المأساة تتفاقم.. حمى الضنك تفتك بالنازحين في مأرب اليمنية
ليست حرب الحوثي وحدها مَن تطارد النازحين في اليمن، فحمى الضنك دخلت على خط المواجهة بعد انتشارها كالنار في الهشيم في أوساط المشردين في مأرب.
وتحتضن مدينة مأرب وحدها أكثر من 90 مخيماً أحدها مخيم "الحصون" الذي تنتشر فيه حمى الضنك بسرعة فتاكة، حيث سجلت السلطات المحلية في هذا المخيم وحده إصابة 106 أشخاص خلال الأيام الماضية.
وحمّى الضنك هي أحد أنواع الحمّى النزفية، وهي مرض فيروسي ينتقل إلى الإنسان بواسطة البعوض، وتصيب الرضع والأطفال الصغار والبالغين على حد سواء.
ووفقاً لتقرير صادر عن مكتب وزارة الصحة العامة في محافظة مأرب، طالعته "العين الإخبارية"، فقد تم تسجيل 312 حالة إصابة بمرض حمى الضنك في مديرية الوادي شرق مارب وحدها، موضحا أن هذا المرض تفشى بشكل سريع في صفوف الأهالي بالمديرية في ظل عدم وجود أي خطوات احترازية لمجابهته.
عجز صحي
وقالت مصادر يمنية إن المرافق الصحية في محافظة مأرب أصبحت عاجزة عن تقديم الخدمات الطبية اللازمة لمواجهة الأعداد المتزايدة المصابة بحمى الضنك في ظل الحرب التي تشهدها المحافظة بسبب هجوم مليشيات الحوثي.
وأوضحت المصادر أن المركز الصحي في مديرية الوادي أطلق نداءات استغاثة من أجل تقديم الدعم الصحي اللازم من علاجات ومحاليل وأدوية لمجابهة المرض وتقديم خدمات طبية عاجلة للحالات المصابة التي تتصاعد كل يوم.
ويقول نائب مدير مستشفى الوحدة في مأرب، الدكتور صدام العزاني، إن مرض حمى الضنك انتشر بشكل كبير ومخيف في المنطقة، وأصبح المستشفى يستقبل أعدادا هائلة من المرضى تصل ما بين 15 إلى 20 حالة يومياً.
وأشار إلى أن المستشفى استقبل في الأسبوع الماضي أكثر من 95 حالة، ناهيك عن إصابة الكادر الطبي بالمستشفى بالمرض وهو ما زاد الوضع صعوبة.
معاناة مضاعفة
وتتضاعف معاناة النازحين اليمنيين مع وباء حمى الضنك بشكل كبير كل عام، في ظل غياب الوعي الصحي وسوء الخدمات وانعدام المساكن الملائمة.
ويقول النازح اليمني فتح الله عبدالرحمن، إن المرض يتفشى بشكل سريع داخل مخيمات النازحين، والكثير منهم غير قادر على التوجه إلى المراكز والمرافق الصحية الثابتة.
وأشار إلى أن البعوض منتشر بشكل كثيف في المخيمات بسبب انتشار مستنقعات المياه التي خلفتها الأمطار التي شهدتها مأرب خلال الأيام الماضية.
وترجع السلطات في مأرب أسباب تفشي مرض حمى الضنك في مأرب إلى طفح المجاري القريبة من المخيمات والمياه الراكدة الناتجة عن الأمطار الموسمية فضلا عن مجاري السيول التي تمتلئ بالنفايات.
وكانت السلطات الصحية في مأرب بدأت تحركات متواضعة لمواجهة ومحاصرة الوباء من خلال تنفيذ حملات توعية ونزول فرق ميدانية إلى بؤر الانتشار، بهدف التثقيف ونشر المعلومات الصحية اللازمة في أوساط المجتمع للوقاية من المرض.
وأكدت السلطات الصحية في مأرب في بيان أن هناك تحركات مكثفة تم إطلاقها من أجل مجابهة المرض الذي عاد للتفشي من جديد.
وأوضح البيان أن هذه الخطوات تتمثل في تشكيل فرق توعوية يعقبها تنفيذ حملات رش ضبابي للمناطق التي يكثر فيها البعوض.
ويُعَد هذا الوباء الأكثر خطورة لدى البشر، كما تشير الأبحاث إلى أن “الضنك” أكثر تأثيرًا في فئة الشباب بين 15 و45 عامًا، الأمر الذي يؤثر في عجلة الاقتصاد في البلاد التي تتأثر به.
وتأوي مأرب مليونين و231 ألف نازح يشكلون ما نسبته 60% من النازحين في اليمن، تم استقبالهم منذ أواخر 2014 عقب انقلاب مليشيات الحوثي وهدم مؤسسات الدولة وتفجير الحرب المدمرة في البلاد.
aXA6IDE4LjExOS4xMzcuMTc1IA== جزيرة ام اند امز