كتاب جديد يهز بريطانيا.. هل قتلت «بي بي سي» الأميرة ديانا؟
في كتابه الجديد "دياناراما": خيانة الأميرة ديانا، يكشف الصحفي الاستقصائي آندي ويب قائمة صادمة من التجاوزات والأخطاء التي وقعت قبل وبعد مقابلة "بي بي سي" الشهيرة عام 1995 مع الأميرة الراحلة ديانا.
الكتاب يأتي في وقت تواجه فيه المؤسسة البريطانية أزمة مهنية جديدة، لكنه يؤكد أن الفضائح المتعلقة ببرنامج «بانوراما» ليست بجديدة على المدير العام المستقيل تيم ديفي، الذي وجد نفسه محاصرًا بها منذ توليه منصبه عام 2020.
المقابلة التي أجراها الصحفي مارتن باشير مع ديانا في نوفمبر/تشرين الثاني 1995، وشاهدها 23 مليون شخص، لم تكن مجرد حدث إعلامي عابر، بل كانت الشرارة التي أطلقت سلسلة من الأحداث المأساوية التي شكلت حياة الأميرة، وأثرت على حياة الأمير ويليام والملك تشارلز، وعلى سمعة بي بي سي نفسها.
أندي ويب يرى أن وفاة ديانا ربما لم تكن لتحدث لو لم تُجرَ تلك المقابلة، ويكتب: «بسبب ما فعله مارتن باشير في 1995، والأهم بسبب التغطية اللاحقة على الأمر، انحرفت حياة ديانا نحو مسار خطير أدى إلى وفاتها».
وبعد عشرين عامًا من البحث، كشف ويب أن باشير خدع ديانا باستخدام بيانات مالية مزورة لكسب ثقة شقيقها، ومن ثم ثقتها. كما كشف عن أن "بي بي سي" حاولت وأد الفضيحة، بل ذهبت بعيدًا لإخفاء مراسلات داخلية كانت قد تُدين كبار المسؤولين السابقين في المؤسسة.
وبهذا، يطرح الكتاب أسئلة حادة حول مدى تأثير المؤسسة على حياة الأمير ويليام، وما إذا كانت بي بي سي متورطة في خيانة ثقة الجمهور.
ويقدم ويب تفاصيل جديدة عن حياة ديانا وزواجها من الأمير تشارلز، مثل عبارتها الشهيرة «كان هناك ثلاثة في هذا الزواج» التي لم تكن تشير إلى كاميلا باركر-باولز كما هو شائع، بل إلى تيجي ليج-بورك، التي أخبرها باشير بأن تشارلز كان على علاقة بها وربما أنجب منها طفلاً.
كما ساهمت مقابلة جوناثان ديمبلبي عام 1994 في دفع ديانا للكشف عن جوانب من حياتها بعد أن رفض تشارلز الحديث عن علاقته بكاميلا في البداية، قبل أن يعترف بالخيانة تحت ضغط وسائل الإعلام.
ويمتاز الكتاب بالجرأة في عرض جميع تفاصيل العلاقة الملكية الغريبة والمثيرة، بما في ذلك نظريات المؤامرة حول وفاة ديانا، وتحليل الأسباب المحتملة لكون المكالمات الهاتفية بين ديانا وعشيقها جيمس غيلبي جزءًا من مخطط استخباراتي محتمل.
ويظهر ويب تعاطفًا واضحًا مع ديانا، ويلاحظ أن المؤامرة التي تحيط بمقابلة «بانوراما» حرمتها من التعبير عن صوتها الحقيقي.
ويتجه ويب في كتابه إلى انتقاد "بي بي سي" نفسها بقدر انتقاده لباشير. فعلى الرغم من تزوير باشير والتلاعب لتحقيق مقابلته، قامت المؤسسة العريقة بإخفاء الحقيقة لأكثر من 25 عامًا، متجاهلة فكرة التزوير، مسيئة للمبلغين عن الفضيحة، وأخفَت وثائق مهمة، مدعية الجهل.
وحتى تحقيق لورد دايسون عام 2021، الذي أدان باشير، لم يتطرق بشكل كافٍ إلى دور "بي بي سي" في تغطية الفضيحة طوال ربع قرن، وهو ما وصفه ويب بأنه مجرد «قائمة للتاريخ وليس وجبة حقيقية».
لم تقتصر جهود ويب على التحقيق الصحفي، بل خاض معركة قانونية استمرت ثلاث سنوات ضد بي بي سي للحصول على مستندات تاريخية عبر طلبات حرية المعلومات، ما كلف المؤسسة أكثر من مليون جنيه من أموال دافعي الرسوم.
وقد نجحت بي بي سي، كما لاحظ الكاتب تشارلز مور في مجلة ذا سبيكتر، في بناء كومة ضخمة من الرسائل بحيث يمكن أن تخفي أي إبرة محتملة.
ويختتم ويب كتابه بالإشارة إلى أن المؤسسات الكبيرة، مهما بدت موثوقة وراسخة، يمكن أن تخطئ وتغلق الأبواب أمام الحقيقة، مستلهمًا من حملة آلان بيتس ضد مكتب البريد البريطاني.
ويشير إلى أن فضائح الأسرة الملكية لا تختفي أبدًا، وأن كتابه أعاد فتح صندوق باندورا الذي يرفض الانغلاق، مؤكداً أن "ما لا تدركه بي بي سي هو أن هذه القصة لن تزول أبدًا"، وأن الفضيحة تتجاوز مجرد مقابلة لتكشف عن أعماق خيانة مؤسسة بأكملها.