السر عند ترامب.. «فضائح سيغنال» لا تهدد هيغسيث

لم يتقلد بيت هيغسيث منصب وزير الدفاع الأمريكي لأنه يتمتع بسيرة ذاتية لرجل دولة، بل نتيجة ضغوط وإصرار كبيرين من الرئيس دونالد ترامب.
ووفق شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، كان الهدف من اختيار هيغسيث هو إظهار أن الأعراف والسمات التي تحدد عادةً كبار مسؤولي الأمن القومي لا تنطبق في ولاية الرئيس الثانية.
لهذا السبب يبدو أن هيغسيث في مأمن في الوقت الحالي على الرغم من الكشف الجديد عن مشاركته خطط عسكرية حساسة في دردشة جماعية شملت زوجته وشقيقه وآخرين.
جاء ذلك بعد أسابيع من فضيحة سابقة متعلقة بمشاركته تفاصيل حول الضربات على اليمن في دردشة غير مؤمنة مع كبار المسؤولين.
ووفق "سي إن إن"، فإن الدراما الجديدة حول هيغسيث هي تذكير آخر بأن الرئيس لا يتبع قواعد الإدارات العادية، حيث يكون خرق المعلومات الحساسة بمثابة وصمة عار تنهي الحياة المهنية.
تعليقا على ذلك، قال مستشار الأمن القومي لترامب في ولايته الأولى جون بولتون، في برنامج ”سي إن إن نيوز سنترال" إن: ”هذا ما تحصل عليه عندما لا تهتم حقًا بالمؤهلات لشغل وظائف كهذه، وعندما لا تختار أشخاصًا من ذوي الخبرة، وعندما تكون المؤهلات الرئيسية هي الولاء الشخصي لدونالد ترامب“.
وتابع "هذا ما حصل عليه ترامب في هيغسيث.. وهذا هو سبب تمسكه به".
هناك نقطة أخرى، وفق "سي إن إن"، إذ إن إقالة هيغسيث بعد 3 أشهر من توليه منصبه، خاصة بعد تحذير خبراء الأمن القومي من أنه غير مؤهل بشكل خطير لقيادة "البنتاغون"، سيجبر ترامب على الاعتراف بأنه ارتكب خطأ.
والأهم من ذلك، أن هيغسيث لم يرتكب بعد التجاوز الذي لا يغتفر من وجهة نظر ترامب، والذي أدى إلى رحيل اثنين من وزراء الدفاع في ولايته الأولى: محاولة إحباط الرئيس.
ففي الولاية الأولى، خاض الجنرال المتقاعد من مشاة البحرية ووزير الدفاع آنذاك، جيمس ماتيس، معركة طويلة لكبح جماح سياسة الرئيس ”أمريكا أولاً“. وجاءت القشة الأخيرة بين الرجلين عندما طالب ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا، ما أدى في النهاية لإقالة الجنرال.
وكتب وزير دفاع سابق آخر، هو مارك إسبر، رسالة استقالته، بعدما عارض علنا استخدام القوات لقمع الاحتجاجات السياسية الداخلية.
فضائح متتالية
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الأحد الماضي، أنّ بيت هيغسيث شارك معلومات حول ضربات جوّية أمريكيّة على اليمن في مجموعة دردشة ثانية عبر تطبيق "سيغنال" ضمّت كلاًّ من زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي.
ويخضع هيغسيث، المذيع السابق في قناة "فوكس نيوز"، لتحقيق داخلي في البنتاغون بعد مشاركته بالخطأ معلومات حسّاسة على خدمة الرسائل "سيغنال" في 15 مارس/آذار الماضي حول ضربات جوية ضد الحوثيين مع الصحفي جيفري غولدبرغ من مجلة أتلانتيك.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، شارك هيغسيث أيضا في محادثة على مجموعة ثانية عبر "سيغنال" في اليوم نفسه، ضمّت زوجته وشقيقه ومحاميه "إضافة إلى حوالى عشرة أشخاص من دائرته الشخصية والمهنية".
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن "أربعة أشخاص مطلعين على هذه المحادثة"، أن وزير الدفاع نشر جداول الرحلات الدقيقة للطائرات التي كان مقررا أن تضرب أهدافا للحوثيين في اليمن، "وهي في الأساس خطط الهجوم نفسها التي شاركها في اليوم نفسه على مجموعة سيغنال الأخرى".