محمد بن زايد يبحث مع وزير الدفاع الأمريكي تعزيز العلاقات العسكرية
محمد بن زايد يبحث مع وزير الدفاع الأمريكي، تعزيز العلاقات بين البلدين خاصة في الشؤون العسكرية والدفاعية.
التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الإثنين، وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، على هامش زيارته للولايات المتحدة والتي تستغرق يومين.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مع ماتيس في جلسة مباحثات موسعة، ضمت مسؤولين من الجانبين الأمريكي والإماراتي، تعزيز العلاقات بين البلدين خاصة في الشؤون العسكرية والدفاعية.
وجرى خلال اللقاء الذي حضره طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، و عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، بحث علاقات التعاون والصداقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وسبل تعزيزها وتطويرها وبشكل خاص تعاون البلدين في الشؤون العسكرية والدفاعية.
وتم خلال اللقاء استعراض مجمل القضايا الإقليمية والدولية والتطورات الراهنة في المنطقة خاصة فيما يتعلق بالجهود والتنسيق المشترك بين البلدين في محاربة التطرف والعنف والتنظيمات الإرهابية، ودور البلدين في إرساء دعائم الأمن والاستقرار والتصدي لمصادر التهديدات التي تقوض السلام في المنطقة.
كما تم خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون وتنسيق العمليات العسكرية المشتركة لمحاربة التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى بحث التدخلات الإقليمية في المنطقة ودورها في زعزعة الأمن والاستقرار فيها وتهديد ممرات الملاحة الدولية.
وتطرق الجانبان كذلك إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وتبادلا الرأي ووجهات النظر حولها.
حضر اللقاء علي بن حمّاد الشامسي، نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، وخلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، ويوسف مانع العتيبة، سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، ومحمد مبارك المزروعي، وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي، والفريق الركن مهندس عيسى سيف بن عبلان المزروعي، نائب رئيس أركان القوات المسلحة.
وقبيل اجتماعه مع وزير الدفاع الأمريكي بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مع دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس الأمريكي للشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق، الإثنين، في البيت الأبيض بواشنطن.
ورحب الرئيس الأمريكي بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وقال "إنه لشرف عظيم أن يكون معنا اليوم الشيخ محمد بن زايد.. شخص مميز.. أنا أحترمه وقد عرفته محباً لوطنه وأعتقد أنه يحب الولايات المتحدة الأمريكية".
ونقل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الرئيس الأمريكي خلال اللقاء تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وتمنياته والشعب الإماراتي للرئيس والشعب الأمريكي الصديق دوام التقدم والاستقرار والازدهار.
من جانبه حمل ترامب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تحياته للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، راجياً لدولة الإمارات مزيداً من الرخاء والتقدم.
وجرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون والصداقة بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية وسبل تعزيزها وتطويرها، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
وأكد الجانبان خلال اللقاء الذي حضره الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، حرص البلدين على مواصلة تعزيز وتطوير علاقات التعاون الوثيقة والمتميزة في ظل الاهتمام الذي توليه قيادتا البلدين لتطوير العلاقات الثنائية وبما يسهم في تحقيق المكاسب المتبادلة.
وناقش الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اجتماعه مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض، آفاق التعاون الاقتصادي وأهمية توسيع العلاقات التجارية الثنائية، التي من شأنها تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق الازدهار والرخاء للشعبين الإماراتي والأمريكي.
تجدر الإشارة إلى أن التبادل التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات العربية المتحدة بلغ 19 مليار دولار في عام 2016، حيث تعد دولة الإمارات ثالث أكبر مستورد للسلع والخدمات الأمريكية على مستوى العالم.
كما بحث الجانبان جملة من القضايا الإقليمية والدولية تركزت حول التدخلات الإقليمية المزعزعة للأمن في منطقة الشرق الأوسط والأزمة السورية ومسار الجهود الدولية الجارية في شأنها والقضية الليبية، حيث أطلع الرئيس الأمريكي على الخطوة التي اتخذتها الأطراف المعنية في ليبيا خلال اجتماعها الأخير في أبوظبي.
وناقش الجانبان جهود المجتمع الدولي في محاربة العنف والتطرف والجماعات الإرهابية وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية علاقات تحالف وشراكة استراتيجية قديمة تستند إلى تاريخ طويل من الروابط العميقة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وغيرها، وتقوم على قاعدة صلبة من الاحترام المتبادَل والمصالح والقيم المشتركة.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "إن دولة الإمارات العربية المتحدة حريصة دائماً على تطوير علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية وتعزيزها ودفعها إلى الأمام، خاصة في ظل توافق وجهات النظر بين البلدين الصديقين حول القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها أمن الخليج العربي، وأزمات الشرق الأوسط، ومواجهة الإرهاب، ومهدِّدات الأمن والاستقرار على الساحة الدولية".
وأشار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى رؤية البلدين حول ضرورة بناء موقف دولي قوي وفاعل في مواجهة الإرهاب والقوى الداعمة له، بصفته من أخطر التحديات التي تواجه الأمن والاستقرار والتنمية في العالم.
وشدد على ضرورة تقديم المساعدات وتوسيعها والتنسيق بين جميع الأطراف لمواجهة التحديات الإنسانية المتزايدة والناجمة عن الصراعات والنقص في الإمدادات الغذائية في جميع أرجاء المنطقة.
وأشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمبادرة الرئيس ترامب لتعزيز علاقات الولايات المتحدة مع شركائها الرئيسيين في المنطقة وإلى تبني الولايات المتحدة نهجاً أكثر حزماً وصرامةً لمواجهة الفكر المتطرف والعدواني، منوهاً بالمبادرات الإماراتية المتعددة الساعية لمواجهة الفكر المتطرف، وتجفيف مصادر تمويل الإرهابيين وتعزيز قيم التسامح الديني والعرقي والتعايش الإنساني.
كما أشار إلى الدور الأمريكي المهم والمحوري في قضايا منطقة الشرق الأوسط وملفاتها وأزماتها، خاصة في ظل المصالح الاستراتيجية المهمَّة التي تربط الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة، وحضورها المؤثر فيها على المستويات كافة.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن سعادته بتبادل الأفكار والرؤى مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول المنطقة، وكيفية التصدِّي لمصادر الاضطراب والخطر وعدم الاستقرار فيها، وضمان أمنها، مؤكداً استعداد دولة الإمارات العربية المتحدة الكامل للعمل والتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي بما يعزِّز أمن منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، ويصبُّ في مصلحة شعوب المنطقة وتطلعاتها إلى التنمية والأمن والسلام، من منطلق التزام دولة الإمارات العربية المتحدة الثابت تجاه دعم أركان الاستقرار والسلام والتنمية على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأكد أن الزيارة المرتقَبة للرئيس دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية الشقيقة، ولقاءاته المقرَّرة مع القادة الخليجيين والعرب والمسلمين هناك، تؤكد أهمية منطقة الخليج العربي بشكل خاص، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، في السياسة الأمريكية، واهتمام الإدارة الأمريكية بأمن الخليج العربي، والتعاون مع المملكة العربية السعودية ودول "مجلس التعاون لدول الخليج العربية" في التصدِّي للمخاطر التي تهدِّد المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية للمصالح الأمريكية والعالمية.
وأكد الجانبان في ختام لقائهما حرص البلدين على بذل المزيد من الجهود، لاحتواء الأزمات التي تشهدها المنطقة والحد من تفاقم وتدهور الأوضاع الإنسانية فيها ودعم أسس أمنها واستقرارها.