حوار وتنازلات.. خارطة طريق "صالح-الكاظمي" للتهدئة بالعراق
طالب رئيسا الجمهورية والوزراء في العراق، اليوم السبت، بتغليب لغة الحوار وتقديم تنازلات لحل الأزمة السياسية الراهنة بالبلاد.
وحذر الرئيس العراقي برهم صالح من حالة التعسر السياسي الراهن وحالة انسداد التفاهم في بلاده، باعتبارها "ظواهر مقلقة وغير مقبولة".
وقال الرئيس العراقي، في كلمة له اليوم السبت: "حماية شعبنا تتطلب التكاتف لإنهاء الخلاف عبر الحوار"، مطالبا بمعالجة مكامن الخلل التي تعيق العراقيين من بناء مجتمعهم".
واعتبر صالح أن العنف لن يكون مقبولا لمواجهة الأزمة التي يمر بها العراق، قائلا: "يجب الانتصار لخيار الحوار مهما بلغت درجة الأزمة والخلاف".
ومضى في حديثه: "الحراك السياسي وتعدد مساراته يجب ألا يتحول إلى خلاف يهدد سلامة المشروع الوطني".
تقديم تنازلات
بدوره، أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أنه من غير المعقول أن تكون الأزمات السياسية في بلاده بلا حلول.
وأضاف الكاظمي: "تغلبنا على أزمات أمنية طاحنة، ولكننا نظل عالقين أمام الأزمة السياسية.. تجاوزنا معا الأزمة الاقتصادية وحققنا نموا فريدا تتطلع إليه دول المنطقة".
ولفت إلى أن "البعض يحاول شخصنة الأزمات، ولكن بلادنا أكبر من أي شخص".
وقال رئيس الوزراء العراقي إنه على يقين أن كل القوى السياسية تعمل من أجل خدمة العراق، داعيا جميع الأطراف إلى تقديم التنازلات.
وتابع: "الرصاص إن أطلق في العراق لن يتوقف لذلك علينا تغليب مصلحة البلاد".
ودعا جميع القوى العراقية إلى الجلوس على طاولة الحوار الوطني وإجراء الإصلاحات التي يحتاجها الشعب العراقي.
إيقاف المؤسسات
رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي حث بدوره القوى السياسية على التصدى لعملية إيقاف المؤسسات الدستورية.
وأكد الحبلوسي تأييد مبادرة رئيس الوزراء لحل الأزمة العراقية.
ورغم دعوات الحوار والتشديد على التهدئة، تتعقد الأزمة السياسية في العراق يوماً بعد يوم، خصوصاً مع غلق مقتدى الصدر الباب على أي نقاش.
ولا تزال طاولة الحوار التي وضعها الكاظمي وعقد أول فصولها في مبنى القصر الحكومي قبل أيام تواجه التعطيل والاندثار بعد تعثر انعقاد الجلسة الثانية التي كانت مقررة الخميس، جراء مواقف جديدة لبعض القوى بينها الحزب الديمقراطي الكردستاني، التي ترفض الحضور دون وجود ممثل التيار الصدري.
تطور يلازمه تحرك لقيادات الإطار التنسيقي لجمع تواقيع وتقديمها لرئاسة البرلمان بغية عقد جلسة نيابية يتم من خلالها انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف الكتلة النيابية الأكبر بتقديم مرشحها لرئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة.
ويخشى البعض من أن خطوة الإطار التنسيقي تعد استفزازاً للصدر وأنصاره المرابطين في اعتصام بالمنطقة الخضراء منذ نحو شهر، بحسب مراقبين.