التنمية في الصين.. "اقتصاد الليل" يضيء مساء بكين
مصطلح "اقتصاد الليل" يشير إلى أنشطة الأعمال التي تجري في الفترة ما بين السادسة مساء والسادسة صباحا في قطاع الخدمات
حقق الاقتصاد الصيني تطورات مهمة خلال العقود السبعة الماضية، ما أثار إعجاب العالم بزيادة الاستثمار والاستهلاك والتجارة الخارجية لهذا البلد .
وبعد عقود من النمو المطرد، قفزت الصين لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم، واستمرت لتظل أقوى محرك للاقتصاد العالمي منذ 2006، وفق تقرير وكالة شينخوا.
والاقتصاد الصيني لا يزال يبهر العالم في نجاحاته ومبادراته، وهنا يبرز دور الإبداع والابتكار كأحد أبرز المحركات الاقتصادية الحديثة.
والصين بدورها ليست استثناء، فهي أحد رواد المعجزات الاقتصادية في العصر الحديث، حيث تعتبر نتائج سياسة الإصلاح والانفتاح دليلاً عملياً وواقعياً على تلك المعجزات التي يصعب حصرها في مجرد قائمة وكلمات.
وقالت وكالة شينخوا، كان من اللافت إطلاق العاصمة بكين تجربة "اقتصاد الليل" لضخ حيوية جديدة في اقتصاد المدينة وخلق محرك اقتصادي جديد، ودراسة نتائج هذه التجربة واستخلاص أفضل الحلول التطويرية والإبداعية المستدامة لها، أملاً في تطبيقها وتعميمها على مستويات أوسع.
ويشير مصطلح "اقتصاد الليل" إلى أنشطة الأعمال التي تجري في الفترة ما بين السادسة مساء والسادسة صباحا في قطاع الخدمات.
فمع مدينة كبيرة بحجم بكين التي تحتضن أكثر من 20 مليون نسمة، يرتفع حجم الاستهلاك والخدمات بشكل كبير، وتتزايد الضغوطات والأعباء لضمان تطور اقتصاد المدينة بشكل سليم وسلس ومستدام وصديق للبيئة، دون اللجوء إلى زيادة استنزاف الموارد سواء الطبيعية أو البشرية.
ومن أجل تلبية جميع التطلعات ومعالجة التحديات، لاحظت حكومة المدينة مُستندة إلى أرقام وإحصاءات ودراسات علمية دقيقة، ارتفاع معدلات الاستهلاك والنشاط الاقتصادي مع ساعات المساء الأولى حتى وقت متأخر من الليل، فقررت تجربة "اقتصاد الليل" عملياً في مناطق معينة من خلال عدة إجراءات وتدابير معنية.
خطوات
أولى الخطوات لتحقيق ذلك تمثلت في تمديد فترات تشغيل جزء من مواصلاتها العامة أيام الجمعة والسبت من كل أسبوع، حيث تعمل خطوط المترو مددا إضافية فضلا عن تعزيز خدمة سيارات الأجرة.
وكنتيجة أولية... وخلال عطلة عيد العمال التي امتدت 4 أيام في شهر مايو/أيار المنصرم، ارتفع حجم الاستهلاك بالمطاعم في أحياء وانغفوجينغ وسانليتون وتشينغنيانلو، التي تعجّ بمراكز التسوق، بنسبة 51.3 % خلال ساعات الليل، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، ما دفع المدينة لاتخاذ خطوة أخرى بتشجيع العلامات التجارية العالمية لإطلاق منتجات جديدة، وتطوير علامات تجارية صينية وعلامات محلية تقليدية، فضلاً عن توفير دعم مالي للاستثمار في مشاريع تصميم الصور وتحسين بيئة الشوارع والمناطق المختصة.
وبناء على النتائج الواعدة لتجربة بكين في حفز "اقتصاد الليل"، تواصل مدن أخرى مثل شنغهاي تعزيز وتطوير الفكرة، حيث أصدرت لجنة الأعمال وغيرها من 9 إدارات أخرى فيها نسختها المحلية من "اقتصاد الليل"، لتعزيز رخاء الاقتصاد الليلي من الساعة السابعة مساء حتى الساعة السادسة في صباح اليوم التالي.
وفقا للبيانات، تمثل مبيعات التجارة الليلية في شانغهاي 62% من المبيعات نهاراً، ويساهم الاستهلاك الليلي بـ 55% من قيمة إنتاج صناعة الخدمات بمدينة قوانغتشو في مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين.
كما أن إيرادات المطاعم الليلية تمثل ثلثي إجمالي الإيرادات في بلدية تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين، بينما أصبح الطعام والتسوق والترفيه ثلاث ركائز أساسية للاستهلاك الليلي في مدينة تشنغدو في مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي البلاد.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuMTUzIA== جزيرة ام اند امز