مزرعة الشيخ زايد ويوم عهد الاتحاد.. قرارات توثق إرث الإمارات التاريخي

مواقع وطنية وأيام تاريخية شهدتها مسيرة تأسيس الاتحاد، آثرت القيادة الإماراتية أن توثقها لتستلهم منها الأجيال المتعاقبة دروسا وعبرا وطنية.
دروس وعبر تعزز القيم والمبادئ الوطنية التي وضعها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه حكام الإمارات، التي تجسد روح الوحدة والتلاحم بين القيادة والشعب.
قيم ومبادئ يرسخها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بقرارات ملهمة توثق الإرث التاريخي للإمارات وترسخ الوعي الوطني لدى مختلف أفراد المجتمع والأجيال المتعاقبة حول الخطوات المحورية التي قادت إلى تأسيس الاتحاد، لاستلهامها والالتزام بها في مسيرة الدولة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وتقدماً تحت راية الاتحاد، وصولا لتحقيق هدفها في مئوية تأسيسها " 2071" بأن تكون أفضل دولة في العالم، وأكثرها تقدماً.
يأتي ذلك في إطار حرص القيادة الحكيمة على ترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز روح الانتماء والولاء للوطن.
مزرعة الشيخ زايد التاريخية
ضمن أحدث تلك القرارات، أعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مساء الثلاثاء، موقع مزرعة الشيخ زايد التاريخية في منطقة الخوانيج في دبي موقعاً وطنياً ثالثاً بجانب "دار الاتحاد" و"عرقوب السديرة" وذلك تخليداً لما يرمز إليه المكان من معانٍ وطنية وما شهده من لقاءات تاريخية مهمة في مراحل تأسيس دولة الإمارات.
وترتبط مزرعة الشيخ زايد في الخوانيج بذكرى تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة حيث أقام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فيها خلال شهر مارس/ آذار عام 1971 حوالي أسبوعين عقد خلالهما لقاءات ومباحثات متتالية مع إخوانه حكام الإمارات مهدت الطريق إلى الاتفاق بشأن الاتحاد والدستور الذي وقع بعد حوالي أربعة أشهر في يوم "عهد الاتحاد".
وفي لفتة ملهمة جاء القرار في نفس الموقع (مزرعة الشيخ زايد التاريخية) والزمان (شهر مارس)، وأيضا خلال لقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات وأولياء العهود ونواب الحكام والشيوخ.
وتبادل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك مع إخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات وأولياء العهود ونواب الحكام والشيوخ ، داعين المولى عز وجل أن يعيد الشهر الفضيل على الجميع بموفور الصحة والعافية والسعادة وعلى دولة الإمارات وشعبها بالخير واليمن والبركات ويديم نعم الأمن والاستقرار والرخاء ويحفظ الوطن عزيزاً منيعاً في ظل القيادة الحكيمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
ورحب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإخوانه حكام الإمارات، معرباً عن سعادته بلقائهم في مزرعة الشيخ زايد، المكان الذي ارتبط بذكرى لقاءات المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه الحكام "رحمهم الله" التمهيدية لقيام اتحاد الإمارات المبارك.
واستذكروا أياماً تاريخية في مسيرة الوطن نحو الوحدة، واستحضروا العمل المخلص للمؤسس الشيخ زايد وإخوانه الحكام "رحمهم الله" من أجل وحدة الوطن ونهضة شعبه.. مؤكدين أن نهج زايد مصدر إلهام دائم ومعين لا ينضب من الدروس والعبر، وحرصهم على مواصلة العمل لأجل رفعة الوطن وعزة شعبه الوفي والحفاظ على مكتسباته.
وأدى رئيس دولة الإمارات وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات وأولياء العهود ونواب الحكام والشيوخ والحضور صلاة المغرب جماعة.
وأقام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مأدبة إفطار حضرها حكام الإمارات وأولياء العهود ونواب الحكام.
