شعراء عرب: رحيل الصايغ خسارة فادحة للثقافة وقضاياها القومية
الشاعر الفلسطيني مراد السوداني قال إن الصايغ واحد من الأسماء ذات الثقل الإبداعي في المشهد الثقافي الإماراتي والعربي
نعى عدد من الشعراء والأدباء العرب، الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أمين عام الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي وافته المنية الثلاثاء، معتبرين غيابه خسارة فادحة، وفقدانا لقامة إبداعية تبنت الثقافة العربية وقضاياها القومية.
وقال الشاعر الفلسطيني مراد السوداني الأمين العام السابق لاتحاد كتاب وأدباء فلسطين: "ننعى ببالغ الحزن والأسى وباسم اتحاد كتاب وأدباء فلسطين الشاعر الكبير حبيب الصايغ، وثمن للشاعر الراحل دوره في احتضان القضية الفلسطينية ودعم كتابها بشتى السبل".
وأضاف السوداني أن الصايغ خلال عمله كأمين عام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ساهم في إطلاق ودعم جائزة تخص أهل مبدعي فلسطين المحتلة من عرب الأراضي المحتلة، وذلك لأول مرة في تاريخ اتحاد الكتاب العرب، كما عمل على تسهيل مشاركة مبدعي عرب 48 في الفعاليات العربية والفعاليات التي نظمها اتحاد الكتاب العرب.
وأوضح الأمين العام لاتحاد أدباء فلسطين أن الشاعر الراحل جعل من جائزة القدس "مادية" إلى جانب قيمتها المعنوية ما ساهم في حضورها الكبير عربيا ودوليا.
واعتبر السوداني أن أنجح مؤتمر عربي حمل اسم"القدس" كان من تنظيم اتحاد الكتاب العرب في أبوظبي العام الماضي، حيث نجح الصايغ في حشد الكتاب العرب للمشاركة دعما للقدس وعروبتها.
وعلى الصعيد الإبداعي رأى الأمين العام لاتحاد أدباء فلسطين أن الصايغ واحد من الأسماء ذات الثقل الإبداعي في المشهد الثقافي الإماراتي والعربي فقد قدم العديد من الاقتراحات الجمالية وأضاف لها رؤى وآفاقا تخصه فاستحق بجدارة أن يكون اسما دالا على حداثة الحركة الشعرية في الإمارات وفعلها الثقافي الناجز.
وأنهى السوداني حديثه قائلا: "الفقيد الراحل أحد القامات الكبيرة وطوبى له لما قدمه للثقافة العربية وفي القلب منها فلسطين وحركتها الثقافية المعاندة".
من جانبه، قال الروائي اليمني علي المقري: "ما إن يأتي إلى ذهني اسم حبيب الصايغ حتى أتذكّر تجربته المهمة في الصحافة الثقافية، وبالذات مجلة (أوراق) المتميزة بإخراجها الأنيق خلال بداية ثمانينيات القرن الماضي، وما زلت أتذكر عناوين الأغلفة وأتساءل لماذا لم تستمر هذه المجلة رغم دورها الاستثنائي؟".
وذكر المقري بتجارب أخرى للشاعر الراحل في مجلة "شؤون أدبية" وغيرها، حيث ظل اسما لا يمكن إغفاله مع كل حديث عن التجربة الشعرية في الإمارات.
وأكد أن حبيب الصايغ كان قريباً من الحياة الثقافية العربية وملماً بشؤونها، ولهذا رحب كثيرون بعمله في أمانة اتحاد الكتاب العرب.
واعتبر صاحب رواية "اليهودي التائه" أن رحيل الصائغ خسارة جديدة لمن آمنوا بالأمل.
وأكد الشاعر الإماراتي محمد عبدالله نورالدين، أن مجلة "أوراق" التي أسسها حبيب الصايغ في 1982، كانت رقما فارقا في الثقافة العربية، أطلق من خلالها مجموعته الشعرية الأولى "هنا بار بني عبس الدعوة عامة"، وبالرغم من التضحيات الكثيرة التي قدمها حبيب الصايغ في سبيل إبقاء صوت هذه المطبوعة الهامة، إلا أنها توقفت عن الصدور في 1995.
وأضاف: لكن لم يقف حبيب عن الفعل الثقافي للحظة فقد كان يتنفس شعراً ويؤمن برسالته ويحارب لأجلها بجرأة دون أي خوف أو تردد، فقد كان هاجسه الأكبر هو الثقافة العربية وكيف يستطيع نقلها إلى واجهة المشهد الثقافي الإنساني، وقد تمهد له أول الطريق مع تبوؤه منصب الأمين العام لاتحاد كتاب وأدباء العرب ليبدأ بتأسيس هذا الصرح بشكل مغاير من جديد.
وتابع: "اليوم رحل حبيب الصايغ ذلك الأخ الكبير الذي ترك فراغاً كبيراً، ولكنه سيظل من أبناء الإمارات البارين فهو من مؤسسي الحركة الثقافية والإعلامية والفكرية المخلصة للإمارات وقامة من قمم العربية التي لن تنساها السنين".
واعتبرت الروائية الإماراتية تهاني الهاشمي أن رحيل الصايغ يعني فقد شاعر ومبدع، كان أحد أهم رموز الصحافة والثقافة في الإمارات والوطن العربي الذين أعطوا للإبداع الإماراتي صيغة مؤسسية، فهو رجل وقف وراء تأسيس كيانات ومؤسسات وضعت على رأس همومها حاجات المبدع العربي وأولوياته.
أما الشاعر المصري أحمد بخيت قال: "فقدت الثقافة العربية بعامة والخليجية والإماراتية بخاصة رمزا ثقافيا كبيرا وشاعرا سباقا في التجديد بحركة الشعر في الخليج وقيادة ثقافية كبيرة وروحا إنسانية رفيعة المقام حظيت بمحبة شعراء وكتاب وأدباء العرب من الماء إلى الماء كان وسيبقى فخرا للإمارات في ذمة الله حبيب الصايغ الدمث الوقور وأحد أفضل من يعبرون عن رقي شعبه وأمته".
من جهته، نعى الروائي المصري وليد علاء الدين الراحل، مؤكدا أن تجربة الصايغ الشعرية واحدة من أنضج التجارب العربية المعاصرة".
وأضاف علاء الدين: ها قد رحل حبيب الصايغ مخلفا إرثه الشعري الكبير.. رحمة الله عليك يا أبا سعود".
فيما رثي الشاعر السوري نواف يونس الفقيد الراحل قائلاً: لروحك السلام يا حبيب لقد غادرتنا مبكرا إلى حيث أنت تدري. ودعني أوعدك شعرا .
حمامة كنت وإلا كنت ديب
رح تضلك بها لدنيا غريب
إذا ما الموت حوم ع بوابك
وإذا ماضمك جناحه الرهيب
مارح تنفعك حجة محامي
ولا رح تفيدك وصفة طبيب