«اليوم التالي» لحرب غزة.. «وفرة» بالخطط و«الانقسام»
«العديد من خطط اليوم التالي لحرب غزة لا ترقى إلى مستوى أي خطة على الإطلاق، رغم وفرتها».. كلمات أبرزت «عمق الأزمة الفلسطينية، في الداخل قبل أن تكون مع الخارج»، وكذلك الانقسام في إسرائيل نفسها.
وبحسب نهال الطوسي، كبيرة مراسلي الشؤون الخارجية في صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، فإنه منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، وحتى خلال فترات اليأس، ظل كثيرون يشكون من عدم وجود خطة لغزة بمجرد وصولنا إلى "اليوم التالي"، ورغم ذلك، تلك اللحظة لا تزال غير محددة عندما ينتهي القتال ويبدأ المستقبل.
- ما بين رد «حماس» وموقف إسرائيل.. أين وصل مقترح هدنة غزة؟
- محادثات «اليوم التالي» لحرب غزة.. تحركات أوروبية لحجز مقعد
وأشارت إلى "عملية صنع القرار في مؤسسات الأمن القومي والسياسة الخارجية العالمية، لابد أن تعمل على إيجاد خطة تجلب الأمل والاستقرار، وإلا فإن الصراع قد يشتعل من جديد".
وتابعت: "قد تتفاجأ من كثرة خطط "اليوم التالي من مؤسسات الفكر والرأي إلى ماكينزي إلى البيروقراطيين في واشنطن، الكثيرون يقدمون المقترحات".
وأضافت: "يركز البعض على الاحتياجات الأمنية والحوكمة الفورية للفلسطينيين الذين بقوا في غزة، باستخدام مصطلحات مثل (مجموعة الاتصال) و(التفويض)".
وأوضحت الكاتبة بحسب ما نقلت عن مسؤولين أمريكيين وعرب، أن إدارة بايدن تتجمع حول خطط لإنشاء "مجلس فلسطيني" مؤقت لحكم غزة وتحالف أمني يلعب فيه الجيش الأمريكي دورًا رئيسيًا.
وحتى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - وهو الرجل المتهم بتجنب وضع خطة عمدا، اقترح خطة من الناحية الفنية.
وتضيف: "لقد تعقبت أو تحدثت مع الأشخاص المشاركين في عشرات من هذه المخططات، وبعضها أكثر تعقيدًا من البعض الآخر. وإذا أسفرت محادثات وقف إطلاق النار الحالية عن بعض الهدوء - وهو احتمال كبير - فقد يتم إصدار المزيد من الخطط ومع ذلك لا زلت أشعر أنه لا توجد خطة".
ماذا ينقص الخطط؟
وتابعت: "الحقيقة القاسية بشأن منطقة مضطربة مثل الشرق الأوسط هي أنه لكي تتحول أي خطة إلى الخطة حقيقية، فلابد أن يتولى شخص يتمتع بالمصداقية والدعم الواسع مسؤولية هذه العملية علناً، الأمر الذي يمنحها الزخم".
وبدلاً من ذلك فإن "الانقسام السياسي الداخلي في إسرائيل، فضلاً عن حسابات حماس والانقسام الداخلي مع السلطة، يعمل على خنق أي زخم".
وهذا يعني أنه "على الرغم من أن تفاصيل الخطط مثيرة للاهتمام إلا أن الأمر يستحق النظر أولاً في سبب احتمالية فشلها".
وفي إسرائيل، فإن ائتلاف نتنياهو الحاكم منقسم حول ما يجب فعله مع غزة. ويرغب بعض شركاء نتنياهو من اليمين المتطرف في طرد الفلسطينيين من غزة وبناء المستوطنات الإسرائيلية هناك، فيما يريد آخرون أن يتعهد نتنياهو بأن إسرائيل لن تحتل غزة.
ولا يوجد الكثير من الوحدة أو الزخم في أماكن أخرى في المنطقة أيضًا. ويتساءل العديد من المسؤولين لماذا هم في مأزق أصلاً – لماذا يجب عليهم أن يدفعوا تكاليف إعادة الإعمار بعد الحرب، في حين أنهم لم يتسببوا في الدمار؟.
ومع عدم وجود خطة حقيقية، أو لاعب قوي، لتوجيههم، فإن الناس على الأرض - من سكان غزة المنكوبين إلى الجنود الإسرائيليين - قد يضطرون إلى الارتجال.
ومن المرجح أن يجدوا أنفسهم في "اليوم التالي" الذي لا يزال فوضوياً، حتى لو توقف القصف وتم تفكيك حماس.
مخاطر كبيرة
وقال جوناثان لورد، المسؤول السابق في وزارة الدفاع والذي عرض خطته الخاصة "لليوم التالي"، إن المخاطر كثيرة في هذا السيناريو.
وأضاف لورد، الذي يعمل الآن في مركز الأمن الأمريكي الجديد: "إن المخاطر تشمل نجاح حماس في إعادة تشكيل نفسها، وابتلاع إسرائيل في صراع لم تخطط له ولا تستطيع تحمله استنادا إلى كل التهديدات الأخرى".
هل تأخذ واشنطن زمام المبادرة؟
واعتبر أنه "بعد تقييم الخطط المختلفة، أصبح الأمر الواضح هو أن العديد من المحللين والمسؤولين يريدون أن تتولى واشنطن مسؤولية سيناريو ما بعد الحرب مباشرة.
وتابع: "الولايات المتحدة وحدها هي التي تمتلك القدرة والموارد، المدنية والعسكرية، لبدء هذا الأمر بالسرعة الكافية ولإقناع الدول الرئيسية الأخرى بالمشاركة - وبخلاف إسرائيل، فإن الولايات المتحدة وحدها لديها الإرادة السياسية لضمان أمن إسرائيل".
وتريد العديد من الخطط، مثل تلك التي وضعها باحثون في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومنتدى السياسة الإسرائيلية، تشكيل قوة متعددة الجنسيات من نوع ما للتعامل مع الأمن داخل غزة بمجرد انتهاء الحرب.