5 مشاهد أدمت قلوب العالم في "فاجعة ريان" (صور وفيديو)
لا تزال مشاعر الحزن مسيطرة على كثيرين حول العالم، تعاطفا مع الطفل ريان، الذي مات مساء السبت الماضي، بعد ساعات طويلة قضاها أسفل بئر.
وكان ذو الـ5 أعوام، قد تصدر محركات البحث، والأخبار العالمية، بعد أن أبدى الملايين حول العالم تعاطفا كبيرا معه ومع أسرته، على أمل الخروج من بئر سقط فيها، الثلاثاء الماضي، مطلع فبراير/ شباط الجاري.
مشاهد عدة أدمت القلوب، وذرفت لها العيون، وحركت مشاعر تجاوزت حدود الجغرافيا، منذ الثلاثاء الذي سقط فيه وحتى السبت، بعد إخراجه من البئر.
السقوط 32 مترا في البئر
الثلاثاء الماضي، وفي قرية إغران، الواقعة بإقليم شفشاون في مملكة المغرب، اختفى الصبي ريان عن أنظار أسرته، بحث طويل انتهى إلى اللاشيء، ليصبح سيناريو سقوط الطفل في بئر مجاورة لمنزلهم كابوسا كبيرا.
هرعت الأسرة للاتصال بالسلطات والجهات المختصة، ليتأكد لها بالفعل، سقوط الطفل في البئر على عمق 32 مترا، وهو أمر بالغ الصعوبة، ومن غير السهل إخراجه منها بطريقة مباشرة، فكان اللجوء للحفر الرأسي، وإحداث فجوات رأسية، بديلا عن ذلك.
حركته الضعيفة داخل البئر
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد للطفل الصغير، وهو يستقر داخل البئر، بعدما أدخل فريق الإنقاذ كاميرات لمتابعة حالته. وكان الطفل يحاول الإمساك بحبل يتدلى إلى جانبه، في حركة ضعيفة. وهي لحظات زفت البشرى لكثيرين أن الطفل الذي قضى ساعات أسفل البئر ما يزال حيا.
كما انتشرت فيديوهات أخرى تظهر رجال الإنقاذ وهم يمدون الطفل بالأكسجين، من خلال ربط الأنبوبة وإنزالها داخل البئر، وكانت هذه الفيديوهات مصدرا لتعزيز آمال الملايين بإخراج ريان حيا من ذلك العمق.
صعوبة الوصول إليه لوعورة التربة
إلى جانب العمق الكبير للبئر، فإن وعورة التربة مثلت مشكلة إضافية لمحاولات الإنقاذ، فالتربة الرملية الهشة في بعض الطبقات، والصخرية تماما في طبقات أخرى، وخشية الطبقات العليا التي قد تنهار على المنقذين وعلى الطفل نفسه، عطلت عمل المركبات، في بعض الأوقات.
كما أن صخرة صغيرة أخرت عملية الإنقاذ لـ3 ساعات، بعد محاولة تفتيتها أو هدمها، وكانت في عمق النفق الذي تم تشييده للوصول إلى الطفل، ووفقا لصحف محلية فإن رجال الإنقاذ واجهوا خطر الإغماء غير مرة بسبب ضعف الأكسجين، وصعوبة التضاريس.
5 أيام في البئر وحيدا
خلال الخمسة أيام التي قضاها الطفل المغربي أسفل البئر، كان كثيرون يعبرون عن أسفهم الشديد وحزنهم لقضائه تلك الفترة وحيدا، بلا مؤنس. وحدة قد لا يتحملها كثيرون في ظروف عادية.
ولم يكن يصل للصغير أن الملايين حول العالم يتابعون حالته أو يتعاطفون مع موقفه.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، عبر كثيرون عن تلك الوحدة، باعتبارها من أصعب ما يكون، متمنين لوالدة الطفل في تلك اللحظة أن يكون تفكيرها منشغلا بإخراجه فحسب، لا بشعورها تجاه تلك الوحدة التي يعانيها صغيرها، في غياهب البئر.
وفاته بعد أمل إخراجه
لحظات الأمل تداعب الكثيرين، رجال الإنقاذ على وشك إخراج الطفل من البئر، الكاميرات مسلطة هناك، عربة إنعاش تقف على مقربة، والأب والأم ينتظران تلك اللحظة، ومن خلفهما ملايين حول العالم. ومع إخراجه كانت تلك اللحظة استثنائية، غمرت الكثيرين بالفرحة، على رأسهم الحضور هناك.
لكن لم تمض دقائق، حتى سرى نبأ وفاة ريان، بعدما أعلنها الديوان الملكي المغربي، مساء السبت. وقال في بيان، إن الملك محمد السادس، ملك المغرب، أجرى اتصالا هاتفيا مع خالد أورام، ووسيمة خرشيش والدي الفقيد، الذي وافته المنية، بعد سقوطه في بئر.
وأعرب الملك عن أحر تعازيه وأصدق مواساته لأفراد أسرة الفقيد في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، داعيا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته. وجرى دفن الطفل بعد صلاة الجنازة، أمس الاثنين.