بعد هزائم داعش في الموصل.. هل باتت معركة الرقة على الأبواب؟
في ظل الانتصارات التي حققتها القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي فر العديد من عناصره إلى الرقة السورية
في ظل الانتصارات التي حققتها القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، تزايدت في الآونة الأخيرة أنباء تفيد عن فرار قيادات وعناصر التنظيم إلى مناطق أخرى وعلى رأسها مدينة الرقة السورية، التي تجمع فيها عناصر التنظيم عقب فرارهم من العراق.
ويرى محللون أن الرقة باتت الوكر الأخير لقيادات وعناصر التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا، مرجحين أن تكون المعركة القادمة بعد الموصل، هي معركة الرقة، للقضاء على قيادات التنظيم، الذين تجمعوا في مكان واحد.
اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو منتدى الشرق الأوسط للحوار رجح فرار عناصر "داعش" إلى مناطق آمنة مع استمرار خسائره العسكرية.
وقال العمدة لـ"بوابة العين" إنه "ليس من المستبعد توجههم إلى مناطق أخرى مثل الرقة ودير الزور السوريتين أو دول أخرى للقيام بأعمال إرهابية".
ويرى العمدة أنه "حتى لو تحركت تلك العناصر الى مناطق أخرى ستكون موضع مُلاحقة، من قبل التحالف الدولي، كما أن القوات العراقية ستعمل على استهدافهم كما جاء في تصريحات المسؤولين العراقيين على رأسهم حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي".
وقال العبادي، يوم الأربعاء الماضي، إن بلاده لن تتردد في ضرب مواقع تنظيم "داعش" في دول مجاورة إذا كانت تهدد أمن بلاده، في إشارة واضحة إلى سوريا، ويأتي ذلك متزامنا مع الجهود الأمريكية لمحاربة التنظيم سواء بالكشف عن خطة تستهدف "داعش" في الرقة أو بنشر بطارية مدفعية لمشاة البحرية "المارينز" في سوريا بالقرب من المدينة نفسها.
كما شنت طائرات التحالف الدولي غارات على مواقع التنظيم اليوم في الرقة، كما أعلن التحالف أنه سيقوم بإرسال 400 جندي أمريكي إلى سوريا قريبا، مؤكدا أن عملية عزل الرقة تسير بشكل جيد، وهو ما اعتبره مراقبون مزيدا من الاستعدادات المبذولة من قبل قوات التحالف للقضاء على التنظيم في سوريا وبالأخص في الرقة، التي يعتبرها التنظيم عاصمة له في سوريا.
ويرجح العمدة أن فرار العناصر الداعشية إلى الرقة سيكون من أجل تكوين جبهة مضادة للقوات التي تحارب التنظيم هناك، مثل الجيش السوري والقوات الكردية.
واعتبر عضو منتدى الشرق الأوسط للحوار أن فرار أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم الإرهابي، من الموصل هو أمر يعزز الانتصارات التي حققتها القوات العراقية وحلفاؤها في الموصل.
وتوقع العمدة أن تكون معركة الرقة القادمة أكثر حدة وأكثر حشدا من قبل "داعش"، لأن خسارة التنظيم لعاصمة خلافته المزعومة، مدينة "الموصل" العراقية، ليس بالأمر السهل عليه.
وأشار إلى أن قيادات التنظيم، في ظل تكرار خسائر "داعش"، قد يفرون إلى دول إقليمية مستفيدة من انتشار الفوضى في الدول العربية، وقال إن "إسرائيل مثلا لم تتعرض لضربات من قبل التنظيم القائم منذ حوالي ثلاث سنوات".
من جانبه، يقول اللواء طيار اركان حرب "هشام الحلبي" المستشار بأكاديمية ناصر وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن الجماعات الإرهابية مثل "داعش" تمتلك القدرة والإمكانية على الانتقال من مكان إلى آخر، والانقسام أو الانضمام إلى جماعات أخرى وبناء ولاءات جديدة.
ويشير الحلبي إلى أن أغلب مؤشرات معركة الموصل تقود إلى حسم القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي المعركة لصالحهم، معتبرا أن فرار "البغدادي هو أحد أهم تلك المؤشرات".
ومن الوارد، بحسب الحلبي، أن يتجه عناصر "داعش" إلى الرقة السورية، استعدادا للمعركة القادمة مؤكدا أن تجمعهم في الرقة، يجعل عملية مواجهتهم أسهل بتركيز الضربات عليهم.
ويرى عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أن تجمع "داعش" في المناطق التي يتركز فيها المدنيون خطر لأن الإرهابيين قد يستخدمون المدنيين دروعا بشرية يحتمون بها، مما يغل يد القوات التي تحارب التنظيم، ويدفعهم إلى توخى الحذر لحماية المدنيين.
وأعلن مسؤولون عراقيون وأمريكيون في أكثر من مناسبة، أن تواجد عناصر "داعش" في أماكن المدنيين، قلل من الجهود المبذولة لمحاربة التنظيم، حماية للمدنيين.
وينهى "الحلبي" حديثه بالتأكيد على ضرورة استمرار تكاتف الجهود لمواجهة الجماعات الإرهابية العابرة للحدود، وعلى رأسها "داعش"، الذي من الممكن أن تظهر عناصره بجماعات ومسميات أخرى.
aXA6IDMuMTM1LjE5NC4xMzgg جزيرة ام اند امز