مجلة فرنسية تحدد 4 أسباب تعرقل"صفقة القرن"
عدة أسباب تشير إلى صعوبة تطبيق خطة السلام الأمريكية للشرق الأوسط المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"
حددت مجلة "لونوفل أوبيسرفاتور"، الثلاثاء، 4 أسباب تعرقل تطبيق خطة السلام الأمريكية للشرق الأوسط المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن" بين الإسرائيليين والفلسطنيين.
واعتبرت المجلة الفرنسية أن الخطة الأمريكية تستند إلى أرض هشة، ولن تتحقق لفقدان واشنطن حياديتها ومصداقيتها في الأزمة، ورفض الفلسطينيين، بالإضافة إلى هشاشة الجهات الفاعلة الضامنة للصفقة الإسرائيلية - الأمريكية مع غياب تأييد دول الجوار.
ورأت المجلة أن سبب صعوبة تطبيق الصفقة، ليس فقط جمود العلاقات الفلسطينية - الأمريكية، بل إن الجهات الفاعلة بملف الصراع في مواقع هشة للغاية.
عدم قبول الطرف الرئيسي للصفقة
وأشارت المجلة الفرنسية إلى أنه كان من الضروري انتظار اللحظة المثالية لبدء تسوية جديدة للصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، موضحة أنه كان لا بد أن تأتي ظروف مناسبة أكثر من ذلك.
ومن بين الأسباب التي ساقتها المجلة الفرنسية في صعوبة تطبيق الصفقة أن التسوية المقترحة للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني التي قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تمت دون محادثات مع الفلسطينيين، كما أنه من الصعب تصور التنفيذ الهادئ للخطة حال فقدان نصف المحاورين.
وأضافت المجلة أنه لم تتم دعوة أي مسؤول فلسطيني إلى واشنطن لمناقشة الخطة مع الإدارة الأمريكية، موضحة أن الاتصالات بين السلطة الفلسطينية والمسؤولين الأمريكيين انقطعت منذ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في ديسمبر/كانون الأول 2017.
وتابعت أن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس نفى أيضا دعوة نظيره الأمريكي"، معلنا رفضه لصفقة القرن بأي شكل من الأشكال، مضيفة أنه "في الوقت نفسه، أصدرت الفصائل الفلسطينية بيانا، الأحد، أعلنت فيه يوم غضب ودعت الفلسطينيين إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية".
ضعف حكومة إسرائيل
السبب الثاني، بحسب المجلة، هو ضعف الحكومة الإسرائيلية الحالية، وقالت إنه "بعد الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، فشل النواب الإسرائيليون في تشكيل حكومة جديدة، وتم الاستدعاء إلى انتخابات تشريعية ثالثة في مارس/آذار المقبل لمحاولة تأمين أغلبية جديدة".
وأضافت المجلة أنه "في هذه الأثناء، يظل بنيامين نتنياهو في منصب رئيس الوزراء المؤقت، ووضعه غير مستقر إلى حد ما للتفاوض على اتفاق دولي".
وأشارت إلى أن ذلك الوضع المضطرب دعا ترامب لاستدعاء زعيم المعارضة الإسرائيلية رئيس تحالف "أبيض - أزرق" الجنرال بيني جانتس، الذي قاد الانتخابات الأخيرة في سبتمبر/أيلول الماضي لحضور إعلان الصفقة في واشنطن.
وتابعت المجلة الفرنسية أن "العنصرين الفاعلين الرئيسيين في هذا الاتفاق (نتنياهو - ترامب) في لحظة هشة للغاية، فكلاهما يواجه اتهامات أمام العدالة في بلده".
وأوضحت أن الرئيس الأمريكي يواجه خطورة عزله من قبل مجلس الشيوخ، خصوصا بعد تصريحات مستشاره السابق جون بولتون، فيما يواجه نتنياهو اتهامات فساد تهدد بسجنه، إذ يجتمع المشرعون الإسرائيليون أصلا لتشكيل لجنة للنظر في طلب الحصانة من قبل نتنياهو المتهم بثلاث قضايا فساد.
غياب التأييد العربي
أما السبب الثالث من وجهة نظر المجلة الفرنسية، فهو غياب التأييد العربي، لا سيما من دول المنطقة لتلك الصفقة، وبينها: الرفض الأردني القاطع لأن تكون المملكة الأردنية جزءا من الصفقة، فضلاً عن غياب تأييد الدول الرئيسية في المنطقة الفاعلة بملف الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.
هشاشة إدارة ترامب
السبب الرابع هو دخول الولايات المتحدة مرحلة الانتخابات الرئاسية لعام 2020، إذ أشارت المجلة الفرنسية إلى أنه "حتى لو كان ترامب فرض هذا الاتفاق، فما ضمانات دعمه من قبل الإدارة الأمريكية المقبلة حال خسارته الانتخابات الرئاسية المقبلة؟".
وتابعت المجلة أن "الشائعات تشير إلى أن تلك الخطة ستؤدي إلى شكل ما من الضم لجزء من الضفة الغربية على الأقل، وإن الاحتمال ضئيل في أن يدعم رئيس ديمقراطي منتخب في عام 2020 تنفيذ هذه المبادرة".