بأرقامه الإعجازية.. هل قتل هالاند "السخيف" متعة كرة القدم؟
لم يكن أكثر المتفائلين من جماهير مانشستر سيتي الإنجليزي يتوقع أن تكون انطلاقة المهاجم النرويجي إيرلينج هالاند مع الفريق بهذه الطريقة المذهلة.
وانتقل هالاند إلى مانشستر سيتي الصيف الماضي قادما من بروسيا دورتموند مقابل 60 مليون يورو، قيمة الشرط الجزائي في عقده مع النادي الألماني.
وأصبح نجم منتخب النرويج حديث العالم كله بعد مستواه الاستثنائي منذ بداية الموسم الحالي، والأرقام التاريخية التي حققها في الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليج".
وكانت أحدث الحلقات في مسلسل تألق هالاند المستمر تسجيله 3 أهداف "هاتريك" خلال الفوز التاريخي لمانشستر سيتي على جاره اللدود مانشستر يونايتد في ديربي مانشستر (الأحد) بنتيجة 6-3.
"العين الرياضية" تحاول خلال السطور التالية تسليط الضوء على تألق هالاند وأبرز الأرقام التي حققها في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال فترته القصيرة حتى الآن في المسابقة.
هالاند يعبث بالتاريخ
كتب هالاند، في سن الـ 22 عاما فقط، تاريخا جديدا في أول مواسمه بالدوري الإنجليزي الممتاز، عبر تحقيق العديد من الأرقام المميزة، ليكتب انطلاقة أسطورية له في المسابقة.
وأصبح هالاند أول لاعب في تاريخ البريميرليج يسجل "هاتريك" في 3 مباريات متتالية على ملعب فريقه، كما أنه بات أسرع لاعب يحقق هذا الأمر في تاريخ المسابقة.
وعادل المهاجم النرويجي عدد المرات التي سجل فيها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو أسطورة مانشستر يونايتد "هاتريك" في الدوري الممتاز، رغم أن الأخير يلعب الموسم الثامن في تاريخه بالمسابقة (6 مواسم في فترته الأولى وموسمين في الثانية).
وبات هالاند كذلك أول لاعب من مانشستر سيتي يسجل هاتريك ضد مانشستر يونايتد منذ فرانسيس لي في ديسمبر/ كانون الأول عام 1970، والثالث بشكل عام، خلف هوراسي بارنيس الذي وضع البصمة الأولى في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 1921.
كما أن نجم مانشستر سيتي الجديد أصبح أول لاعب يسهم في تسجيل 17 هدفا في أول 8 مباريات له في البريميرليج، وذلك بإحراز 14 هدفا وصناعة 3 أهداف.
وبات هالاند ثاني أصغر لاعب يسجل في أول ديربي له بقميص مانشستر سيتي (22 عاما و22 يوما)، خلف ماريو بالوتيلي (21 عاما و72 يوما في أكتوبر/تشرين الأول 2011).
يذكر أن هالاند في الوصول إلى 197 هدفا خلال مسيرته حتى الآن، على صعيد الأندية والمنتخبات، وإذا استمر على نفس معدله التهديفي فبالتأكيد سيخلد اسمه ملكا لجميع لأرقام القياسية، دون مشاركة من أحد.
هل يمكن إيقاف هالاند؟
صحيفة "نيويورك" تايمز نشرت تقريرا بعنوان "كيف يمكن إيقاف هالاند؟ لن تفعل"، وكانت الصحيفة قاطعة في إجابتها بداية من العنوان، إذ توصلت لذلك من خلال التواصل مع مدربين واجهوا مهاجم النرويج خلال الأعوام القليلة الماضية وفشلوا جميعا في السيطرة عليه.
ونقلت الصحيفة تصريحات لكل من بيليجرينو ماتارازو مدرب شتوتجارت الألماني وديفيد مويس مدرب وست هام الإنجليزي وباتريك فييرا مدرب كريستال بالاس الإنجليزي وإيريك تين هاج مدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي.
تنوعت الكلمات واختلف الوصف لما يقدمه نجم مانشستر سيتي الجديد، لكن أجمع الكل على حقيقة أنه "لا توجد طريقة لإيقاف إيرلينج هالاند".
