جمجمة حيوان عمره 340 مليون عام.. إعادة بناء رقمية
استخدم باحثون تقنيات متطورة لإعادة بناء جمجمة أحد أقدم الحيوانات ذات الأطراف، وهي حيوان واتشيريا الذي يعود تاريخه إلى 340 مليون عام.
استخدم باحثون من جامعة بريستول وكلية لندن الجامعية تقنيات متطورة لإعادة بناء جمجمة أحد أقدم الحيوانات ذات الأطراف، وهي حيوان واتشيريا (Whatcheeria) الذي يعود إلى 340 مليون عام، ليتم الكشف عن شكل هذا الحيوان وكيف يمكن أن يتغذى، وذلك في دراسة نشرتها الثلاثاء مجلة علم الحفريات الفقارية.
واكتشفت أحافير واتشيريا لأول مرة في ولاية أيوا الأمريكية في عام 1995، وقد تم سحقها في الأصل بشكل مسطح بعد أن دفنها الطين في قاع مستنقع قديم، لكن علماء الأحافير كانوا قادرين على استخدام الأساليب الحسابية لإعادة العظام إلى ترتيبها الأصلي، وتم وضع الحفريات من خلال ماسح التصوير المقطعي المحوسب لإنشاء نسخ رقمية دقيقة، وتم استخدام برنامج لفصل كل عظم عن الصخور المحيطة به، وتم بعد ذلك إصلاح هذه العظام الرقمية وإعادة تجميعها لإنتاج نموذج ثلاثي الأبعاد للجمجمة، كما كانت ستظهر عندما كان الحيوان على قيد الحياة.
ووجد المؤلفون أن (واتشيريا) كان يمتلك جمجمة طويلة وضيقة على عكس العديد من رباعيات الأرجل المبكرة الأخرى التي كانت على قيد الحياة في ذلك الوقت.
ويقول جيمس روسون، المتخصص في علم الحفريات والتطور والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة بريستول إن "معظم رباعيات الأرجل المبكرة كانت لها رؤوس مسطحة جدًا مما قد يشير إلى أن واتشيريا كان يتغذى بطريقة مختلفة قليلاً عن أقاربه، لذلك قررنا أن ننظر في الطريقة التي تم بها ربط عظام الجمجمة لمزيد من البحث ".
ومن خلال تتبع الحواف المتصلة لعظام الجمجمة، والمعروفة باسم الغرز، تمكن المؤلفون من معرفة كيفية تعامل هذا الحيوان مع فريسته.
وتقول إميلي رايفيلد، من كلية علوم الأرض بجامعة بريستول، والتي عملت أيضًا في الدراسة: "وجدنا أن جمجمة (واتشيريا) كانت ستجعلها مهيأة جيدًا لتقديم لدغات قوية باستخدام أنيابها الكبيرة".
وتضيف لورا بورو، المؤلفة المشاركة بالدراسة: "هناك أنواع قليلة من الغرز التي تربط عظام الجمجمة ببعضها البعض وتستجيب جميعًا بشكل مختلف لأنواع مختلفة من القوة، وبعضها أفضل في التعامل مع الضغط، والبعض الآخر يمكنه التعامل مع المزيد من التوتر والالتواء وما إلى ذلك، و من خلال رسم خرائط لأنواع الخيوط هذه عبر الجمجمة، يمكننا التنبؤ بالقوى التي كانت تؤثر عليها ونوع التغذية التي ربما تسببت في هذه القوى".
ووجد المؤلفون أن الأنف يحتوي على الكثير من الغرز المتداخلة لمقاومة قوى الالتواء من الفريسة التي تكافح، بينما كان الجزء الخلفي من الجمجمة أكثر ارتباطًا بمقاومة الضغط أثناء العض.
aXA6IDE4LjExNi45MC4xNjEg جزيرة ام اند امز