دماء على أيادي الحوثي.. دواء قاتل ينهي حياة 20 طفلا في صنعاء
لا يزال نحو 30 من الأطفال المصابين بالسرطان يصارعون الموت في أحد مستشفيات صنعاء، بعد أن حُقِنوا بدواء كيمائي مهرّب.
وأودى الدواء المغشوش بحياة 20 طفلاً، فيما لا يزال 30 طفلاً تحت العناية المكثفة لإنقاذ أرواحهم من الموت في مستشفى الكويت والمستشفى الجمهوري بصنعاء، بحسب مصادر طبية يمنية لـ"العين الإخبارية".
وتتكتم مليشيات الحوثي بشدة على الكارثة الصحية التي بدأت في 24 سبتمبر/أيلول الماضي في مستشفى الكويت في صنعاء، وانتقلت إلى مستشفيات أخرى، حيث أجبرت أهالي الضحايا على عدم الحديث إلى وسائل الإعلام.
وكانت منظمات حقوقية ووسائل إعلام يمنية كشفت الواقعة، وأفادت بأن مَن لقوا حتفهم من الأطفال في المستشفيات فقط، ومن بينها مستشفى الكويت الخاضع للمليشيات، وصل عددهم إلى 18 طفلاً قبل أن يرتفع إلى 20 طفلاً، الخميس.
ما القصة؟
بدأت القصة عندما حقن الأطباء في مستشفى الكويت، مرضى السرطان من الأطفال بدواء "الميثوتركسيت" وهو نوع من العلاج الكيميائي يعمل على إبطاء نمو الخلايا السرطانية أو إيقافه.
في اليوم التالي، وفقاً لمصادر تحدثت إلى "العين الإخبارية"، بدأت أعراض التشنج والغيبوبة تظهر على أجساد الأطفال ما أدى إلى نقل الحالات الحرجة إلى المستشفى الجمهوري لكن الكثير من الأطفال كانوا قد لفظوا أنفاسهم الأخيرة.
وقال المصادر إنّ مراكز علاج السرطان في صنعاء استخدمت هذا الدواء بشكل دائم، وأرجعت المشكلة إلى الجهة المصنعة، أو أن الأطباء استخدموا نوعاً مهرباً ومنتهي الصلاحية في فساد مريع يضرب مستشفيات صنعاء الخاضعة للحوثيين.
قضية رأي عام
من جهته، قال مصدر مطلع على القضية، إنّ أهالي الأطفال بدأوا بالترافع أمام القضاء الخاضع لمليشيات الحوثي فيما رمت الكيانات الحوثية الصحية المسؤولية على مالك صيدلية يتحدر من محافظة تعز.
وبحسب المصدر لـ"العين الإخبارية"، فإن مليشيات الحوثي منعت الأسر من الحديث إلى وسائل الإعلام وسعت لدفن بعض الضحايا في خطوة تستهدف طمس الأدلة والتلاعب بمجريات التحقيقات لاستثمار القضية سياسياً لصالحها.
وكانت المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، ومؤسسة الصحافة الإنسانية، الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، دعت لتحول القضية إلى قضية رأي عام للضغط لإجراء تحقيق دولي شفاف بالكارثة الصحية.
وتداولت المنظمات اليمنية صورة تظهر أحد الضحايا وهو الطفل إسماعيل محمد صالح الخولاني وقالت إنه واحد من الأطفال الذين قتلوا بدواء "ميثوتركسيت" المغشوش وذلك في مستشفى الكويت ومستشفيات صنعاء.
وأضاف المصدر أن "ذوي أطفال السرطان المتوفين في حالة يرثى لها وهم ملزمون بقوة جبروت الحوثي بعدم الحديث أو الإدلاء بأي معلومات عن الكارثة المروعة بحق الطفولة".
الحوثي وتجارة الأدوية
وظل الحوثيون لسنوات يعتمدون على تهريب الأدوية المزيفة، لكنهم مؤخراً فتحوا الباب على مصراعيه أمام شركات استيراد دوائية عمرها أقل من 7 أعوام وتتخذ كوجهة لقيادات تتاجر بمختلف المنتجات السامة.
ويمثل توسع القياديين الحوثيين دغسان أحمد دغسان وصالح مسفر الشاعر، وهم من أكبر وأخطر مهربي الأسلحة والمبيدات والسموم، إلى تجارة الأدوية تهديداً متزايداً على أروح اليمنيين، إذ باتت الصيدليات لا سيما في صنعاء تغرق بالأدوية المصنفة بـ"المواد المسرطنة".
وسبق وتتبعت "العين الإخبارية"، شبكة حوثية كبيرة بينها 5 قيادات بارزة تورد وتبيع منتجات الدواء المزيف والسام والمسرطن عبر أكثر من 20 كياناً صحياً بين شركات ومشاف خاصة.
واعتبرت وزارة الصحة في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً تجارة الحوثي في استيراد الأدوية كارثة تدفع القطاع الصحي إلى مزيد الانهيار وتهدد بتفاقم الوضع اذا ما تسربت هذه الأصناف غير الخاضعة للرقابة لمناطق الشرعية الأكثر اكتظاظا بالسكان وملايين النازحين.