مأساة كورونا الإيطالية تثير رعب أوروبا وأمريكا

صراع إيطاليا مع "كوفيد- 19" يتحول إلى لمحة مستقبلية لما يخشى مسؤولو الصحة الأمريكيين من حدوثه في نيويورك ومناطق أخرى.

مع الارتفاع المستمر لمعدل الإصابات والوفيات بفيروس كورونا الجديد على أرضها؛ أصبحت إيطاليا نموذجاً للتحديات الضخمة التي تواجه منظومة الصحة العامة في أوروبا وفي الولايات المتحدة، حيث تصارع السلطات لاحتواء الفيروس.

•  رئيس بلغاريا يرفض "طوارئ كورونا": ضررها أكبر من نفعها

وتحول صراع إيطاليا مع "كوفيد- 19" إلى لمحة مستقبلية لما يخشى مسؤولو الصحة الأمريكيين من حدوثه في نيويورك ومناطق أخرى؛ من نقص لأجهزة التنفس الصناعي، والمعدات الطبية الأساسية، والأسرة في وحدات الرعاية المركزة، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وأغلقت إيطاليا حدودها، ونشرت أفراد الشرطة لفرض غرامات على كل من يخالف قواعد البقاء في المنزل، وبعد أن كان المسؤولون الإيطاليون يخططون إلى فرض هذه التقييدات حتى 3 أبريل/نيسان المقبل، ترك رئيس الوزراء الإيطالي مثل العديد من قيادات العالم الأمر مفتوحاً؛ إذ من الممكن أن تمتد فترة الحظر مدة أطول. 

وفي الولايات المتحدة، يراقب مسؤولو الصحة العامة بحذر موجة الإصابات المتفاقمة في أوروبا، متوقعين ارتفاعا في عدد المرضى في المستشفيات خلال الفترة المقبلة.

وناشد مسؤولون في إدارة دونالد ترامب الأمريكيين عدم السعي للخضوع إلى اختبار "كوفيد- 19"، ما لم تظهر عليهم أعراض العدوى، وذلك في إطار نقص المعدات الوقائية اللازمة للعاملين في مجال الرعاية الصحية.

وحذرت مستشفيات أمريكية تعاني من ضغوط نقدية من أنه بدون المساعدة المالية، ربما تخفق في الدفع للعاملين خلال أسابيع، وربما تُجبَر على الإغلاق بينما يهرع المرضى للحصول على الرعاية.

ويستعد مسؤولون أمريكيون لتطبيق تقييدات مشابهة لتلك التي فرضت في أوروبا، التي تعد حالياً أفضل الحلول للحد من انتشار كورونا الجديد، وعلى رأسها البقاء في المنزل ومنع السفر إلا للضرورة القصوى.

وفي تقرير آخر نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قالت إن مأساة إيطاليا أصبحت تحذيرا لجيرانها الأوروبيين والولايات المتحدة.

وأظهرت إيطاليا دروساً ينبغي على العالم الاستفادة منها، وأبرزها عزل المناطق المصابة، وتقييد حركة المواطنين مبكراً، وقبل فوات الأوان.

وفي الوقت الذي يتردد فيه بعض المسؤولين حول العالم من فرض إجراءات احترازية مشابهة لإيطاليا، دافع المسؤولون الإيطاليون عن استجابتهم لفيروس كورونا الجديد، الذي يُعد أزمة غير مسبوقة في العصر الحديث.

وشددوا على أن استجابتهم كانت سريعة، وذات كفاءة، وفقاً لنصائح العلماء، وتضمنت إجراءات اقتصادية مدمرة على عكس نظرائهم الأوروبيين.