تخلفت عن سداد ديونها للمرة التاسعة.. قصة الأرجنتين مع الإفلاس
تخلفت الأرجنتين عن سداد دفعة من ديونها المتراكمة للمرة التاسعة في تاريخها والخامسة خلال آخر 20 عاما والثانية منذ عام 2000
تخلفت الأرجنتين عن سداد دفعة من ديونها المتراكمة للمرة التاسعة في تاريخها - منذ الاستقلال عام 1816 - والخامسة خلال آخر 20 عاما والثانية منذ عام 2000، فيما يبدو أنها "دائرة مفرغة" تعجز بوينس آيرس عن الخروج منها.
وحسب صحيفة الجارديان البريطانية، فإن الأرجنتين حاليا مقبلة على وضع "إفلاس تقني" في حال رفض الدائنون اقتراحاتها لإعادة الهيكلة.
- الدفع أو الإفلاس.. الأرجنتين تغرق في ديونها مجددا
- الأرجنتين تؤجل سداد ديونها.. وتدعو المقرضين للتفاوض "بحسن نية"
وللأرجنتين حكايات عديدة مع التخلف عن السداد، آخرها ما حدث عام 2001 عندما فشلت في سداد ديون بقيمة 100 مليار دولار.
وعقب هذا الفشل دخلت البلاد في أزمة اقتصادية واجتماعية عنيفة.
وحاليا، بعد نحو 20 عاما من تلك الأزمة، تواجه الأرجنتين الوضع نفسه إذ أن اقتصادها في حالة ركود منذ سنتين والتضخم سجل ارتفاعا كبيرا عند 53٪ والفقر كذلك عند 33٪.
ويبلغ دين الأرجنتين في الوقت الحالي 324 مليار دولار بما نسبته 90% من إجمالي ناتجها المحلي الإجمالي، بينها 65 مليار دولار للمستثمرين الأجانب.
وقد تكونت معظم هذه الديون منذ عام 2016 عندما كان المستثمرون الدوليون متفائلون بحكومة الرئيس ماوريسيو ماكري الرأسمالية والتي زادت الرهان على انتعاش النمو بعد سنوات من تدخل الحكومة في الاقتصاد تحت قيادة الرئيسة السابقة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر.
ورغم ذلك، سارت الأمور بشكل خاطئ في عهد ماكري حيث هبطت العملة وارتفع التضخم.
وفي عام 2019 فاز اليساري ألبرتو فرنانديز (حليف كيرشنر) برئاسة الأرجنتين ليتبنى نهجا مختلفا تجاه الديون عبر وقف دفع الفوائد وإعادة التفاوض.
وتقول الجارديان إن معظم ديون الأرجنتين بالعملة الأجنبية وقد بلغت في نهاية العام الماضي 414 مليار دولار بنسبة 93٪.
وحصلت الأرجنتين على أكبر قرض في تاريخ صندوق النقد الدولي عام 2018 بقيمة 57.1 مليار دولار مدته ثلاث سنوات.
الأزمة الحالية
آخر مبلغ تخلفت الأرجنتين عن سداده هو دفعة قيمتها 500 مليون دولار تعد فوائد سندات.
وتقول الأرجنتين إنها لن تسدد أي فوائد، واقترحت على الدائنين خطة لإعادة الهيكلة تتضمن مدفوعات فائدة أقل بكثير على ديونها وتأجيل المدفوعات حتى عام 2024.
ويتضمن الاقتراح مبادلة السندات بأخرى جديدة مع فترة عفو من ثلاث سنوات بلا دفعات، وخفض بنسبة 5,4٪ في رأس المال و62٪ على الفوائد.
ويرفض الدائنون هذه المقترحات، ما دفع الأرجنتين إلى تمديد مهلة التفاوض معهم حتى 2 يونيو القادم.
وحثت مجموعة من كبار الاقتصاديين بمن فيهم توماس بيكيتي وجوزيف ستيجليتز الحائز على جائزة نوبل، حاملي السندات على اتباع نهج بناء لإعادة هيكلة ديون الأرجنتين.
وقالوا إن تخفيف عبء الديون عن البلاد سيكون "الطريقة الوحيدة لمكافحة الوباء ووضع الاقتصاد على مسار مستدام".
aXA6IDMuMTM2LjIyLjE4NCA=
جزيرة ام اند امز