كيف تحول ديكلان رايس من أمل إيرلندا إلى حامل أحلام إنجلترا؟
تمثل مواجهة جمهورية إيرلندا (السبت) أهمية خاصة واستثنائية لنجم خط وسط منتخب إنجلترا ديكلان رايس، لاعب فريق أرسنال الإنجليزي.
وتلتقي إنجلترا في مستهل رحلتها في دوري الأمم الأوروبية "القسم الثاني" (السبت) مع جمهورية إيرلندا في ملعب "أفيفا" في دبلن، في مباراة ستبدأ في الـ7 مساء بتوقيت القاهرة ومكة المكرمة.
وإذا كان لاعب مثل الدولي الألماني جمال موسيالا قد مثل الأسود الثلاثة على مستوى منتخبات الشباب، فإن رايس فعل الشيء ذاته في فترة الصبى مع منتخب إيرلندا.
لكن بعد ذلك، قرر رايس في 2019 تمثيل منتخب إنجلترا الأول، مثلما فعل موسيالا حين قرر الدفاع عن ألوان ألمانيا في 2021.
قصة مختلفة
على عكس موسيالا، الذي لم يدافع يوماً عن قميص المنتخب الأول لإنجلترا، فإن رايس لعب 3 مباريات مع إيرلندا في عام 2018.
لكن في أغسطس/ آب 2018، استبعد مارتن أونيل مدرب إيرلندا رايس من قائمة مباراة ويلز، مؤكداً أن اللاعب يدرس التحول لتمثيل إنجلترا.
ولأن رايس لم يلعب أكثر من 3 مباريات مع إيرلندا فإنه كان قادراً على تمثيل منتخب آخر غيرها، بحسب لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" التي تتيح حدوث هذا التحول حال عدم خوض أكثر من 3 مباريات، وما دام اللاعب تحت سن الـ21 عاما.
ورغم محاولات الاتحاد الإيرلندي لكرة القدم إغراء رايس بأنه سيصبح في المستقبل قائد المنتخب فإنه قرر في فبراير/ شباط 2019 تمثيل إنجلترا.
سر قرار رايس
رغم أن الجمهور الإيرلندي يرى ما فعله رايس بمثابة خيانة، كون جدوده كانوا إيرلنديين، فإن اللاعب لم يلق بالا لمثل هذه الانتقادات.
وعاش رايس، المولود في 14 يناير/ كانون الثاني 1999، قرابة نهر التيمس في العاصمة الإنجليزية لندن، ولعب لفرقها تشيلسي ووست هام يونايتد ثم أرسنال.
ورغم فخره بجذوره الإيرلندية وبالمباريات الدولية الـ3 التي خاضها مع أرض أجداده، فإن رايس يشعر بأنه إنجليزي تماماً.
ورغم محاولات رايس تبرير موقفه الصعب فإن الجمهور الإيرلندي لم يصدقه يوما، خاصة حين قال في بيان توضيحي: "لدي احترام وحب متساوٍ لكل من إنجلترا وإيرلندا، وبالتالي فإن المنتخب الوطني الذي اخترت تمثيله ليس اختيارًا بسيطا.. وذلك أمر خاص لصبي صغير لم يحلم أبدًا بالتواجد في هذا الموقف".
دور غاريث ساوثغيت
كان لغاريث ساوثغيت مدرب إنجلترا السابق (2016-2024) دور كبير في قرار رايس، كون المدير الفني أعجب بشدة بإمكانياته.
وسعى ساوثغيت لدى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم للعمل على جلب المتألق الصاعد رايس، الذي أبهره بقدراته الفنية في الركض والحصول على الكرة تحت ضغط وفي مساحات ضيقة ثم اتخاذ القرارات الصحيحة.
ولا يجب تجاهل حقيقة أن رايس كان يدرك وجود مجموعة من المواهب الكبيرة في مركزه مع إنجلترا، ورغم ذلك فإن لم يمنعه من اتخاذ المخاطرة.
وقد أغرت فترة التوهج الإنجليزي مع ساوثغيت المتمثلة في التأهل لنصف نهائي كأس العالم 2018، والتي تواصلت بعد قدوم رايس، في كأس أمم أوروبا 2020، الدولي الإيرلندي بارتداء قميص الأسود.