اختلاف معدل ذكاء التوائم المتماثلة.. دراسة تبحث السر
كشفت دراسة حديثة أن توأماً متماثلاً نشأ في بلدين مختلفين، طوّرا "سمات شخصية متشابهة"، لكنهما اختلفا في معدلات الذكاء "بشكل كبير".
ووفقاً للدراسة المنشورة في مجلة "ساينس دايركت"، فقد قارن باحثون من جامعة جكمين في سيول، ونظرائهم في جامعة ولاية كاليفورنيا، خصائص امرأة نشأت في كوريا الجنوبية، بخصائص شقيقتها التوأم التي نشأت في الولايات المتحدة.
وولدت الأختان في سيول عام 1974، ولكنهما انفصلا عن بعضهما البعض في سن الثانية، بعد فقدان إحداهما في أحد الأسواق، وفقا لموقع "نيكست شارك".
ورغم جهود والديهما الحثيثة للبحث الفتاة المفقودة لكنها فشلا في ذلك، وتبنت أسرة أمريكية الفتاة وانتقلت للعيش في الولايات المتحدة.
ونشأت الفتاة دون معرفة أسرتها الحقيقية، حتى شاركت في برنامج حكومي كوري جنوبي لجمع شمل أفراد الأسر.
وفي عام 2020، علمت السيدة الأمريكية من خلال نتائج الحمض النووي الخاصة بها أن لديها توأم متطابق، وفقا لموقع "كوريا تايمز".
وبعد فترة وجيزة وافق التوأم على خضوع لدراسة تتضمن سلسلة من الاختبارات التي قارنت بينهما من ناحية "الذكاء والسمات الشخصية والتاريخ الطبي والصحة العقلية".
وقالت الدراسة إن المرأة التي نشأت في كوريا الجنوبية كانت تعيش في منزل "محب ومتناغم"، بينما عاشت الفتاة التي نشأت في الولايات المتحدة في منزل شهد "خلافات أسرية انتهت بطلاق الوالدين"، بحسب موقع "الحرة" الأمريكي.
وأظهرت النتائج أن "التكوين العام لشخصية التوأم كان متشابها، رغم النشأة في بيئة مختلفة"، ما يبرز كيفية تأثير الجينات على السمات الشخصية للإنسان.
وكان التاريخ الطبي للتوأم متطابقاً، فقد خضع كلاهما لـ"عملية جراحية لإزالة ورم من المبيض". ومن المثير للاهتمام، أن نتائج اختبار احترام الذات وخصائص الصحة العقلية لديهما "كانت متطابقة".
وحسب الدراسة فإنهما يتشابهان في التمتع بدرجة عالية من الوعي، ما يشير إلى أن كلاهما "هادف ومنظم". لكن على جانب آخر، فقد أظهر التوأم "اختلافات جوهرية في القدرات المعرفية".
ولاحظ الباحثون أن المرأة التي نشأت في الولايات المتحدة طورت "نظرة فردية أكبر"، بينما كان لشقيقتها التي نشأت في كوريا "قيم جماعية أكثر". وفيما يتعلق بنتائج اختبار معدل الذكاء، فقد سجلت المرأة من الولايات المتحدة 16 نقطة أقل من شقيقها في كوريا الجنوبية.
وقالت الدراسة إنه من "غير معروف ما إذا كانت النشأة المختلفة قد تسببت في هذا التناقض"، لكن الدراسة أشارت إلى أن المرأة التي نشأت في الولايات المتحدة تعرضت لـ"ثلاث ارتجاجات دماغية سابقة"، ما قد يكون له تأثير على قدراتها المعرفية.