السياسة القاتلة.. "صفر كوفيد" تعصف بالشركات الأوروبية في الصين
تضررت 75% من الشركات الأوروبية في الصين نتيجة سياسة "صفر كوفيد" التي تتمسك بها بكين رغم الانتقادات الدولية المتكررة.
وقالت غرفة التجارة في الاتحاد الأوروبي الأربعاء إن سياسة صفر كوفيد الصارمة التي تتبعها الصين وما يرافقها من عدم اتساق لها عواقب سلبية على ثلاثة أرباع الشركات الأوروبية في هذا البلد.
- محمد العريان يحذر من صدمة اقتصادية تنتظر بريطانيا بعد جنازة الملكة
- القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2022 تدعم مشاريع الشباب
والصين هي آخر البلدان الاقتصادية الكبرى التي تحافظ على استراتيجية صحية متشددة في مواجهة جائحة كوفيد من فرض الحجر الصحي على من جاء اختبارهم إيجابيًا وعلى مناطق مستهدفة أو فرض إجراء اختبارات الكشف PCR على مناطق بأكملها على نحو إلزامي.
تداعيات خطرة
لكن هذه السياسة لها تداعيات خطرة على الاقتصاد، مع إغلاق الكثير من الشركات وشلل السياحة وتوقف مصانع وتعطل سلاسل الإنتاج.
نتيجة لذلك، تتسبب إجراءات مكافحة كوفيد و"انعدام اليقين" في زيادة مخاوف الشركات الأوروبية في الصين، وفقًا لمسح سنوي أجرته غرفة تجارة الاتحاد الأوروبي في بكين.
وكتبت غرفة التجارة "ما دام التهديد بالحجر قائمًا، ستظل بيئة الأعمال هناك غير متوقعة"، مشيرة إلى أن سياسة صفر كوفيد "غير المرنة وغير المتسقة" تدفع 23% من الشركات الأوروبية التي شملها الاستطلاع إلى التفكير في الاستثمار خارج الصين.
وأشار المسح إلى أن هذه النسبة في أعلى مستوياتها منذ 10 سنوات.
شكوك في الالتزام نحو بكين
تتمتع الصين بإمكانات نمو كبيرة وسلسلة إنتاج لا مثيل لها، لكن "لا يمكن اعتبار التزام الشركات الأوروبية أمرًا مفروغًا منه"، وفق غرفة التجارة الأوروبية.
منذ عام 2020، أغلقت حدود البلاد بالكامل تقريبًا، ما يعوق بشدة التفاعلات الاجتماعية مع الخارج وكذلك لم شمل الأسر.
وحذرت غرفة التجارة من أنه "إذا استمرت الصين على هذا المسار، ستزداد بيئة الأعمال تعقيدًا"، وهذا سيسرع "هجرة" المواطنين الأوروبيين.
خفضت الصين في يونيو/ حزيران مدة الحجر الصحي الإلزامي للمسافرين الذين يصلون إلى البلاد من 21 إلى 10 أيام. لكن العدد المتدني للرحلات الجوية مع الصين والأسعار الباهظة للتذاكر تظل عقبة رئيسية أمام السفر.
وتتعرض استراتيجية صفر كوفيد التي يدافع عنها الرئيس الصيني شي جين بينج لانتقادات متزايدة في أوساط الأعمال مع شعور بالقلق من التهديدات التي تشكلها عمليات الحجر على النشاط الاقتصادي.
وكتبت غرفة التجارة الأوروبية بأسف أن "في الوقت الحالي، تسود الأيديولوجيا على الاقتصاد".