الرفض الإماراتي "الحاسم" للضم.. رسالة قوية تربك إسرائيل
القيادي في حركة "فتح" ديمتري دلياني متحدثا لـ"العين الإخبارية" عن تأثيرات رسالة سفير الإمارات في الولايات المتحدة يوسف العتيبة
لم تغب دولة الإمارات العربية المتحدة يوما عن مساندة الشعب الفلسطيني ودعمه في جميع مراحل قضيته العادلة التي ظلت ثابتة ضمن أولويات سياستها الخارجية، وهو ما ترجمته مؤخرا تصريحات لسفيرها لدى واشنطن يوسف العتيبة.
تصريحات جاءت في مقال كتبه العتيبة ونشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، حذر فيه من تداعيات الضم الإسرائيلي لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن نية حكومته البدء بتنفيذ عملية الضم في الأول من يوليو/تموز المقبل.
وتعقيبا على تصريحات السفير العتيبة، قال القيادي في حركة "فتح" ديمتري دلياني، إن الرسالة الحاسمة، التي وجهتها الإمارات، ضد الضم الإسرائيلي لأراض فلسطينية بالضفة الغربية، أحدثت إرباكًا في إسرائيل.
مقال بأكثر من رسالة
وفي حديث مع "العين الإخبارية"، أضاف دلياني أن "تحذير سفير دولة الإمارات في الولايات المتحدة يوسف العتيبة، وجد تفاعلا واسعا في المستويات السياسية والشعبية بإسرائيل، وساند بشكل كبير الموقف الفلسطيني الرافض لهذه الخطة".
وفي مقاله، كان السفير العتيبة قد حذر من الضمّ "سيقوض بالتأكيد وعلى الفور التطلعات الإسرائيلية لتحسين العلاقات الأمنية والاقتصادية والثقافية مع العالم العربي"، معتبرا أن "استمرار الحديث عن التطبيع سيكون مجرد أمل مغلوط".
وفي هذا الصدد، لفت القيادي الفتحاوي إلى أن رسالة السفير الإماراتي، التي تم نشرها في الصحيفة الأوسع انتشارا وشعبية في إسرائيل، "كانت بمثابة تحذير من أن هناك ثمن للضم في حال قد تم، وهي تأكيد على أولوية القضية الفلسطينية بالنسبة للإمارات".
وتابع دلياني: "لقد حمل مقال السفير الإماراتي، الذي تمت صياغته بشكل دقيق وواضح، أكثر من رسالة، وهي أن الاستيلاء الإسرائيلي غير قانوني ومرفوض، وهو بمثابة خط أحمر لا يمكن القبول به بأي حال من الأحوال ولن يكون من شأنه إلا زيادة عزلة إسرائيل".
الضم أو السلام
وذهب دلياني إلى أبعد من ذلك، حين اعتبر رسالة العتيبة بمثابة تخيير لإسرائيل بين الضم والاستيطان والاحتلال وبين السلام.
وقال في هذا الإطار: "إذا أرادت إسرائيل السلام فعليها التراجع عن مخططات الضم وأن تقبل بالسلام وتنهي الاحتلال، وهذا تحديدًا ما نصت عليه مبادرة السلام العربية التي قبلتها جميع الدول العربية والإسلامية".
وتطرق القيادي الفلسطيني إلى الصدى الذي أحدثه موقف الإمارات "لما تمثله من قوة سياسية واقتصادية عالمية"، مشيرا إلى أن موقفها أحدث ردود فعل واسعة في إسرائيل، وكان أحد الأسباب التي قادت إلى نقاشات واسعة داخل الحكومة الإسرائيلية التي ظهرت فيها أصوات علنية ضد الضم.
ولفت في هذا الصدد إلى إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال الأيام القليلة الماضية، وللمرة الأولى، بأنه قد يؤجل تنفيذ خطة الضم أو ينفذها على مراحل.
ونوه دلياني بما أعلنه نتنياهو مؤخرا " بأن لا وجود لإجماع حقيقي داخل الحكومة الإسرائيلية لصالح الضم".
كما أشار القيادي الفلسطيني إلى أن مقال السفير الإماراتي كان أيضا رسالة إلى اليمين الإسرائيلي المتشدد.
مقال العتيبة فضح أكاذيب اليمين
وهنا أوضح أن المقال "كان رسالة فضحت الأكاذيب التي روجها اليمين الإسرائيلي عن استعداد دول عربية للتطبيع مع إسرائيل دون حل القضية الفلسطينية".
مستطردا "في الآونة الأخيرة حاول اليمين المتشدد في إسرائيل الترويج بوجود دول عربية على استعداد للتطبيع مع إسرائيل حتى لو تم الضم، وبالتالي فإن الرسالة الإماراتية كانت بمثابة رسالة الإجماع العربي، نيابة عن كل العرب، بأن التطبيع لن يأتي إلا من خلال السلام حسب مبادرة السلام العربية التي لم يخرج عنها السفير العتيبة".
وأردف: "لقد حاول نتنياهو نفسه الترويج، وكأن الضم لن يضر فرص إقامة علاقات مع الدول العربية، فجاءه الرد بالاسم وليس عبر مصادر ومن خلال الصحيفة الأوسع انتشارا في إسرائيل بأن الضم والعلاقات الدبلوماسية مساران لا يلتقيان".
غوغاء تركية قطرية
واستهجن دلياني الحملة القطرية - التركية - الإخوانية على المقال الذي كتبه السفير الإماراتي، وقال: "من خلال متابعة هذه الردود الغوغائية فإنها حقيقة لم تستند إلى ما هو موجود داخل الرسالة وإنما بناء على معلومات مغلوطة وأكاذيب لا تمت للواقع بصلة".
وتساءل "لماذا لم نسمع ولو صوتا قطريا واحدا ضد الضم؟.. لماذا لم نر أي تحرك تركي حقيقي لإجبار إسرائيل على التراجع عن الضم بما في ذلك قطع العلاقات أو وقف التبادل التجاري؟".
ورجّح دلياني أن يستمر التفاعل داخل المجتمع الإسرائيلي حول الرسالة الإماراتية خلال الأيام القادمة، لاسيما في ظل الكثير من التحليلات والتحذيرات في إسرائيل حول انعكاسات خطوة الضم على فرص العلاقات المستقبلية لتل أبيب مع الدول العربية.
وفي ختام حديثه رأي القيادي الفتحاوي أن مقال السفير الإماراتي "رسالة من شأنها أن تعزز قوى السلام في إسرائيل التي ترفض الضم وتسعى للسلام مع الفلسطينيين من خلال إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل".
ومع العد التنازلي لتنفيذ إسرائيل مخططها مطلع الشهر المقبل، كثفت فلسطين من تحركاتها في الأمم المتحدة لتجنيد جبهة دولية واسعة ضد الضم.
فيوم الرابع والعشرين من الشهر الجاري، ينعقد مجلس الأمن الدولي على المستوى الوزاري، لبحث مخططات الضم، فيما طلبت فلسطين انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة هذا المخطط الذي يعارضه الاتحاد الأوروبي ودول عربية وغربية.
aXA6IDE4LjIxOS4xNS4xMTIg جزيرة ام اند امز