رحيل صديق «النجوم».. من هو فلكي الصحراء «أبوشرعان»؟

غادر الفلكي الصحراوي ملفي بن شرعان العريمة الحربي، المشهور بلقب "أبو شرعان"، دنيانا، أمس الأحد، عن عمر يقارب المئة عام.
وترك الفلكي السعودي إرثًا معرفيًّا ثريًا في رصد النجوم ومتابعة الظواهر الفلكية في الجزيرة العربية.
من تراث الصحراء
يرجع الفلك البدوي في الجزيرة العربية آلاف السنين، حيث اعتمد الرواة والبدو على مراقبة مسار نجوم مثل "الدبران"، "الثريا" والثلاثي الحلقي حول القطب الشمالي لتحديد الاتجاه والفصول والمواسم الزراعية والرعي، قبل أن يكتشف طريق نجم الشمال الحالي نحو القرن الأول الميلادي، كما أطلقوا على الأبراج والأجرام السماوية أسماء عربية تنبع من ارتباطهم الوثيق ببيئتهم صحراوية.
رحلة الفلكي في أحضان الصحراء
وُلد "أبو شرعان" عام 1929 في بادية حائل، فاختار أن يعيش بين رمال "نفود الثويرات" في خيمة بسيطة رفقة قطيعه، بعيدًا عن صخب المدن، حيث أمضى عقودًا في تدوين حركة الكواكب والنيازك وتوثيق تأثيرها على أحوال الطقس وتغير المواسم الفصلي.
إسهامات واستلهام من عباقرة الماضي
على مدى قرنٍ من الزمان، راصدًا للأفلاك بلا مرصد كهربائي ودون أجهزة حديثة، ربط "أبو شرعان" بين الطوالع الفلكية ومعدلات الأمطار ودرجات الحرارة، إلى درجة تجاوزت معارفه ما دوّنه علماء مثل عمر الخيام وابن يونس وابن الشاطر، حتى وصفه البعض بـ"الموسوعة الحية" للفلك البدوي .
تأثر ودروس أخلاقية
ونعى الخبير الفلكي الدكتور خالد الزعاق، أبوشرعان، الذي روى أنه تعلم منها ليس فقط أسرار النجوم بل "الأدب الجمّ والكرم ونقاء السريرة"، إذ كان "أبو شرعان" نموذجًا للضيافة، تردّد عليه الزعاق في طفولته وصباه طلبًا للعلم والمعرفة الواسعة بالأفلاك والنجوم.
aXA6IDE4LjExNi44OS4xNTcg جزيرة ام اند امز