ولم تكتفِ الصحيفة بالتواصل مع المدربين، حيث استطلعت كذلك رأي بعض مدافعي فرق الدوري الإنجليزي الممتاز، وكان التصريح الأبرز من نصيب دان بورن مدافع نيوكاسل يونايتد، حيث اعتبر أن تسجيل هالاند هدفا وحيدا في مرمه فريقه خلال مواجهته الأخيرة كان بمثابة إنجاز لمدافعي "الماكبايس".
وقال اللاعب في وصف النرويجي: "لم أر مثل هالاند أبدا، يملك مجموعة من السمات والقدرات التي يمثل وجودها معا في أي لاعب تناقضا كبيرا".
وأضاف: "لا يمكن أن يكون لاعب طويل القامة بهذه السرعة؛ لا يمكن أن يكون اللاعب القوي البنيان بهذه المرونة؛ لا يمكن أن يكون صاحب هذا الهيكل الجسدي بهذه البراعة، كل ذلك لا يجعل هالاند فعالا فحسب، بل يجعله استثنائيا أيضا بالمعنى الحقيقي".
"سخافة" هالاند
في وصفه لما يقدمه إيرلينج هالاند من مستوى مذهل هذا الموسم، قال موقع "planetfootball" الإنجليزي إن أرقام المهاجم النرويجي باتت "سخيفة" بما فيه الكفاية.
ولم يكن هذا التقرير هو الوحيد الذي استخدم كلمة "سخيفة" لوصف أرقام هالاند هذا الموسم، إذ سارت على نفس النهاج الكثير من المواقع الرياضية العالمية الأخرى.
ويلفت الموقع الانتباه إلى أن الشيء المخيف بالنسبة لباقي اللاعبين أو المهاجمين حول العالم، هو أن هالاند يجعل لمساته النهائية الخرافية أمرا روتينيا.
وضرب تقرير الموقع مثالا بهدف هالاند أمام فريقه السابق بروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا حين ارتقى للكرة ليلعبها بقدمه العكسية بطريقة مذهلة بدلا من أن يضربها برأسه.
ووفقا لمعايير هالاند، فإن بعض الوضعيات التي كان من المستحيل أن يسجل المهاجمون منها أهدافا هي بالنسبة له مثالية للتسجيل.
لا يقتصر الأمر على التسجيل فقط، فقد وصف الموقع التمريرات الحاسمة التي يقدمها هالاند لزملائه بـ "السخيفة" كذلك، حيث تظهر للجميع سهلة لكنها في الواقع صعبة للغاية.
هل يقتل هالاند متعة كرة القدم؟
حين يتعلق الأمر بالحديث عن متعة كرة القدم، فالحلقة الأهم في هذه الجزئية بالطبع هي بالجماهير.
وقد أجمع الكثير من المتابعين على أن هالاند بما يقدمه تسبب في إضعاف البطولة الأقوى على مستوى الدوريات في العالم وقتل المتعة.
وعلق أحد المتابعين قائلا بعد ديربي مانشستر: "هالاند يجعل بالفعل أفضل دوري في العالم يبدو سخيفا، 3 مرات هاتريك في 8 مباريات، في الواقع الأمر سخيف".
وقال آخر: "هالاند هو إنسان آلي، ورمز للغش، إنه سخيف للغاية".
وثالث يضيف: "الهدف الثاني لهالاند كان رائعا بالفعل، لكن الأمر أصبح سخيفا، إنه يكتب قواعده الخاصة ويحطم الأرقام، إنه يمزق كل شيء".
في النهاية تجدر الإشارة إلى أن هالاند لم يتفنن فقط في التسجيل أمام الأندية الصغيرة، لكنه لم يترك بابا إلا وطرقه من خلال أهدافه خلال الموسم الحالي.
فكما سجل أمام وست هام ونيوكاسل وكريستال بالاس ونوتنجهام فورست وأستون فيلا وولفرهامبتون، سجل كذلك أمام مانشستر يونايتد وإشبيلية وبروسيا دورتموند، ولا يزال الموسم طويلا.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4xOTUg
جزيرة ام اند امز