دلالات هامة
وتعليقا على القرار، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في تغريدة عبر موقع "إكس" :"مزرعة الشيخ زايد في الخوانيج … يعرفها أهل دبي والإمارات .. أقام الشيخ زايد في مزرعة الخوانيج 16 يوماً متتالية في مارس من العام 1971 .. حول فيها المزرعة لغرفة عمليات لمباحثات الاتحاد … عقد فيها العديد من المباحثات المكثفة مع حكام الإمارات .. مما مهد للتوقيع على اتفاقية الاتحاد والدستور في يوليو من نفس العام" .
وتابع: "واليوم جمعنا أخي الشيخ محمد بن زايد مع إخواني الحكام في نفس الموقع .. وفي نفس الشهر .. وبنفس الروح الطيبة … روح الاتحاد .. وأعلن المكان موقعاً وطنياً ثالثاً بعد دار الاتحاد الذي استضاف إعلان الاتحاد وعرقوب السديرة الذي شهد النقاشات الأولى للاتحاد .. "
وأضاف :"سيظل شعب الإمارات .. ورئيس الإمارات .. وجميع الحكام أوفياء لهذا الاتحاد .. وأوفياء للجهود المخلصة الذي بذلها الآباء المؤسسين لصناعة وطن .. وطن تحول إلى معجزة حضارية وإلى أفضل مكان للعيش في العالم .".
بدوره غرد الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، قائلا "إعلان رئيس الدولة موقع مزرعة الشيخ زايد في منطقة الخوانيج في دبي ضمن المواقع الوطنية، يجسد حرص القيادة على توثيق الإرث التاريخي لدولة الإمارات والحفاظ عليه وترسيخ أهميته لدى الأجيال المقبلة".
يوم عهد الاتحاد
ويعد هذا ثاني قرار تصدره القيادة الإماراتية لتوثيق الأيام والمواقع التاريخية في الإمارات خلال 8 شهور، وذلك بعد قرار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في 18 يوليو/ تموز الماضي باعتماد 18 يوليو/تموز "يوم عهد الاتحاد".
وتحتفي الإمارات للمرة الأولى بتلك المناسبة خلال العام الجاري 2025 .
قرار جاء احتفاءً بالاجتماع التاريخي الذي عقد في هذا اليوم من عام 1971، والذي وقَّع فيه المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه الحكام "وثيقة الاتحاد" ودستور الإمارات وأعلن فيه بيان الاتحاد والاسم الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وشكل هذا الاجتماع التاريخي إحدى الخطوات الرئيسة في تأسيس اتحاد الإمارات يوم 2 من شهر ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إن "الثامن عشر من شهر يوليو عام 1971 أحد الأيام المهمة في تاريخ دولة الإمارات؛ ففيه وُقعت وثيقة الاتحاد ودستور دولة الإمارات وأُعلن بيان اتحادها واسمها، ووُضع الأساس الصلب لقيامها في الثاني من شهر ديسمبر".
وأضاف أن "يوم عهد الاتحاد مناسبة نستذكر خلالها محطات المسيرة المباركة لوطننا، ونستلهم منها الدروس والعبر للحاضر والمستقبل ونجدد العهد مع الله تعالى ثم أنفسنا وشعبنا، في اليوم الذي وضع فيه زايد وإخوانه ميثاق الاتحاد وأن تظل راية دولة الإمارات خفاقة، وتبقى وحدتنا السياج الحامي لمسيرتنا".
ويأتي إعلان هذه المناسبة الوطنية في إطار حرص القيادة الحكيمة على ترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز روح الانتماء والولاء للوطن، حيث يجسد "يوم عهد الاتحاد" روح الوحدة والتلاحم بين أبناء الوطن، والالتزام بمواصلة المسيرة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وتقدماً تحت راية الاتحاد.
وبهذا القرار، ارتفع عدد المناسبات التاريخية التي يتم الاحتفاء بها في أجندة الإمارات الوطنية إلى 4 وهي :
يوم عهد الاتحاد : 18 يوليو
عيد الاتحاد : 2 ديسمبر
يوم الشهيد : 30 نوفمبر
يوم العلم: 3 نوفمبر