نيران الحرائق تنهي موقفا بطوليا لطفل لبناني.. مات الصبي
هبّ الفتى أمين ملحم ابن بلدة كفرتون العكارية شمال لبنان للمساعدة في إخماد النيران التي اندلعت في أحراج الصنوبر.
لكن الموقف البطولي للمراهق صاحب الـ16 عاماً تحول إلى مأساة بعدما سقط عن علو مرتفع لينقل إلى المستشفى ويعلن الأطباء مفارقته الحياة.
ما إن رأى الفتى النيران تصل إلى بلدته، حتى سارع لمساندة جيرانه في إطفائها، حمل كما قال والده جميل لـ"العين الإخبارية".
وأضاف: "بدأ بإهالة الرمل لإخماد النار وإبعادها عن ممتلكات العائلة والجيران، فهو فتى معروف بشهامته واندفاعه وحبه للمساعدة".
وتابع: "بسبب كثافة الدخان المتصاعد، الرؤية كانت معدمة، ما أدى إلى سقوطه من علو نحو مترين، الضربة أتت على رأسه، نقلته سيارة الإسعاف إلى مستشفى القبيات لنعلم الخبر الكارثي بأن الروح قد فارقت جسده، فحملته وعدت به إلى المنزل قبل أن أقوم بدفنه".
ما حصل مع الوالد المفجوع وهو في طريقه إلى المستشفى أثار غضب اللبنانيين، وذلك بعد أن نشر "جميل" صوراً وهو مضرج بدمائه نتيجة تعرّضه للضرب على يد عناصر من أمن الدولة، الذين كان يحمون وينظمون الطوابير على إحدى محطات الوقود.
عن ذلك شرح: "كنت في سيارتي خلف الإسعاف التي توقفت للتزود بالمازوت، طلبت أن أعبئ خزان سيارتي بالبنزين كي توصلني إلى المستشفى، إلا أن عناصر من أمن الدولة منعوني، أخبرتهم أن الفتى الجريح ابني وأريد أن أتمكّن من متابعة الطريق خلفه، فما كان من أحدهم إلا أن ضربني بالبارودة على ذقني ما تسبب بكسر فكي السفلي، وجرح كبير جرت خياطته بعشرين غرزة".
وتساءل "جميل": "أي دولة هذه وأي إجرام، هل لأنني طلبت بضع لترات من البنزين وأنا في ظل أصعب وضع في حياتي؟!".
وأشار إلى استقباله اتصالا من قيادة أمن الدولة بعد هذا الموقف "وأبلغت بفتح تحقيق، لكن ماذا ينفع الآن بعد اللاإنسانية التي مورست عليّ، وبعد خسارتي لفلذة كبدي؟".
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، الخميس، بأن الحريق الذي اندلع، الأربعاء، في أحراج منطقة عكار أقصى شمال لبنان، لا يزال مستعراً.
ولفتت الوكالة إلى اندلاع النيران في غابات القبيات وعندقت وكفرتون وأكروم وأكوم والرويمة والقرى الجبلية في منطقة بيت جعفر، بطول تجاوز الـ11 كيلومتراً.
وذكرت أن هذه المناطق شهدت ليلاً مريراً وقاسياً، حيث تمكنت النيران من التهام المزيد من الأراضي الحرجية والبساتين، مخلفة خسائر لا يمكن تحديدها قبل السيطرة على الحريق.
وأشارت إلى أنّ فرق الدفاع المدني والجيش والمتطوعين من الناشطين البيئيين والأهالي، يعملون على الأرض، فيما بدأت طوافات عسكرية تابعة للجيش اللبناني منذ الخامسة صباحاً تساعد في إطفاء النار في المواقع الوعرة والصعبة، لا سيما في مناطق عندقت وأكروم وبيت جعفر.