رون ديسانتيس.. نجم جديد بسماء الحزب الجمهوري يهدد عرش ترامب
"فوز ساحق، وتحذير غير معتاد، وأضواء مسلطة بكثافة".. 3 تطورات متلاحقة يبدو أنها تصب في صناعة نجم جديد في سماء الحزب الجمهوري الأمريكي.
وبعد أن حقق رون ديسانتيس فوزا ساحقا في انتخابات التجديد النصفي الأمريكي، ليعاد انتخابه حاكما لولاية فلوريدا، وتلقيه تحذيرا من دونالد ترامب، تتجه الأنظار إلى الشخص الذي يبرز كخصم للرئيس السابق.
وبالنسبة لأنصار ديسانتيس، يعتبر الرجل محاربا ومدافعا عنيدا عن التيار المحافظ، جعل من فلوريدا "قلعة للحرية". أما في أعين منتقديه فهو ديماجوجي متنمر من دعاة التعصب، يجد متعة في تشجيع الانقسام السياسي والاجتماعي.
أما بالنسبة للحزب الجمهوري فمن المحتمل جدا أن يكون المرشح الرئاسي لعام 2024، ويمثل مستقبل أمريكا، بحسب صحيفة "التايمز" البريطانية.
وقال ديسانتيس بعدما سحق منافسه الديمقراطي شارلي كريست بـ19 نقطة، ليفوز بفترة ولاية ثانية بمنصب حاكم فلوريدا "يتطلب بقاء التجربة الأمريكية إحياء المبادئ الأمريكية الحقيقية".
"قائد محافظ"
وبما أنه ولد في فلوريدا وتمتد جذوره إلى الطبقة العاملة، ومحب للبيسبول، وخريج كلية الحقوق بجامعة هارفارد، ومحارب قديم بالبحرية، وزوج وأب لثلاثة أطفال، يستوفي ديسانتيس (44 عاما) جميع المواصفات المطلوبة لقطاع كبير من الناخبين يريدون قائدا أمريكيا يبذل قصارى جهده لحماية أسلوب حياتهم المحافظ.
وثمن ديسانتيس تأييد دونالد ترامب له باعتباره "زعيما شابا لامعا"، في خضم حملته للفوز بمنصب حاكم فلوريدا عام 2018.
ومن خلال تبنيه قضايا في فترته الأولى مثل تحسين جودة المياه، والدعوة لإضفاء الشرعية على الماريجوانا الطبية، وزيادة أجور المعلمين، كان هناك تفاؤل بحكمه.
لكن تلا ذلك انزلاق نحو اليمين، إذ تبنى نهجا متشددا فيما يتعلق بالهجرة، وقيّد حقوق الإجهاض، وحظر جراحات التحول الجنسي للقصر، كما وقف ضد إغلاقات كورونا، والارتداء الإجباري للكمامات.
وسجلت فلوريدا حوالي 82 ألف حالة وفاة جراء كورونا منذ بداية الجائحة، لتحتل بذلك المرتبة الـ13 بين أعلى معدلات الوفيات بين الولايات الأمريكية.
كما خاض ديسانتيس معركة مع قوى فاعلة مثل شركة "ديزني" لعدم الاتفاق معه بشأن حقوق الأبوين في مشروع قانون التعليم، والذي أطلق عليه قانون "لا تقل مثليا"؛ لأنه حد من نقاشات التوجهات الجنسية والهوية الجنسية في المدارس.
مناورة ناجحة
وبحلول الانتخابات النصفية، ربما فهم الرجل الذي أطلق عليه في أحد الأوقات "ترامب 2" ما يريده الناخبون في الفترة الحالية، إذ أدرك أن الدعم للرئيس السابق وأجندته يتضاءل، وبالتالي نأى بنفسه عنهما.
وصور ديسانتيس نفسه على أنه "حاكم أمريكا" ومنقذ الشعب، متبنيا مقتطفات من الكتاب المقدس بحملته الانتخابية.
ومن ذلك، تطرح صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية سؤالا مهما، "هل العالم مستعد للرئيس رون ديسانتيس وسياسة خارجية فلوريدية؟".
وقالت الصحيفة الأمريكية إن الليلة المخيبة للآمال لمعظم الجمهوريين تحولت إلى أخرى جيدة للغاية بسبب ديسانتيس، الذي فاز بالولاية الثانية بهامش كبير.
ورسخت هذه النتيجة العديد من التوقعات بشأن ترشح السياسي الشاب للرئاسة في 2024، وهو وضع أثار توترا بالفعل مع جمهوري آخر من فلوريدا الرئيس السابق ترامب.
وكان التصويت بالانتخابات النصفية يحظى باهتمام وثيق خارج البلاد، حيث تنفس الحلفاء الأوروبيون، تحديدا، الصعداء بعد الأداء الضعيف نسبيا لحلفاء ترامب.
وقال السياسي الألماني راينهارد بوتيكوفر إن "الافتراض المتشائم بأن دونالد ترامب سيصبح رئيس الولايات المتحدة مجددا في 2024 أصبح غير واقعي إلى حد ما".
"ليس ترامب"
لكن نتائج يوم الثلاثاء أثارت احتمالا آخر، وهو أن يصبح ديسانتيس الرئيس، فما الذي يعنيه ذلك للعالم؟ قد يبدو ذلك بشكل من الأشكال أكثر استساغة للكثيرين من ترامب أو بديل "ترامبي" آخر.
في البداية، هناك أشياء يجب وضعها في الاعتبار حددتها "واشنطن بوست"، بدا فيها أن ديسانتيس ليس ترامب، حتى وإن لم يتصرف دائما كذلك، لكن سيرته الذاتية توضح أنه موظف حكومي جمهوري عادي أكثر من ترامب رجل الأعمال المتحذلق الذي أصبح سياسيا.
وتجعل خلفيته، ديسانتيس في بعض النواحي، أشبه بوزير الخارجية السابق مايك بومبيو، الذي كانت ميوله تتعارض مع ترامب خلال فترة الإدارة السابقة.
نشأة ديسانتيس متواضعة نسبيا، حيث ذهب من جاكسونفيل إلى يال، قبل الذهاب إلى هارفارد. ثم عمل محاميا بالبحرية الأمريكية، حيث خدم بالقاعدة في خليج غوانتنامو وأرسل إلى العراق. وعندما عاد عمل مدعيا فيدراليا قبل الفوز بولايتين في مجلس النواب.
وركز ديسانتيس إلى حد كبير على السياسة المحلية بمجلس النواب ولاحقا بمنصب حاكم، لكن معظم ما قاله بشأن السياسة الخارجية يتلاءم جيدا مع المعايير الموجودة سابقا، وليس الأسلوب الظرفي لترامب، وفق التقرير ذاته.
وأدان ديسانتيس روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، وانتقد قرار الرئيس جو بايدن بالانسحاب من أفغانستان، كما أنه يعارض بشدة خصوم أمريكا التقليديين مثل إيران، لا سيما الاتفاق النووي مع طهران، بالإضافة إلى منافسين جدد مثل الصين، كما تعهد بأن يكون "أكثر حاكم مؤيد لإسرائيل في أمريكا".
aXA6IDMuMTM3LjE3My45OCA= جزيرة ام اند امز