الخطوة الماليزية تمهد لإعلان الإخوان تنظيما إرهابيا، وستكون مشجعة لدول مجاورة للتخلص من العناصر الإرهابية وترحيلهم.
اعتبر خبراء أن قرار السلطات الماليزية بترحيل 6 مصريين ينتمون لتنظيم الإخوان الإرهابي إلى بلادهم خطوة تمهد لوضع التنظيم على لائحة الإرهاب في كوالالمبور ومشجعة لدول آسيوية أخرى لاتخاذ نفس القرار.
وكانت ماليزيا أعلنت في 5 مارس/ آذار الجاري ترحيل 6 مصريين وتونسيا من أعضاء التنظيم الإرهابي إلى بلادهم الأصيلة بسبب تهديدات أمنية وعلاقتهم بتنظيم "أنصار الشريعة" في تونس.
- ماليزيا توجه ضربة للإخوان الإرهابية بترحيل 6 مصريين لـ"تهديدات أمنية"
- وزير الأوقاف المصري: الإخوان يمارسون أسوأ أنوع الخيانة الوطنية
وأكد الخبراء في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "قرار الحكومة الماليزية رسالة قوية وحادة مفادها بأنه لن تكون مأوى للإرهابيين، أو ملجأ للقادمين من "داعش" وغيره من التنظيمات المتطرفة.
واعتبرت الدكتورة نادية حلمي، الخبيرة في الشأن الآسيوي أن: "الخطوة الماليزية مهمة، وستمهد لإعلان الإخوان تنظيما إرهابيا، بل وستكون مشجعة لدول مجاورة للتخلص من العناصر الإخوانية الإرهابية وترحيلهم".
وأشارت حلمي إلى أن القرار الماليزي يعكس تغييرا واضحا في موقفها من تنظيم الإخوان الإرهابي، خاصة أن إيقاف الـ 6 مصريين جرى عبر سلطات مكافحة الإرهاب في ماليزيا، وليس عن طريق موظفي الإقامة، بما يحمل شبهات التورط في التخطيط لشن هجمات إرهابية، وزعزعة الأمن الداخلي.
وقال المفتش العام للشرطة الماليزية محمد فوزي هارون، في بيان، الأحد: "من بين المشتبه بهم خمسة أشخاص اعترفوا بأنهم أعضاء في تنظيم الإخوان".
وأضاف في بيان: "يُشتبه أن أعضاء المجموعة الإرهابية شاركوا في خطط لشن هجمات واسعة النطاق في دول أخرى، وأن شخصين اثنين اعتقلا في عملية مكافحة الإرهاب".
محاولات قطرية وتركية
وكشفت الدكتورة نادية حلمي النقاب عن أن هناك اتصالات قطرية وتركية مع السلطات الماليزية لوقف ترحيل الـ6 مصريين، اللتين عرضتا استضافتهم، وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة حول هوية الشباب، خاصة أن الدوحة وأنقرة معروفان بمواقفهما الداعمة للتنظيم الإرهابي، وإيواء الكثير منهم على أراضيهما.
وشددت على أن المجتمع الدولي بدأ يستشعر خطورة فكر تنظيم الإخوان الإرهابي، خاصة مع انتشار عمليات التخريب والدمار حول العالم.
وبدروه، أكد سامح عيد الخبير في شئون الحركات الإسلامية لـ"العين الإخبارية" : أن ماليزيا لا ترغب في أن تصنف كدولة داعمة للإرهاب، أو ملجأ للإخوان والفارين من أحكام قضائية في بلادهم.
وأضاف: ترحيل الإخوان رسالة قوية وحادة من الحكومة الماليزية بأنها لن تكون مأوى للإرهابيين، أو ملجأ للقادمين من داعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة، فضلا عن سعيها لإبراز التزامها بالاتفاقيات والمعايير الدولية في مكافحة الإرهاب".
وتابع: يظهر القرار أن الحلقة تضيق أكثر فأكثر على تنظيم الإخوان، حيث إن ماليزيا كان البعض يعتبرها ضمن أكبر الملاجئ الشهيرة لتجمعات الإخوان الإرهابية، بجانب قطر وتركيا، لذا جاء القرار للرد على هذه المزاعم.
ولفت إلى أن الحكومة الماليزية تعرضت لهجوم كبير من شباب الإخوان عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ إعلان ترحيل 6 من المصريين.
وقال الدكتور محمد جمعة، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية لـ"العين الإخبارية": إن "الموقف الماليزي مختلف كليا عن الموقف التركي والقطري، حيث إنها حريصة على وجود مسافة، وألا يقترن اسمها بإيواء إرهابيين ومتطرفين".
aXA6IDMuMjEuMjEuMjA5IA== جزيرة ام اند امز