بالأرقام والتفاصيل.. «العين الإخبارية» تحصي الضربات الأمريكية ضد الحوثيين

كشفت إحصائية خاصة لـ"العين الإخبارية" شن الولايات المتحدة أكثر من 900 غارة على أهداف مليشيات الحوثي في 11 محافظة يمنية.
فالعملية التي حملت اسم "الفارس الخشن" وانطلقت في 15 مارس/آذار الماضي نفذت نحو 46 موجة من الغارات اليومية ضد مئات الأهداف الحوثية بـ"استخدام معلومات استخباراتية مفصلة وشاملة لضمان تأثيرات مميتة ضد المليشيات".
وخلال الفترة من 15 مارس/آذار وحتى 30 أبريل/نيسان، وجهت الولايات المتحدة أكثر من 914 غارة على أهداف مليشيات الحوثي في صنعاء وصعدة والحديدة ومأرب وعمران والجوف والبيضاء وذمار وحجة وإب.
وأعدت "العين الإخبارية" هذه الإحصائية استنادا للمتابعة اليومية للغارات الأمريكية من المصادر الإعلامية والميدانية، وقد تزيد الأرقام أو تقل لدى الجانب الأمريكي أو حتى لدى الحوثيين أنفسهم الذين يلجأون غالبا لتضخيم أعداد الضربات.
صنعاء وصعدة والحديدة في الصدارة
تحل صنعاء في صدارة قائمة المحافظات التي تعرضت للضربات، بسبب استغلال مليشيات الحوثي للبنية التحتية الاستراتيجية القديمة للجيش اليمني سابقا وتحديثها لخدمة أهدافها.
ووفقا لإحصائية "العين الإخبارية"، فقد تعرضت البنية التحتية العسكرية الحوثية في صنعاء لنحو 278 غارة جوية أمريكية طالت ريف المحافظة وأمانة العاصمة وضربت أهداف متحركة وثابتة.
وحلت صعدة في المرتبة الثانية بمعدل 211 غارة باعتبارها المعقل الرئيس لمليشيات الحوثي والتي تضم العدد الأكبر من القواعد المحصنة تحت الأرض وتعد الملاذ الآمن لتنقل قيادات المليشيات.
وتأتي بعد صعدة، مباشرة محافظة الحديدة بعدد 185 غارة باعتبارها القاعدة العسكرية المتقدمة للمليشيات المدعومة من إيران والمطلة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وفي المرتبة الرابعة، حلت محافظة مأرب بمعدل 93 غارة وغالبا استهدفت الضربات مواقع متقدمة وخلفية للحوثيين في خط التماس مع الجيش اليمني.
وجاءت محافظة عمران في المرتبة الخامسة بعدد 44 غارة، وقعت غالبيتها في منشآت الحوثي الجبلية في مديرية حرف سفيان التي تضم شريان يربط صعدة والجوف بصنعاء.
ومثل عمران، حلت الجوف في المرتبة السادسة عقب تعرضها لقرابة 41 غارة وطالت مخابئ وتحصينات حوثية لإخفاء منصات الصواريخ الباليستية وتوزعت بين الحزم وبرط العنان والخلق والغيل وغيرها من مناطق المحافظة.
وسابعا، تأتي محافظة البيضاء بمعدل 35 غارة أبرزها سلسلة من الغارات دمرت مخازن أسلحة سرية للحوثيين في معهدي الصومعة والزاهر.
وأخيرا تأتي محافظة ذمار بعدد 12 غارة يليها محافظة حجة بمعدل 10 غارات ثم محافظة إب بنحو 5 غارات، في ضربات استهدفت أبراج اتصالات عسكرية أو أنظمة توجيه وقيادة في هذا المحافظات.
نوع الضربات وتكتيكاتها
تنوعت الضربات بين تأديبية أو عقابية كما هو حال قصف شركة النفط وكهرباء ضحيان في 15 مارس/آذار، وانتقامية كتدمير ميناء رأس عيسى في 17 أبريل/نيسان والتي حملت رسالة قوة وردع بعدم التساهل مع أعمال الحوثيين، بالإضافة لمنع المليشيات من الوقود المشغل للآليات وتوليد الأموال من النفط المجاني المقدم من إيران.
