وفاة الفنان الجزائري محمد حلمي.. 80 عاما في محراب الفن (فيديو)
فقدت الجزائر أحد فنانيها الكبار، وهو الفنان محمد حلمي، الذي وافته المنية، الأربعاء، عن عمر ناهز الـ90 عاما قضى جلها في رحاب الفن.
وأعلن التلفزيون الجزائري أن حلمي، وهو كاتب أغانٍ وممثل سينمائي وفكاهي، واسمه الحقيقي أمزيان إبراهيمي، سيوارى الثرى عصر الأربعاء في الجزائر العاصمة.
والفنان الراحل من مواليد 15 فبراير/شباط 1931 في أزفون بمحافظة تيزي وزو، وهو فنان متعدد الاختصاصات، حيث جمع ما بين التمثيل والتأليف والإخراج، كما تنوعت أعماله ما بين السينما والتلفزيون والإذاعة والمسرح.
ويُصنف حلمي بأنّه أحد عمالقة الفن الجزائري، حيث صعد إلى خشبة المسرح، ودخل كواليس التمثيل، وصنع له اسما في عالم الفكاهة، وتألق في سمائها بأعماله الخفيفة الممتعة التي لا يزال كثيرون يتذكرونها، بل يحفظ جل مقاطعها ويتوق لمشاهدتها.
وبدأ حلمي حياته الفنية في سن مبكرة، وشارك في سن العاشرة في أول عرض مسرحي في حياته بعنوان "فرق تسد". وفي سن الـ 13، غادر قريته نحو العاصمة الجزائر، وعمل ساعيا بشركة تأمين بينما كان يتلقى دروسا بالمراسلة لمدة ثلاث سنوات.
كما عمل محمد حلمي مع الفنان المسرحي محيي الدين بشطارزي، لكنه لم يكن يكلفه سوى بأداء أدوار ثانوية، لذلك التحق سنة 1949 برضا فلكي في الإذاعة الجزائرية وأظهر قدرة على الكتابة الدرامية وبدأ هناك أولى تجاربه في هذا المجال وكتب تمثيلية إذاعية للقناة القبائلية مثَّلها مع الشيخ نور الدين وعبدر إسكر.
وبعد الاستقلال، ألّف محمد حلمي العديد من التمثيليات القصيرة الفكاهية التي تستعمل الأغنية القصيرة. كما بدأ خوض تجربة إخراج أفلام قصيرة ومتوسطة ومنها: "شكون يسبق" و"الغموق" و"الشيتة" و"متفاهمين".
وأخرج محمد حلمي في 1993 أول فيلم طويل له بعنوان "الولف صعيب"، كما نشر على نفقته مسرحية هزلية عنوانها "ديمقراسيرك" وأخرج كذلك مسرحية "صرخة الصمت" وألف كتاب "مشوار عجيب.. سيرة ذاتية وحاضر الماضي"، وهو سيرة ذاتية صدرت عام 2003.
وفي حوار لصحيفة "المساء" الجزائرية نُشر في يونيو/حزيران 2009، تحدث محمد حلمي عن مسيرته الفنية الثرية، وقال معلقا على إصدار مذكراته "هي بالفعل حافلة ومليئة بالذكريات والمواقف الجميلة والمؤثرة، لذا فكرت في تدوينها لكونها تحتاج بالفعل إلى أجزاء وأجزاء، وربما جر الجزء الثاني إلى أجزاء أخرى لا تقل أهمية، نظرا لما تختزنه ذاكرتي ويدّخره مشوار حياتي الخاصة والفنية، ذلك أرفض تصوير "بورتري" حول شخصي يلخص حياتي وأعمالي وذكرياتي في ربع ساعة أو نصفها أو حتى ساعات" حسب تعبيره.