العزلة وفقدان السمع.. «ثنائي» يسرّع الخرف ويضعف الذاكرة

كشف فريق من العلماء عن أن فقدان السمع والوحدة الاجتماعية من أخطر العوامل التي تسرع الإصابة بالخرف.
وأظهرت الدراسة، التي تابعت أكثر من 33 ألف شخص تجاوزوا سن الخمسين على مدى 17 عاما، أن تدهور السمع مقروناً بالوحدة، حتى في غياب العزلة الاجتماعية، يسرّع من التدهور المعرفي.
كما وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من العزلة والوحدة معاً سجلوا أسوأ أداء في اختبارات الذاكرة والطلاقة اللفظية، مقارنة بغيرهم.
ويعتقد العلماء أن التفاعل الاجتماعي يساعد على تنشيط عمليات الذاكرة، مثل استرجاع المعلومات، مما يجعل العزلة عاملا مؤثرا في ضعف الأداء العقلي.
كما تبين أن الأشخاص الوحيدين يجدون فقدان السمع أكثر إزعاجاا نفسيا، مما قد يزيد من العبء النفسي ويعجل بتدهور القدرات الإدراكية.
ويؤكد الباحثون، في دراستهم المنشورة بمجلة" كميونيكيشنز سايكولوجي"، أن الاهتمام المبكر بضعف السمع والدعم الاجتماعي قد يشكلان درعا وقائيا ضد الخرف، مشددين على أهمية تبني نهج شامل يجمع بين الرعاية السمعية والدعم النفسي والاجتماعي.
في ضوء هذه النتائج، دعت مؤسسة أبحاث الزهايمر في بريطانيا الحكومة إلى إدراج فحص السمع ضمن الفحوصات الصحية الدورية لمن تجاوزوا سن الأربعين. وقالت الدكتورة إيزولدي رادفورد من المؤسسة: "لا نعرف بعد ما إذا كان فقدان السمع يسبب الخرف بشكل مباشر، لكنه بالتأكيد عامل خطر يمكن التدخل فيه مبكراً للوقاية".
ويأتي هذا البحث ضمن سلسلة من الدراسات التي تُظهر أن نحو 40% من حالات الخرف يمكن تجنبها أو تأجيلها من خلال تعديلات نمط الحياة. وتشمل التوصيات، معالجة ضعف البصر، علاج الاكتئاب، ممارسة الرياضة، توفير أجهزة السمع لمن يحتاجونها، وتقليل التعرض للضوضاء الضارة.
ويعد الزهايمر، هو الشكل الأكثر شيوعا من الخرف، المسبب الأول للوفاة في المملكة المتحدة، حيث توفي بسببه أكثر من 74 ألف شخص في عام 2022. ويرجع المرض لتراكم بروتينات ضارة في الدماغ تعيق وظائفه وتؤدي إلى فقدان تدريجي للذاكرة والقدرات العقلية.