حرب العملات الرقمية بين واشنطن وبكين.. دعم مقابل قيود
قفزت معظم العملات الرقمية وفي المقدمة بيتكوين إلى ذروة 5 أشهر في تعاملات الأيام الماضية، قبل أن تعاود التراجع اليوم.
وتشهد تلك التعاملات الافتراضية نشاطا رغم مخاطرها العالية.
وكسرت بيتكوين خلال وقت سابق من الأسبوع الجاري حاجز 55.9 ألف دولار للوحدة الواحدة، وتجاوزت قيمتها السوقية 1.1 تريليون دولار من إجمالي 2.4 تريليون دولار هو إجمالي قيمة العملات الافتراضية حول العالم.
وهوى سعر عملة بيتكوين الرقمية المشفرة بنحو 4% خلال تعاملات صباح اليوم الأربعاء، لتفقد نحو 1500 دولار من قيمتها.
وحسب بيانات التداول صباح اليوم، انخفض سعر بيتكوين اليوم إلى 54.8 ألف دولار.
لكن! لماذا تصعد العملات الافتراضية في وقت ارتفعت فيه الضغوطات الصينية -التي كانت حتى وقت قريب أكبر سوق للعملات الافتراضية- على المتداولين، ومنعتهم من البيع والشراء والتعدين والتداول؟
دعم أمريكي وقيود صينية
وتشهد بيتكوين ارتفاعات منذ شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول"، أمام الكونجرس الأمريكي مطلع الشهر الجاري، عندما نفى وجود نية لدى البنك المركزي لحظر العملات المشفرة، ليتعارض ذلك مع قيود صارمة من الحكومة الصينية.
فقد أعلن البنك المركزي الصيني أنه يعتبر كل تعاملات العملات الرقمية المشفرة "غير قانونية"، وتعهد باتخاذ إجراءات صارمة تشمل الحظر ضد أنشطتها.
وقال البنك في وقت سابق، إنه سيتخذ إجراءات صارمة ضد الأنشطة غير القانونية لتداول العملات المشفرة، وحظر على البورصات في الخارج تقديم الخدمات لمستثمري البر الرئيسي عبر الإنترنت.
كما دعم الارتفاعات هدوء المخاوف التنظيمية بعد أن قالت كل من وزيرة الخزانة جانيت يلين ورئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات، غاري جينسلر، إنه ليس لديهما خطط لفرض قيود على تداول العملات المشفرة.
- أسعار العملات الرقمية.. "بيتكوين" تواصل الصعود وقفزة جديدة لـXRP
- بيتكوين تهوي 4%.. العملة الرقمية تبحث عن منشطات
وتتجه الولايات المتحدة والمركزي الأوروبي إلى إصدار عملاتها الرقمية الخاصة، في استفادة من تجارب العملات الافتراضية الحالية، وتجاوز المشاكل التي تعرضت لها خلال عمرها البالغ قرابة 13 عاما.
فائض سيولة
تشكل لدى العديد من الأسواق الرئيسية والمتقدمة حول العالم، فائض سيولة نقدية ناجمة عن حزم التحفيز من جهة، وتجميد قطاعات استهلاكية خلال العام الماضي والنصف الأول 2021، الأمر الذي رفع الادخار للأفراد وبعض قطاعات المؤسسات.
وأمام تكدس فائض النقد على شكل ودائع، وجد المستخدمون في الاستثمار بالعملات الافتراضية، وسيلة استثمار سريعة العائد، لكنها سريعة المخاطر، خاصة بعد فترة تراجع في العملات الافتراضية.
وفي مايو/أيار الماضي، فقدت العملات الافتراضية قرابة 40% من قيمتها السوقية بعد إعلان الصين الحرب على متداولي العملات على أراضيها، وضغوط أخرى ناتجة عن تغريدات الملياردير الأمريكي إيلون ماسك بشأن تردده في استثمار هذا النوع من العملات.
وبعد هذا التراجع، تحولت العملات الافتراضية إلى فرصة للاستثمار المجدي بسبب أسعارها الرخيصة، ونافست الاستثمار في سوق الأسهم العالمي الذي سجل تذبذبات خلال العام الجاري.
وفقا للمحللين من بورصة العملات المشفرة "Kraken"، فإن الربع الرابع 2020 حتى اليوم، هو الأفضل تاريخيا لعملة البيتكوين، بمتوسط عائد يبلغ 119%.
وتعتقد بعض منصات التداول، أن البيتكوين يُنظر إليه بشكل متزايد على أنه ملاذ آمن للمستثمرين، إلى جانب بعض العملات الافتراضية الأخرى، بينما تكافح الأسواق التقليدية مع انخفاض أسعار الأسهم، وأزمة الطاقة التي تلوح في الأفق والمخاوف بشأن قطاع العقارات الصيني.
aXA6IDMuMTM2LjIzNi4xNzgg جزيرة ام اند امز