انتخاب قيادة جديدة.. ديمقراطيو أمريكا أمام تحدي ترميم الجدار الأزرق
في ظل التحديات السياسية المتصاعدة يسعى الحزب الديمقراطي إلى إعادة ترتيب صفوفه واختيار قيادة جديدة قادرة على استعادة ثقة الناخبين.
تأتي انتخابات اللجنة الوطنية الديمقراطية في وقت حرج، حيث يواجه الحزب أزمة هوية وتراجعا في شعبيته، مما يفرض على القادة الجدد تبني استراتيجيات فعّالة لإصلاح صورته وتعزيز حضوره في المشهد السياسي الأمريكي.
وبحسب تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" تجمع أكثر من 400 عضو في اللجنة الوطنية الديمقراطية من جميع الولايات والأقاليم الأمريكية في ضواحي واشنطن للمشاركة في الانتخابات، التي تحمل تداعيات كبيرة على مستقبل الحزب، والتي يتصدرها مرشحون من داخل المؤسسة الحزبية، ولن يسعى الرئيس المنتهية ولايته خايمي هاريسون إلى إعادة الترشح.
ويقر معظم المرشحين بأن صورة الحزب الديمقراطي قد تضررت بشدة، إلا أن قلة منهم تعهد بإحداث تغييرات جذرية، فبعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من فوز دونالد ترامب في التصويت الشعبي وتعزيزه مكانته بين شرائح ديمقراطية رئيسية، لا يزال هناك خلاف حول الأسباب الحقيقية لهذا التراجع.
تأتي هذه الانتخابات بعد أقل من أسبوعين من تنصيب ترامب، في وقت يكافح فيه القادة الديمقراطيون لمواجهة الكم الهائل من الأوامر التنفيذية والعفو الرئاسي والتغييرات في المناصب والعلاقات المثيرة للجدل التي تشكل ملامح الإدارة الجديدة.
وسيكون رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية المقبل بمثابة وجه الاستجابة الديمقراطية، بينما يساعد في تنسيق الاستراتيجية السياسية وإعادة بناء صورة الحزب.
وأبرز المرشحين لرئاسة اللجنة هما ويكلر من ويسكونسن، وكين مارتن من مينيسوتا، وهما شخصيتان غير معروفتين على المستوى الوطني، ولكنهما يعدان بإعادة تركيز رسالة الحزب على الناخبين من الطبقة العاملة، وتعزيز البنية التحتية للحزب على مستوى البلاد، وتحسين نظام الاستجابة السريعة ضد سياسات ترامب.
كما تعهد المرشّحان بعدم التراجع عن التزام الحزب بالتنوع ودعم الأقليات، وهو ركيزة أساسية في الحزب الديمقراطي الحديث. ولكن إذا فاز مارتن (51 عامًا) أو ويكلر (43 عامًا)، فسيكون أحدهما أول رجل أبيض يقود اللجنة الوطنية الديمقراطية منذ عام 2011.
وتضم قائمة المرشّحين أيضا الناشطة والمؤلفة ماريان ويليامسون، والحاكم السابق لولاية ماريلاند والمسؤول في إدارة بايدن مارتن أومالي، وفايز شاكير، الذي أدار آخر حملة انتخابية لبيرني ساندرز.
ودعا شاكير إلى تغييرات جذرية داخل الحزب، مثل تعزيز التنسيق مع النقابات العمالية وتقليل التركيز على القضايا العرقية والجندرية، وهو المرشح المسلم الوحيد في السباق، وكان الوحيد الذي عارض خلال مناظرة انتخابية هذا الأسبوع إنشاء تكتل للمسلمين داخل اللجنة الوطنية الديمقراطية.
لكن شاكير لم يتمكن من تحقيق زخم قوي في حملته، حيث امتنع عن جمع الأموال وزيّن جناحه المتواضع في التجمع الانتخابي لهذا الأسبوع برسومات أطفال مرسومة بأقلام التلوين، في المقابل استضاف مارتن وويكلر مؤيديهما في أجنحة فندقية فاخرة مزينة باللافتات المطبوعة، وقدموا قمصانا ونظارات شمسية ووجبات طعام للمشاركين.
ويواجه ويكلر تساؤلات حول علاقته بالمتبرع الديمقراطي ريد هوفمان، الملياردير الشريك المؤسس لموقع "لينكد إن"، لكنه اعتبر علاقاته مع ممولي الحزب بمثابة نقطة قوة، وبالفعل فإن رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية القادم سيكون مسؤولا عن جمع عشرات الملايين من الدولارات لدعم الديمقراطيين في الانتخابات.
ولا يزال بعض القادة الديمقراطيين قلقين بشأن مستقبل حزبهم.
وقالت جينا ريبا، رئيسة الحزب الديمقراطي في ولاية كانساس والمرشحة لمنصب نائب رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية: "على الرغم من أنني متفائلة ومليئة بالأمل، فإنني أراقب هذا الوضع وأفكر.. نحن في ورطة حقيقية لأنني لا أرى رغبة حقيقية في التغيير".
aXA6IDEzLjU5LjEuNTgg جزيرة ام اند امز