بالصور.. دي ميستورا.. هل يرحل بخفي "جنيف"؟
محادثات السلام السورية في جنيف تحولت إلى مشاحنات بيروقراطية منذ استئنافها هذا العام.
انزلقت محادثات السلام السورية التي تستضيفها الأمم المتحدة في جنيف إلى مشاحنات بيروقراطية منذ استئنافها هذا العام، وحتى المتفائل يجد صعوبة في استنتاج أنها تتقدم صوب تسوية بين الأطراف المتحاربة.
لكن خلف الكواليس تركزت الشائعات على سؤال واحد يبدو أنه يهدف لمنع الوسيط ستافان دي ميستورا من تحقيق أي تقدم: هل هو على وشك الرحيل؟ وهل يرحل بعد فشل الجولات السابقة بخفي حنين؟.
ورغم أن دبلوماسيين غربيين حريصون على بقائه، فقد نقلت وسائل إعلام روسية عن مصادر لم تنشر أسماءها القول، إن تفويض دي ميستورا ينتهي اليوم الجمعة، وإنه سيتقاعد بشكل رسمي في أبريل/نيسان قبل جولة جديدة من المحادثات في مايو/أيار.
وتقول تقارير روسية أخرى، إن الدبلوماسي المخضرم الذي أتم السبعين من عمره في يناير/كانون الثاني سيبقى في منصبه 6 أشهر أخرى.
وينظر على نطاق واسع إلى روسيا، أهم حلفاء الرئيس السوري، بشار الأسد، على أنها تمسك بميزان القوى في المحادثات وفي ميدان القتال، وفي العام الماضي، وجّه وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، اتهاماً لدي ميستورا "بتخريب" محادثات السلام قبل أن يتقبل وجوده مرة أخرى فيما يبدو.
ويقول دبلوماسيون، إنهم لا يعرفون ما الذي يفكر فيه الأمين العام الجديد، أنطونيو جوتيريش، الذي تولى منصبه في الأول من يناير/كانون الثاني. لكنهم يقولون إن اسم منسقة الأمم المتحدة في لبنان، سيجريد كاج، يطرح كخليفة محتمل لدي ميستورا.
ورفض دي ميستورا قول إن كان سيرحل أم سيبقى، لأن تحوله إلى بطة عرجاء قد يقوض قدرته على دفع المفاوضين السوريين صوب التوصل إلى اتفاق.
وأضاف هذا الشهر أنه لدى وصول أمين عام جديد للأمم المتحدة فإن كبار المسؤولين بالأمم المتحدة يبقون 3 أشهر أخرى على أقصى تقدير أو ربما لفترة أطول إذا طلب منهم رئيسهم ذلك.
وقال دي ميستورا "لكن هناك أيضاً شخصاً مهماً يحدد لي إلى متى ينبغي أن أبقى، إنها زوجتي. وهناك مفاوضات فعلاً بشأن ذلك".
ويرى دبلوماسيون غربيون، أن دي ميستورا، الذي تولى هذا الدور في يوليو/تموز 2014 بعد أن فشل سلفاه الأخضر الإبراهيمي وكوفي عنان في تحقيق السلام، شكل فريقاً قوياً وإن المحادثات ستنتفع من بقائه.
وقال دبلوماسي "سمعنا هذا النوع من الشائعات من قبل، بالطبع هناك الكثير منها في هذه الجولة، لكن لا يوجد شيء لتأكيد أو نفي إن كان سيرحل بالفعل".
وتابع يقول "هناك بعض الضغوط من خلال تصريحات إعلامية وتسريبات من الجانب الروسي. هذا هو مصدر الضغط الرئيسي الذي لاحظته. لا أفهم بشكل كامل ما الذي ينوي الروس فعله بذلك".
وذكر دبلوماسي غربي آخر، أن المعارضة السورية "مشغولة للغاية" بالقضية.
