محمود المليجي.. سر حديث الموت والنوم لحظة وفاة "شرير السينما" (خاص)
تمضي الأيام، وتتعاقب السنوات، ومن المستحيل أن يسقط الفنان المصري محمود المليجي من ذاكرة المشاهد العربي، فهو "الفيلسوف الشرير" الذي ملأ الدنيا وشغل الناس في حياته، ولحظة وفاته.
في 22 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، يحتفل عشاق" المليجي" بذكرى ميلاده.
وبهذه المناسبة، تُلقي "العين الإخبارية" الضوء على مسيرته الفنية، ولحظة وفاته التي صاحبتها ضجة كبيرة.
وفاة محمود المليجي
تردد أن محمود المليجي مات في أثناء تصوير مشهد في فيلم "أيوب" مع العالمي عمر الشريف، وقرر مخرج العمل هاني لاشين، التعديل في الدور من أجل تفادي الموقف.
قيل وقتها إنه كان سيؤدي مشهد الموت، وقبل التصوير طلب فنجان قهوة، وجلس مع عمر الشريف، ودار بينهما حوار قال خلاله المليجي، إنه مندهش من النوم، فهو موت حقيقي، كيف يموت الإنسان ويستيقظ في يوم واحد، ثم سقط رأسه على الطاولة وظن عمر الشريف أن الأمر مجرد إرهاق عمل، لكن الصدمة أنها كانت اللحظة الأخيرة.
حول وفاة محمود المليجي تحدث لـ"العين الإخبارية" الفنان محمد أبو داوود، الذي شارك في بطولة فيلم "أيوب" بجانب محمود المليجي قائلا: "كنت سعيدا بالعمل في هذا الفيلم، وأصابني حزن شديد بعد وفاة هذا الفنان الاستثنائي، لا يعلم الكثير من الناس أن محمود المليجي، الذي برع في أداء أدوار الشر كان يمتلك قدرا كبيرا من الطيبة، والتواضع".
وتابع أبو داود حديثه: "التقيت محمود المليجي في المسرح مرات عديدة، وكنت أعلم عنه أنه يهوي تصليح الساعات في استراحة المسرح، وشاءت الأقدار أن أعمل معه في فيلم "أيوب" الذي رحل في أثناء تصويره. مات في أثناء الحوار مع عمر الشريف، والغريب أنه كان حوارا حول الفرق بين الموت والنوم، وقتها خيم الحزن على الاستديو، ولم تتم الاستعانة بممثل بديل لاستكمال الدور ولكن لجأ المخرج لإجراء تعديل في الشخصية".
كما تحدث الناقد طارق الشناوي لـ"العين الإخبارية" حول اللحظة الأخيرة في حياة محمود المليجى قائلا: "هذه الرواية صحيحة، وسمعتها من مخرج فيلم "أيوب" هاني لاشين ومن الفنانة آثار الحكيم والفنانة مديحة يسري، مات "المليجي" وهو يقول لعمر الشريف إنه اكتشف أن النوم مثل الموت"، وعندما التقيت الراحل عمر الشريف قال إنه كان يظن أنه نائم وقتها ولم يتوقع موته.
وتابع الشناوي حديثه: "لم يتم استبدال محمود المليجي، ولجأ المخرج هاني لاشين إلى المونتاج لضبط إيقاع الفيلم".
من هو محمود المليجي؟
ولد "المليجي" في حي المغربلين بوسط العاصمة المصرية القاهرة عام 1910، والتحق في المرحلة الثانوية بمدرسة الخديوية، عندما علم بوجود شخص يدعى لبيب الكرواتي، الذي يشجع التلاميذ على هواية التمثيل.
وشاءت الظروف أن تشاهده الفنانة الكبيرة فاطمة رشدي خلال متابعتها لعرض مسرحي نظمته فرقة المدرسة، وأعجبت بأدائه الفني وعرضت عليه العمل في فرقتها مقابل 4 جنيهات شهريا، ورحب بالفكرة ومن هنا بدأت شهرته.
انتقل المليجي بعد ذلك من المسرح لشاشة السينما، وابتسم له الحظ بالوقوف أمام كوكب الشرق أم كلثوم في فيلم"وداد" إنتاج 1936.
وتوالت أعماله الرائعة على شاشة السينما وشكل مع الفنان فريد شوقي ثنائيا ناجحا، وفي سنوات عمره الأخيرة التقى المخرج العالمي يوسف شاهين الذي اكتشف وجها آخر لمحمود المليجي فقد راهن عليه عام 1970 في فيلم"الأرض" وقدم شخصية الفلاح محمد أبوسويلم ببراعة شديدة، وعمل مع شاهين في أفلام "الاختيار، والعصفور، وعودة الابن الضال، حدوتة مصرية".
وشارك المليجي في بطولة 21 فيلما ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وصنع تاريخا فنيا رائعا، وفي 6 يونيو/حزيران عام 1983 كتب القدر لحظة وفاته.