مليشيات إيران تطارد العراقيين.. روايات مؤلمة من القتل والتعذيب
قتل وترويع وتعذيب.. هذا ما تفعله المليشيات المسلحة الموالية لإيران بحق نشطاء العراق والمتظاهرين بعد رصدهم في ساحات الاحتجاجات.
رائد الدعمي، أحد الناشطين العراقيين ممن طالتهم الملاحقة والخطف السبت الماضي، على يد مجموعة مسلحة بتهمة المشاركة في الذكرى الأولى لحركة أكتوبر التي انطلقت عام 2019.
يروي الدعمي في حديث لـ"العين الإخبارية"، عملية اختطافه في ناحية الحر التي تقع بالجنوب الغربي من محافظة كربلاء، قائلا إن "4 مسلحين يستقلون سيارة من طراز "بيك أب" تحمل لوحات حكومية، اقتحموا مكان عملي واقتادوني إلى جهة مجهولة".
وأضاف أن "المسلحين مارسوا أنواع التعذيب والإهانة بحقي بعد تحقيق استمر نحو ساعات بشأن مشاركتي في مظاهرات الذكرى الأولى لحركة أكتوبر التي شهدتها عدد من محافظات العراق من بينها كربلاء قبل نحو أربعة أشهر".
وحمل المتظاهرون حينها لافتات تركزت على كشف مصير المختطفين ومحاسبة قتلة المتظاهرين الذين سقطوا بنيران المليشيات خلال الأحداث التي شهدتها الاحتجاجات الغاضبة في العراق قبل أكثر من عام والتي راح ضحيتها أكثر من 600 قتيل.
وأضاف الناشط السياسي رائد الدعمي أن المسلحين وجه له اتهامات بالمشاركة في المظاهرات التي نادت بالكشف عن هوية القتلة الذين فتكوا بمتظاهري ساحة الصدريين وسط النجف في فبراير /شباط 2020، والتي راح ضحيتها العشرات من القتلى والمصابين.
ورغم الإصابات البليغة التي لحقت بالناشط رائد الدعمي نتيجة الضرب والتعذيب، إلا أنه أكد مواصلة مشواره بالرجوع إلى صفوف المتظاهرين حتى الإطاحة بالفساد وإبعاد ما أسماهم بـ"الطائفين"، عن القرار السياسي والسيادي.
وتصاعدت موجة غضب عارمة في مواقع التواصل الاجتماعي عقب انتشار مقطع فيديو مصور، يظهر قيام مجموعة من المسلحين باختطاف الناشط رائد الدعمي من مكان يعمل فيه بمنطقة الحر الفقيرة بالعراق.
وتزامن ذلك مع تصوير مقطع فيديو آخر، أظهر أحد النشطاء به أثار كدمات وأذى بالغ وهو يتكلم بصعوبة بعد يوم من اختطافه من قبل جماعة مجهولة في محافظة بابل.
وظهر الناشط أحمد الحلو، خلال الفيديو، الذي قال فيه إنه "تعرض إلى اعتداء بالضرب المبرح من مسلحين مجهولين أثناء عودته من ساحة الاحتجاجات بمدينة النجف" في محافظة بابل.
وأوضح أنه تعرض للهجوم قرب ناحية القاسم في مدينة الحلة ببابل، موجها اتهامات إلى ما يسمى بـ"سرايا السلام" بالوقوف وراء استهدافه.
وبحسب خبراء فإن جماعات مسلحة ترتبط بالنظام الإيراني تقوم بتصفية وملاحقة نشطاء الاحتجاجات في العراق جراء مزاعم تعاملهم وارتباطهم بواشنطن.
وأرجع المحلل السياسي، ميثم الحسني، تكرار سيناريو ترويع المتظاهرين إلى طبيعة المشهد العام والاقتراب من موعد إجراء الانتخابات البرلمانية في العراق المؤجلة إلى أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وأكد أن إطلاق سراح الناشط الدعمي، وبعده الحلو، وتركهم على قيد الحياة هي رسالة من تلك المليشيات إلى "رواد التغيير" وأصحاب المطالب الحرة لترويعهم وبث الذعر بصفوفهم.
واستدرك الحسني، قائلا إن "الحكومة العراقية ورغم وعودها التي قطعتها لم تستطع الكشف عن الجناة المتهمين بقتل واختطاف المتظاهرين رغم مرور أكثر من عام على تلك الوقائع"، لافتاً إلى أن "تلك الجماعات المسلحة تفشى سرطانها بالعراق وبات الوصول إليها أمر صعبا يحتاج إلى تدخل دولي".
وكان المرصد العراقي لحقوق الانسان، كشف في أكتوبر 2020، عن 55 ناشطاً لا يزالوا مختطفين ومصيرهم مجهولاً منذ نحو عام.
الناشط المدني سعد غضبان، المرابط في ساحات الاحتجاج في العاصمة العراقية بغداد ، يؤكد أن جرائم اختطاف وقتل المتظاهرين من قبل المليشيات ماتزال مستمرة.
ويبين غضبان، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "الفصائل المسلحة اخترقت ساحات المظاهر وباتت وسط المتظاهرين لفرز الأسماء النشطة والشخصيات القيادية عن قرب"، لافتاً إلى أن "تلك الجماعات تمارس سلوك العصابات والمافيا باستخدام السكاكين والآلات الحادة التي سرعان ما توجهها لجسد أي معارض لفكرها وعقيدتها الواهية ".
وكان العشرات من المتظاهرين أبان الحركة الاحتجاجية سقطوا بين قتيل وجريح طعناً بأدوات حادة وتكرر المشهد ذاته في الشهور الثلاث الأخيرة من العام الماضي.
وكانت محافظة ذي قار، ومركزها مدينة الناصرية، نظمت الجمعة الماضية، احتجاجات للمطالبة بالكشف عن مصير المختطفين من المتظاهرين بينهم الشاب سجاد العراقي الذي غيبته مجموعة مجهولة في سبتمبر/ أيلول 2020.
وشهدت المظاهرات حراكاً تصعيدياً بعد أن قام مجموعة من المتظاهرين بحرق الإطارات وقطع جسري الحضارة والنصر القريبين من ساحة الحبوبي في محافظة ذي قار.