من المهم أن تتعرف جماهير الكرة العربية على مستويات اللعبة في دول الوطن العربي.. تابع قراءة المقال.
مباراة كأس سوبر الخليج العربي بين العين والوحدة باستاد الدفاع الجوي، تعد بمثابة كلاسيكو كرة القدم في الإمارات، أو ديربي أبوظبي، وهي المرة الثانية التي تستضيف فيها مصر السوبر الإماراتي، ومن المعروف أن سوبر الكرة المصري أقيم في الإمارات 3 مرات وحقق نجاحا كبيرا، وكان أهم عناصر هذا النجاح التنظيم الجيد، وجودة الملعب، وجمال التصوير والنقل التلفزيوني، وكذلك الحضور الجماهيري الرائع، وهو ما يعكس القوة الناعمة للكرة المصرية، شأن الفن والموسيقى والأغنية والأدب والثقافة.
من المهم أن تتعرف جماهير الكرة العربية على مستويات اللعبة في دول الوطن العربي، وهو ما حدث على سبيل المثال حين لعب الأهلي مع النجمة اللبناني، والزمالك مع القادسية الكويتي، في إطار البطولة العربية، ولا شك أن إقليمنا العربي في أشد الحاجة إلى مزيد من اللقاءات العربية العربية في شتى المجالات، وفي مقدمتها الرياضة
يخوض العين، الملقب بالزعيم، تلك المباراة دون نجمه الشهير عمر عبدالرحمن أو عموري الذي انتقل إلى الهلال السعودي، وقد يعوض غيابه شقيقه محمد عبدالرحمن أو حسين الشحات، وكلاهما يحمل جينات تقترب من مهارات عموري لا سيما في تسليم الكرة إلى زميل ثم التحرك لمنحه اختيارات عدة للتمرير.
العين هو أكثر أندية الإمارات فوزا بالبطولات، وشعبيته جارفة، ويلقب جمهوره بالأمة العيناوية، أما الوحدة فهو نادي العاصمة الإماراتية؛ نظرا لكون النادي نتج عن دمج عدة أندية في أبوظبي، ويتمتع بشعبية كبيرة في أبوظبي، ويلقب بعدة ألقاب مثل أصحاب السعادة، مترو العاصمة والعالمي؛ لأنه شارك في بطولة كأس العالم للأندية.
عالم كرة القدم شهد تغييرا كبيرا في بدايات القرن الحالي، وأصبحت الفرق الكبرى والدوريات الأوروبية تطرح شعبيتها أو بمعنى أدق تبيع شعبيتها خارج حدودها المحلية، إدراكا من إدارتها أن الصناعة تتجه إلى الإقليم والقارة ومختلف دول العالم؛ بحثا عن المزيد من الأرباح الأدبية والمادية، ولذلك رأينا السوبر الإيطالي يقام في السعودية التي سوف تستضيف البطولة لمدة 3 سنوات.
كما أقيم السوبر الإسباني في مدينة "طنجة" بالمغرب، ومنذ أسابيع أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم أنها ستقيم إحدى مباريات المسابقة في أمريكا، وذلك للمرة الأولى في تاريخها بعد أن عقدت اتفاق شراكة مع شركة «ريليفينت» الأمريكية لمدة 15 عاما، وهذا تطور مذهل في فلسفة صناعة كرة القدم العالمية، وكذلك من المعروف أنه أقيم أخيرا السوبر السعودي بين الهلال والاتحاد على ملعب "لوفتس رود" الخاص بنادي كوينز بارك رينجرز الإنجليزي، وسبق أن استضافت العاصمة الإنجليزية السوبر السعودي.
هناك بالطبع أهداف قديمة في اللقاءات العربية الرياضية، يمكن أن نسجلها في سياق شعارات رفعت في منتصف القرن الماضي، مثل أن الهدف من تبادل تنظيم واستضافة مباريات كأس السوبر بين الدول العربية هو تعزيز العلاقات الرياضية والشبابية والشعبية، لكن بمنطق القرن الحالي يجب أن نضيف فكرة المصلحة التي تخدم الصناعة، بما يرسخ دور كرة القدم في بث الرسائل الحضارية والثقافية بين الدول.
ومن المهم أن تتعرف جماهير الكرة العربية على مستويات اللعبة في دول الوطن العربي، وهو ما حدث على سبيل المثال حين لعب الأهلي مع النجمة اللبناني، والزمالك مع القادسية الكويتي، في إطار البطولة العربية، ولا شك أن إقليمنا العربي في أشد الحاجة إلى مزيد من اللقاءات العربية- العربية، في شتي المجالات وفي مقدمتها الرياضة.
نقلا عن صحيفة "الشروق" المصرية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة