مفاعل نووي في حجم حاوية شحن.. «مايكرورياكتورز» تقود ثورة الطاقة
تستهدف شركات الطاقة النووية تصغير المفاعلات إلى حجم حاويات الشحن لزيادة كفاءتها وتحسين قدراتها التنافسية مع البطاريات الكهربائية كخيار نظيف لتحلية الطاقة.
تستهدف شركات مثل ويستنغهاوس تطوير مفاعلات نووية صغيرة لتحل محل مولدات الديزل والغاز في توفير الطاقة للطبيعة النائية، مراكز البيانات، ومنصات النفط والغاز البحرية.
نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن غون بول، رئيس برنامج المفاعلات الصغيرة في ويستنغهاوس، قوله، إن مفاعلاته الصغيرة يمكن أن تحل مشكلة الكربون في المجتمعات النائية التي تعتمد على الديزل، موضحا أن الاهتمام بهذا المجال يتوسع بسرعة ويعتبر مصدر نمو كبير.
تشهد صناعة الطاقة النووية تطورا كبيرا، حيث تسعى الحكومات والشركات التكنولوجية الرائدة لاستكشاف مصادر الطاقة النظيفة لتحقيق التزاماتها البيئية والمناخية.
تجري حاليا عشرات المشاريع لتطوير مفاعلات نووية صغيرة، حيث تصل سعتها القصوى إلى 300 ميغاواط، بهدف تلبية احتياجات الطاقة النظيفة.
المفاعلات النووية الدقيقة "مايكرورياكتورز" Microreactors تتميز بإنتاج طاقة يصل إلى 20 ميغاواط، تكفي لإضاءة 20 ألف منزل، وتعمل بطريقة تشبه البطاريات الكبيرة، دون الحاجة لغرفة تحكم أو عمال في الموقع.
ستُصمم المفاعلات النووية الدقيقة لنقلها بسهولة، حيث يتم توصيلها وتشغيلها لسنوات عديدة، ثم إعادتها إلى المصنع لإعادة تزويدها بالوقود.
حصلت شركة ويستنغهاوس على موافقة من الهيئة التنظيمية النووية الأمريكية لتشغيل مفاعلاتها الصغيرة "eVinci" بقوة 8 ميغاواط عن بعد، عبر نظام تحكم متقدم.
يعتمد المفاعل الثابت على تكنولوجيا متقدمة، حيث يستخدم أنابيب مملوءة بالصوديوم السائل لنقل الحرارة من الوقود النووي إلى الهواء، مما يسمح تشغيل التوربينات لتحلية الكهرباء أو تشغيل أنظمة التدفئة.
أشار غون بول إلى أن الهدف هو إنشاء مراكز مراقبة مركزية تدير أسطولا من المفاعلات النووية المنتشرة حول العالم، لضمان كفاءة تشغيلها وحرصها على بيئة عمل مستقرة.
يعتمد المفاعل النووي على وقود تريسو المبتكر، الذي يجمع بين المواد النووية والسيراميك، لتحقيق مقاومة عالية للحرارة وتحسين كفاءة الأداء.
تعكس خطوة شركة ويستنغهاوس لإكمال الدراسات الهندسية لمفاعلها الصغير eVinci، الذي يتطلع لبدء اختباراته في مختبر أيداهو الوطني في عام 2027، تطورا كبيرا في مجال الطاقة النووية، حيث وقعت الشركة أيضا اتفاقية مع Core Power لتنفيذ مشاريع محطات طاقة نووية بحرية في المملكة المتحدة.
أعلن ميكال بوي، الرئيس التنفيذي لشركة كور باور، عن خطط الشركة للحصول على ترخيص تشغيل من لجنة التنظيم النووي الأمريكية، في خطوة مهمة لتنفيذ مشاريعها في مجال الطاقة النووية.
أشار ميكال بوي إلى أن عام 2029 هو الموعد المرتقب لطرح منتجات الشركة في السوق، مما يعكس الجدول الزمني المخطط له لتنفيذ مشاريع الطاقة النووية.
أعرب ميكال بوي عن طموح شركتي ويستنغهاوس وكور باور لبدء تلقي طلبات للمفاعلات الصغيرة في عامي 2027 و2028، مما يعد خطوة مهمة في تطوير الطاقة النووية.
أشار إلى أن مفاعلات ويستنغهاوس النووية الصغيرة "eVinci" تستهدف أسواقا رئيسية مثل مراكز البيانات وصناعة النفط والغاز، سواء في المنشآت الشاطئية أو البحرية.
أوضح بول أن تشغيل عدة مفاعلات صغيرة جنبا إلى جنب سيمنح مراكز البيانات مرونة أكبر في إمدادات الطاقة، حيث يقلل الاعتماد على مصدر طاقة واحد.
وفقا لإيان فارنان الأستاذ في جامعة كامبريدج، من المتوقع أن تستفيد صناعة التعدين من المفاعلات النووية الصغيرة، خاصة في استخراج المعادن الحيوية مثل الكوبالت والمنغنيز في المناطق النائية.
aXA6IDMuMTQ3LjYwLjE5MyA= جزيرة ام اند امز