واتبعت الولايات المتحدة مختلف المعايير في ضرب أهداف مليشيات الحوثي من الأدنى للأعلى أو العكس وكذا بحسب كل هدف وفقا للآتي:
- غارات عملياتية، كمهاجمة مخازن السلاح، وكان أبرز هذه الضربات هي تلك التي دمرت في 17 مارس/آذار بشكل كامل مستودع كبير للأطقم والمدرعات قرب مصنع باجل للأسمنت وتكتمت المليشيات الإعلان عنها حتى اليوم.
- الغارات الدقيقة، أبرزها غارتان في 19 مارس/آذار الماضي على مبنى قيد الإنشاء في الحديدة أسفرتا عن مقتل قائد المليشيات البحرية للحوثيين منصور السعادي المكنى "أبو سجاد" وإصابة منتحل مدير شرطة الحديدة القيادي الحوثي عزيز الجرادي المكنى "أبو طارق".
- غارات تكتيكية، منها استهداف تجمعات الحوثيين، أبرزها ضربة في 2 أبريل/نيسان على تجمع في التحيتا جنوبي الحديدة مما أدى لمصرع 70 عنصرا بينهم نجيب كشري قائد ما يسمى بمحور التحيتا وعبدالله سهيل مساعد قائد المنطقة الخامسة وعمليات ألوية الصمود رؤوف إبراهيم شرف الدين.
- غارات على المنشآت المحصنة في صعدة وصنعاء، وكان أبرزها ضربات دمرت في 8 أبريل/نيسان، مخزنا تحت الأرض به صواريخ منظومات سام 2 والرادارات المرتبطة بها التابعة للدفاع الجوي للمليشيات في معسكر جربان بسنحان جنوبي العاصمة.
- غارات على أهداف متحركة، مثل قصف سيارة كانت تسير بين جامع الصالح وبوابة دار الرئاسة في السبعين بصنعاء في 9 أبريل/نيسان ، مما أسفر عن مقتل 3 حوثيين أحدهم ضابط في جهاز مخابرات المليشيات يدعى "المراني".
- غارات استراتيجية، وهي ضربات ذات تأثير أوسع نطاقا واستهدفت القادة المشغلين للصواريخ والمسيرات الحوثية، كما حال الغارات على معسكر براش والتي قضت على خبير صواريخ فاطر العميد عبدالله الذاري و2 قادة بجانبه في 28 أبريل/نيسان الجاري.
كما يندرج تحت الضربات الاستراتيجية أيضا، الغارات التي استهدفت بنية الاتصالات المتطورة للحوثيين في برع في الحديدة وجبل بعدان في إب وأدت لشل القدرة القيادية والسيطرة وعزل الاتصال بين الوحدات والقيادات الميدانية للحوثيين.
- الغارات المركزة، وهو القصف المكثف والمتسلسل على معسكري الحفا وبراش في نقم وتجمع عمد في سنحان والقواعد تحت الأرض في كتاف والصفراء وسحار بصعدة والتي تضم منشآت تخزين الصواريخ.
حجم الخسائر والتداعيات
رغم عدم إفصاح مليشيات الحوثي عن تفاصيل خسائرها كما هو معهود لهذه الجماعة في إدارة حربها العسكرية والإعلامية، إلا أن التقييمات الأولية لهذه الضربات تشير إلى أنها كانت فاعلة ومؤثرة، بحسب مراقبين.
ووفقا للجانب الأمريكي، فقد أدت الضربات منذ 15 مارس/آذار وحتى 25 أبريل/نيسان عن سقوط أكثر من 650 قتيلاً حوثيًا غالبيتهم قيادات من الصف الثاني ويعملون كمشغلين للصواريخ والمسيرات.
كما أضعفت الضربات وتيرة وفعالية هجمات مليشيات الحوثي، إذ انخفضت عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية بنسبة 69%، بينما انخفضت هجمات الطائرات المسيّرة الانتحارية بنسبة 55%، طبقا لذات المصدر.
أما تداعيات هذه الضربات، فستحتاج مليشيات الحوثي لسنوات عديدة لتعويض خسائرها لاسيما المسؤولين الكبار في مجال الصواريخ والطائرات المسيّرة الذين قتلوا في هذه الغارات الأمريكية.
كما دمرت الضربات العديد من منشآت القيادة والسيطرة، وأنظمة الدفاع الجوي، ومرافق تصنيع الأسلحة المتقدمة، ومواقع تخزين الأسلحة المتطورة، بما في ذلك صواريخ باليستية وصواريخ كروز مضادة للسفن، وأنظمة جوية غير مأهولة، وزوارق مسيّرة، استُخدمت في هجمات حوثية،وفقا للقيادة المركزية الأمريكية.