"حوار في الظلام" بمصر.. الكفيف يقود المبصر لمدة ساعة
تعيش مجموعة من الأشخاص المبصرين تجربة فريدة داخل المجتمع المصري عندما يجلسون داخل غرفة مظلمة يتحسسون الأشياء بواسطة أصابع أيديهم
كما تستخدم المجموعة نفسها حاستي التذوق والسمع، للتعامل مع كل ما يحيطهم، خلال خوضهم لتجربة Dialogue in The Dark أو "حوار في الظلام"، التابعة لجمعية النور والأمل لدعم المكفوفين.
تجربة "حوار في الظلام"، التي تستغرق ساعة كاملة، يخوضها عدد من الأشخاص المبصرين بقيادة مرشد كفيف داخل غرف مظلمة، نظير مبلغ مالي تجمعه الجمعية للإنفاق على قضايا دعم المكفوفين وإعداد برامج تأهيلية وتنموية لهم ولأسرهم.
وتقول، منة أشرف، المدير التسويقي لمشروع "حوار في الظلام"، إن هذه الفكرة تم تطبيقها في مصر مؤخرا بعد تنفيذها في العديد من دول العالم، أبرزها ألمانيا، ثم ظهرت مؤخرا في الشرق الأوسط من خلال القاهرة تحديدا في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وتشير منة، لـ"العين الإخبارية"، إلى أن الهدف من تنفيذ هذه التجربة بعيدا عن الجوانب المادية، أن يتقمص المبصر دور الكفيف حتى يشعر بما يمر به هذا الشخص، الذي فقد بصره وما يعانيه، ما يجعل الشخص المبصر في نهاية التجربة متحفزا لمساعدة المكفوفين ودعم قضاياهم.
وأكدت أن هذا المشروع غير هادف للربح، وإنما يعمل على الدعم المادي لمشروعات المكفوفين، سواء على المدى القريب أو البعيد، فكل ما يشغل بالنا توفير احتياجاتهم بصورة مستمرة دون توقف أو عراقيل مادية، فضلا عن دمجهم في سوق العمل المصري الذي يساعدهم مستقبلا في الاعتماد على أنفسهم.
وأوضحت، أن التجربة المصرية لم يحالفها الحظ بشكل كبير، خاصة وأن فيروس كورونا تسبب في تعليق نشاطها لفترة ليست بالقصيرة، مضيفة: "مع الالتزام بالتعليمات والإجراءات الاحترازية استطعنا العودة بقوة مرة أخرى متبعين الخطوات الوقائية سواء إرتداء الكمامة الطبية مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي".
وأشارت مدير التسويق والشراكات بتجربة Dialogue in The Dark، إلى أن فريق العمل مكون من 30 شخصا بينهم 22 كفيفا وظيفتهم الإرشاد داخل التجربة، أما الباقي فتنحسر مهامه بين التنظيم والتسويق والتواصل، فضلا عن تخصص مجموعة لتنظيم البرامج، سواء رحلات المدارس، أو معايشة التجربة لأهالي وأسر المكفوفين لمعرفة ما يشعر به ذويهم.
aXA6IDE4LjIyNC42My4xMjMg جزيرة ام اند امز