان رول، والذي أكد وقوف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي أمام التدخلات الإيرانية بأشكالها المختلفة.
وأوضح أن التدخلات الإيرانية تطورت، إلى أن أصبحت تستهدف المنشآت السعودية والإماراتية، مما جعل طهران جارًا يمثل تهديدًا وقلقًا لدول الجوار، إلا أنه أكد أن الولايات المتحدة والقادة العرب قادرون على وضع تصور لتحجيم إيران بالمنطقة ومنع تدخلاتها في لبنان وسوريا.
تلك التهديدات لم تقتصر على الدول العربية والخليجية، بل إنها طالت أوروبا، بحسب عضو البرلمان الأوروبي السابق عن البرتغال ورئيس منتدى جنوب آسيا للديمقراطية، باولو كاساكا، الذي قال إن الخطر الإيراني وصل إلى أوروبا وخاصة بلجيكا عبر قضية القنبلة المعروفة.
ويشير كاساكا إلى قضية الدبلوماسي الإيراني، أسد الله أسدي، المتهم بنقل متفجرات من طهران إلى فيينا في الحقيبة الدبلوماسية.
سياسة أوروبية
وانتقد السياسي الأوروبي، سياسة القارة العجوز التي تريد التوافق مع إيران في الملف النووي والحرص على الأمن الخليج في نفس الوقف، في ازدواجية طرحت تساؤلات من قبيل: كيف يمكن الاستمرار في ذلك رغم انتهاكات طهران المستمرة وإطلاقها الصواريخ تجاه دولة الإمارات والسعودية؟
بدوره، أشار وزير الإعلام الكويتي الأسبق، سامي عبد اللطيف النصف إلى وجود ازدواجية في الخطاب الإيراني تجاه الدول العربية منذ عام 1979، مشيرًا إلى أن "النظام الإيراني شتت الوحدة الإسلامية وأضر بالقضية الفلسطينية وهدد العراق تدخل في شؤون الدول العربية"، في تدخلات تعد أشد خطرا من التهديد النووي، بسبب ما خلفته من آلاف القتلى.
رسائل سلام
ووجه وزير الإعلام الكويتي الأسبق تساؤلات، قائلا: "كيف لإيران أن تقاتل في 6 جبهات اليمن ولبنان وسوريا والعراق وفلسطين رغم أنها دولة فقيرة؟!"
واختتم حديثه، قائلا إن دولة الإمارات ترسل رسائل سلام وانفتاح على الحوار عبر قيادتها إلى دول الجوار، معبرًا عن آمله في تبني مبادرة أبوظبي سياسيا وعربيا لمواجهة التطرف والتدخلات المختلفة.