طبيبة "السوشي" في مصر.. طاهية تحلم بشعبية "الكشري"
الطبيبة دينا عرفة استطاعت أن تتقن طبخ السوشي الياباني وتقدمه بأسعار رمزية في مصر تمكن الفقراء من تناوله دون الاقتصار على الأغنياء فقط.
أتاح لها عملها فرصة السفر كثيرا إلى عدة دول، كان من بينها اليابان، التي شكلت نقطة تحول في كل مسار حياتها، بعد أن قررت تعلم طهي السوشي، الوجبة الأشهر في ذلك البلد الآسيوي.
إنها الدكتورة البيطرية دينا عرفة، باحث مساعد بمعهد الصحة الحيوانية، وابنة محافظة الإسماعيلية، أصبحت المصرية الأولى التى تروج لـ"السوشي" بين المصريين، حتى باتت تفاخر بأنها نجحت في تحويل "السوشي" إلى أكلة شعبية في مصر.
الطبيبة المصرية كشفت، في حوارها مع "العين الإخبارية"، عن السبب الرئيسي الذي دفعها لتعلم إعداد السوشي اليابانية، وكيف نجحت في التوفيق بين كونها طبيبة بيطرية وطاهية سوشي.. وإلى نص الحوار.
كيف وقع اختيارك على السوشي؟
عملي في مجال الطب البيطري سمح لي خلال مرات عديدة بالسفر إلى عدة دول، فاطلعت على الكثير من الثقافات والعادات المفيدة، وخطرت على بالي فكرة طهي "السوشي" وإتاحته للجميع، خاصة أنه يعد من الوجبات المقصورة على عالم الأثرياء فقط في مصر.
هل كان هدفك هو الربح؟
عملي على نشر أكلة السوشي في مصر لم يكن هدفه الربح فقط، بل أيضا تعريف قطاع كبير من المصريين على عادات وثقافات هذه الدولة العظيمة من خلال أنواع هذه الوجبة اليابانية؛ فنحن حاليا نجد الكثير من المصريين يقدمون أكلات مصرية في دول أوروبية لتعريف الآخرين على جزء بسيط من عاداتنا وتقاليدنا، وأنا أقوم بهذا الأمر حتى يكون المصري كاشفا لعادات الآخرين.وكيف تعلمتِ إعداد السوشي؟
تعلمت إعداد السوشي عن طريق الإنترنت، ولم أستغرق وقتا طويلا، فبعد أيام قليلة أصبحت مميزة في تحضير السوشي بالطريقة المصرية المختلفة بعض الشيء عن الطريقة اليابانية؛ فاليابانيون يأكلون هذه الوجبة دون طهي، وإذا حدث العكس لن يأكلوها أبدا، أما نحن في مصر فلا نستطيع تناول هذه الوجبة اليابانية دون طهي كامل، وهذا فقط هو الاختلاف بين الطريقتين المصرية واليابانية، وربما يغير مذاق السوشي عن مذاقه الياباني المعروف، لكن المكونات واحدة، ويمكنني أن أقول الآن إنني استطعت أن أحوّل الوجبة اليابانية، التي تُقدَّم للأغنياء في مصر، إلى أكلة شعبية يأكلها الجميع، مثل الكشري، وبأسعار تبدأ من 10 جنيهات (أكثر من نصف دولار بقليل) إلى 70 جنيها (أكثر من 4 دولارات) على أقصى تقدير.
ما طبيعة المعوقات التي واجهتكِ خلال تحضير السوشي؟
في بدايات الأمر، في الفترة الأولى التى قررت فيها أن أقدم الوجبة اليابانية في مصر، قابلت عدة صعوبات؛ لأنني أعيش في الإسماعيلية؛ فمكونات الوجبة لم تصل إلى محافظتي بشكل خاص؛ فكنت مضطرة إلى توصية آخرين بشراء مكوناتها أحيانا، وفي أحيان أخرى أسافر إلى القاهرة لشراء مكوناتها بنفسي، وبعد فترة قصيرة تم نقلي في عملي الأساسي كطبيبة بيطرية إلى القاهرة، وبدأت أعثر على جميع مكونات السوشي بشكل طبيعي، الأمر الذي سهل عليَّ أمورا كثيرة، أبرزها سرعة تحضير الوجبات، واشتراكي في عدة حفلات لعرض أعمالي.
وكيف كان استقبال المصريين لوجبة السوشي اليابانية؟
فوجئت بأن الزبائن الذين تذوقوا وجبة السوشي منّي، باتوا يقبلون على تناولها بانتظام، بل إن الكثيرين أكدوا ليّ أن السوشي "بيعدل مزاجنا ويجعلنا سعداء"، وفي بداية الأمر لم أصدق هذا الكلام، ولكن بعدما رأيت سيلا من التعليقات على صفحتي الخاصة تشير إلى أنهم سعداء بأكلة السوشي مني، وأن هذه الوجبة تبعدهم عن الحالة المزاجية السيئة وتدخلهم في حالة من البهجة. ومن المواقف التي لن أنساها أن فتاة مصرية مريضة بالسرطان، أكلت وجبة السوشي مني، وبعدها اتصلت بي تليفونيا وطالبتني بتحضير وجبة أخرى لها لأنها "بتعدل مزاجها" وتشعرها بالسعادة.
ألم تشعري بالحرج من كونك طبيبة وتعملين بعالم الطهي؟
لا طبعا، محاولتي المستمرة يوما تلو الآخر لنشر أكلة السوشي في مصر لم تعرضني لمواقف محرجة في عملي الطبي، فأنا أقوم بما أحب وفي حدود الصورة المجتمعية المحترمة، فتحضير الوجبة اليابانية يجعلني أشعر بالسعادة ومبتعدة عن الضغوط الوظيفية التي نتعرض لها جميعا، فمنذ أن حصلت على الشهرة وسط الكثيرين في المجتمع المصري بأنني صانعة السوشي أشعر بالسعادة والفخر في الوقت نفسه لأنني أفعل ما أحب وأقدم صورة مهمة عن دولة أخرى داخل مجتمعي الذي أعيش فيه.