لكن العضو في وفد المعارضة بسمة قضماني قالت لرويترز، إنه لا يوجد تفضيل محدد بشأن هوية الوسيط ما دام أي وافد جديد لن يضيع شهوراً ليستوعب القضايا والشخصيات المشاركة فيها.
جولة جديدة فاشلة
وتبادل مفاوضو الحكومة والمعارضة السورية الإهانات، الجمعة، ووصفوا بعضهم بعضاً بالإرهابيين والمراهقين بعد جولة من محادثات السلام استغرقت 8 أيام في جنيف.
ولا يلتقي الجانبان وجهاً لوجه لكنهما يتفاوضان عبر مبعوث الأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، ويوجهان انتقاداتهما الحادة أمام كاميرات التلفزيون بعد كل اجتماع معه.
وقال رئيس وفد المعارضة، نصر الحريري، إن "النظام الإرهابي" للرئيس بشار الأسد، رفض مناقشة الانتقال السياسي خلال جولة محادثات بقيادة الأمم المتحدة، وأضاف أن الأسد مجرم حرب ينبغي أن يتنحى باسم السلام.
وأضاف للصحفيين "النظام حتى هذه اللحظة يرفض مناقشة أي شيء ما عدا التمسك بخطابه الفارغ حول محاربة الإرهاب، وهو أول من نسق وجذب الإرهاب إلى المنطقة، في حين يستمر في استخدام الأسلحة واستهداف المدنيين والحصار والتجويع والأسلحة الكيماوية".
وتابع قائلاً: "لا يمكن حدوث سلام بدون عدالة".
وأضاف: "لا ينبغي أن تكون المحاسبة على الجرائم بنداً تفاوضياً، لن نهدأ حتى نضع مرتكبي الجرائم في سوريا أمام العدالة".
وقال الحريري، إنه يبحث عن شريك في المفاوضات يضع مصالح الشعب السوري أولاً، بينما قال رئيس وفد الحكومة، بشار الجعفري "ليس لدينا شريك وطني ولا توجد إرادة سياسية لدى رعاة الإرهاب".
وسخر الجعفري من وفد المعارضة ووصفهم بالمراهقين الذين يظنون أنهم يظهرون في برنامج للمواهب في التلفزيون مثل (آراب آيدول) و(ذا فويس).
وقال الجعفري "هؤلاء لا يريدون مكافحة الإرهاب ولا حلاً سياسياً إلا إذا كان على مقاس أوهامهم التي أثبتت السنوات والحقائق أنها لم ولن تتحقق ولم يكن على ألسنتهم إلا كلمة واحدة أو وهم واحد، ألا وهو أن نسلمهم مفاتيح سوريا والسلطة".
ووصفهم أيضاً بأنهم "مرتزقة" لم يتلقوا فيما يبدو تعليمات ممن يحركونهم سوى مواصلة دعم الإرهاب وإشاعة الفوضى في جولات التفاوض.
وقال الجعفري، إن وفده سلم لدي ميستورا وثائق بشأن كل جوانب المحادثات، وهي الانتخابات والدستور وإصلاح نظام الحكم ومكافحة الإرهاب، إلا أن المعارضة لم ترد.
كانت الولايات المتحدة وروسيا تدعمان في الأصل محادثات جنيف التي بدأت بشكل متقطع العام الماضي قبل أن تنهار بسبب تصاعد المعارك. وينظر إلى روسيا على نطاق واسع بوصفها من يملك ميزان القوى في الصراع، بينما تراجعت الولايات المتحدة عن تأييدها العلني لمقاتلي المعارضة.
وقالت نيكي هيلي، سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة، أمس الخميس، إن الأولوية لم تعد "لإزاحة الأسد".
واعتبر الحريري، أن الولايات المتحدة لا تزال صديقة لهم ولم يطرأ تغيير جذري.
ورأى الجعفري، أن هيلي جديدة وتحتاج للوقت "كي تهضم وقائع الحوار السوري".
وتابع قائلاً: "مستقبل سوريا يقرره السوريون أنفسهم وليس السفيرة الأمريكية ولا غيرها".