عودة داعش.. تقرير استخباراتي أمريكي يرسم واقعا صعبا
أفاد تقرير رفعت عنه السرية مؤخرا بأن مسؤولي الاستخبارات الأمريكية توقعوا قبل عامين أن يستعيد تنظيم "داعش" كثيرا من قوته السابقة.
ووفق صحيفة "ستارز أند سترايبس" العسكرية الأمريكية، قال محللون إن الكثير من التقديرات الواردة بتقرير عام 2020 تبدو استشرافية اليوم، لا سيما مع معاودة التنظيم الظهور في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية العام الماضي.
ولم يعد تنظيم "داعش" يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي أو يشن هجمات في الولايات المتحدة كما فعل قبل عدة سنوات، لكنه الآن يعيد بناء بعض من قدراته الأساسية ببطء في العراق وسوريا، ويقاتل على نحو متزايد الحكومات المحلية في أماكن من بينها أفغانستان، وفق الصحيفة.
وقال التقرير الذي نشر في الأصل تحت تصنيف سري في مايو/أيار عام 2020، بعد أشهر على توصل إدارة الرئيس -آنذاك- دونالد ترامب إلى اتفاق مع طالبان لسحب القوات الأمريكية: "إذا تراجعت الولايات المتحدة وشركاؤها أو انسحبوا أكثر من مناطق ينشط فيها داعش سيعتمد مسار التنظيم بشكل متزايد على استعداد الحكومات المحلية وقدرتها على شغل الفراغات الأمنية المترتبة على ذلك".
واستشهد الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار مسؤولي الأمن القومي بالضربة الأخيرة التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، باعتبارها دليلا على احتفاظ أمريكا بالقدرة على مكافحة الإرهاب "عبر الأفق" في أفغانستان بعد الانسحاب.
كما قتلت القوات الخاصة الأمريكية زعيم تنظيم "داعش" أيضا، خلال غارة في فبراير/شباط في شمال غرب سوريا.
وقالت كريستين أبي زيد، مديرة المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، إن "حقيقة تلك العمليات، كما أعتقد، تعكس مدى خطورة بيئة التهديد في الدول المعنية"، مشيرة إلى أن المحللين يعتقدون أن التهديد الإرهابي على الأراضي الأمريكي "أقل حدة عما شهدناه" في أي وقت منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001.
وتابعت أبي زيد خلال قمة الاستخبارات والأمن القومي خارج واشنطن، أن المحللين رأوا مؤخرا نموا في فروع تنظيم "داعش" حول العالم، لا سيما في أفريقيا.
ورأى بعض المحللين الخارجيين أن وجود الظواهري في وسط كابول يرجح أن الجماعات المتطرفة تشعر براحة أكبر في العمل داخل أفغانستان، وأنه سيكون من الصعب مكافحة "داعش" مع تناميه بشتى أنحاء البلد.
وفي حين أصدر البيت الأبيض الشهر الماضي نقاطا رفعت عنها السرية، تقول إن القاعدة لم يعد تشكيل نفسه في أفغانستان، إلا أن هذا التقييم لم يتناول تنظيم داعش في خراسان؛ الذراع المحلية للتنظيم.
وقال مجلس الأمن القومي، في بيان مؤخرا، إن الولايات المتحدة تعمل على حرمان "داعش خراسان من الوصول إلى التمويل، وعرقلة ومنع المقاتلين الإرهابيين الأجانب من بلوغ أفغانستان والمنطقة، والتصدي للتطرف العنيف لداعش خراسان".
ورفعت السرية عن التقرير الاستخباراتي المنشور في مايو/أيار 2020، في أغسطس/آب الماضي، ونشره مكتب مدير الاستخبارات الوطنية عبر الإنترنت الأسبوع الماضي.
ويتوقع التقرير أن الأذرع العالمية لتنظيم داعش من المرجح أن تزيد "قدرتها على شن هجمات في العديد من المناطق بالعالم، بما في ذلك الغرب".
ويرجح أن الولايات المتحدة ستتعرض لهجمات من أشخاص تلهمهم أيديولوجية تنظيم "داعش"، ويتحركون منفردين، أكثر من الهجمات المخطط لها مركزيا في التنظيم، بحسب التقرير.
aXA6IDMuMTQ1Ljc4LjExNyA= جزيرة ام اند امز