أثار خبر وفاة الشاب السوري يوسف اللباد داخل الجامع الأموي في دمشق موجة واسعة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، وسط تضارب حاد بين الرواية الرسمية وشهادات أسرته وجهات حقوقية.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن أن يوسف، الذي عاد مؤخرًا من ألمانيا في زيارة قصيرة، توفي نتيجة تعرضه للتعذيب بعد اعتقاله من محيط الجامع الأموي قبل أيام. وأكد المرصد أن أسرته تسلّمت جثمانه وعليه آثار كدمات وجروح، متهمًا السلطات بالتسبب في وفاته.
في المقابل، نفت وزارة الداخلية السورية توقيف الشاب في أي فرع أمني. وقال المتحدث الرسمي نور الدين البابا إن يوسف دخل المسجد بحالة نفسية غير مستقرة، وتسبب بسلوك فوضوي تطلب تقييد يديه “لحمايته وحماية الآخرين”. وأضاف أن الطب الشرعي لم يصدر تقريره النهائي بعد لتحديد أسباب الوفاة.
بدوره، أوضح قائد شرطة دمشق العميد أسامة محمد خير عاتكة أن كاميرات المراقبة أظهرت الشاب وهو يردد عبارات غير مفهومة عند دخوله المسجد يوم 29 يوليو/ تموز، مشيرًا إلى أنه أصاب نفسه بشدة أثناء وجوده في غرفة الحراسة، ما تسبب في وفاته رغم تدخل الإسعاف.
أما أسرة يوسف اللباد فرفضت هذه الرواية، مؤكدة أن ابنها لم يكن يعاني أي اضطرابات نفسية، وأنه اعتُقل داخل المسجد قبل أن يُسلَّم جثمانه وعليه آثار تعذيب واضحة. وطالبت العائلة بفتح تحقيق مستقل وشفاف لكشف الحقيقة.
وانتشرت صور الشاب وخبر وفاته على نطاق واسع، مصحوبة بموجة من التعليقات الغاضبة التي طالبت بكشف ملابسات الحادثة ومحاسبة المسؤولين إن ثبت وقوع أي تجاوزات.