خسائر فادحة لتركيا بعد تورطها في صراعات المنطقة
المخاوف تزداد من أن أنقرة تتكبد ثمنا باهظا مقابل تورطها في صراعات الشرق الأوسط لا سيما الحرب ضد داعش في سوريا
منذ أيام خرج المشيعون عبر أنحاء تركيا لدفن 16 جنديا تركيا قتلهم تنظيم داعش الإرهابي خلال هجمات انتحارية في سوريا، وبعد أسبوع يمكن وصفه بـ"الأكثر دموية" في حرب تركيا ضد داعش في سوريا، تزداد المخاوف من أن تتكبد أنقرة ثمنا باهظا مقابل تورطها في صراعات الشرق الأوسط.
وفي تقرير بعنوان "عمليات القتل في سوريا تثير عدم الارتياح في تركيا"، قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن الجيش التركي وأنصاره من المعارضة المسلحة السورية، يحاربون داعش منذ شهر للاستيلاء على مدينة الباب السورية التي تبعد 30 ميلا عن شرق حلب و20 ميلا عن جنوب الحدود التركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهجمات الانتحارية أودت بحياة 35 جنديا خلال الحملة العسكرية التركية في سوريا، فضلا عن 3 حوادث إرهابية هائلة داخل تركيا خلال الأسبوعين الماضيين تسببت في مقتل 58 تركيا على الأقل، بالإضافة إلى السفير الروسي لدى أنقرة.
وتابعت الصحيفة أنه بالإضافة إلى الشعور بعدم الارتياح داخل تركيا، أصدر داعش فيديو باللغة التركية الخميس الماضي، يظهر فيه عملية إحراق جنديين تركيين، ردا على غزو أردوغان لأراضي داعش وتعاونه مع "الصليبيين" ضد المسلمين، لافتة إلى أنه لم يتم التحقق من مصداقية الفيديو، ورفضت السلطات التركية التعليق عليه، مشيرة إلى أن الفيديو ومدته 19 دقيقة هدد بمزيد من الهجمات ضد القوات التركية، ودعا أنصار داعش إلى تدمير تركيا بالعنف الداخلي.
ووسط هذا العنف، استطردت الصحيفة: يضغط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل الحصول على سلطات تنفيذية أكبر بحجة السيطرة على البلد خلال الاضطرابات، لكن تعقد هذه الهجمات طموحه ليصبح قائدا إقليميا يمكنه حماية مصالحه القومية مع إظهار قوته عبر الشرق الأوسط.
من ناحيتهم، أصبح نواب المعارضة الأتراك أكثر صخبا حول ما يقولون إنها ورطة متفاقمة، بحسب وول ستريت جورنال، حيث يلقون باللائمة على أردوغان لدعمه سياسة مضللة في سوريا أثارت العنف داخل تركيا.
وقال كمال قليتش دار أوغلو، زعيم حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، حزب الشعب الجمهوري: "هذه هي نتيجة التنازلات والسياسات الأجنبية الخاطئة"، مضيفا: "لا ينبغي الدفع بالجنود الأتراك بتهور في مستنقع الشرق الأوسط".
أردوغان من جانبه شدد على عزمه محاربة الإرهاب مهما كان الثمن. ونقلت وول ستريت جورنال ما قاله الجمعة الماضية: "نقول إننا لن نحارب الإرهاب في بلدنا فقط، بل وفي كل مكان". مدافعا عن قراره إرسال قوات إلى سوريا لمحاربة داعش والميليشيات الكردية السورية، بقوله "نحن على دراية بأننا نصاب ونتأذى، لكننا سنقوم بما هو لازم معهم".
وفي تحدٍّ آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا: إن الغارات التركية قتلت 88 مدنيا في مدينة الباب السورية خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ما رفع حصيلة القتلى خلال الأربعة شهور الماضية إلى 250 شخصا، وهو ما رفضت السلطات التركية أيضا التعليق عليه، بحسب الصحيفة.
ونقلت عن متحدث رسمي باسم القوات المسلحة التركية قوله إن الطائرات التركية تستهدف فقط الأهداف الداعشية المحددة باستخدام قنابل ذكية تتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين.
وأخيرا قالت "وول ستريت جورنال" إن الفيديو الوحشي وارتفاع حصيلة القتلى بين الجنود الأتراك تتزامن مع توقف التقدم السريع الذي يحققه الجيش التركي خارج مدينة الباب ما يثير المخاوف حول قدرة أنقرة على استعادة المدينة التي تراجعت فيها كثير من ميليشيات داعش.
aXA6IDMuMTQ1LjkyLjk4IA==
جزيرة ام اند امز