دبلوماسية العشر الأواخر.. لقاءات تعزز التضامن العربي في رحاب مكة
لقاءات ومباحثات تعزز التضامن، أجراها ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان بمكة المكرمة، في إطار ما بات يعرف بدبلوماسية العشر الأواخر.
وتتحول السعودية، خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، إلى وجهة دينية وسياسية يقصدها المسلمون من جميع أصقاع الأرض لأداء العمرة والاعتكاف، فيما يعتبرها الساسة والقادة فرصة لأداء الشعيرة ولقاء القيادة السعودية.
واعتادت القيادة السعودية قضاء العشر الأواخر من رمضان قرب بيت الله الحرام، إما في مكة المكرمة وإما بمدينة جدة، حتى أضحت استقبالاتهم القادة والزعماء خلال تلك الفترة تُسمى بـ«دبلوماسية العشر الأواخر».
مباحثات سعودية عربية
أحدت تلك اللقاءات جرت مساء يوم السبت في قصر الصفا بمكة المكرمة، باستقبال ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود غداة أدائه مناسك العمرة، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين، كلا على حدة.
جاءت لقاءات ولي العهد السعودي عقب وصوله إلى مكة المكرمة قادماً من جدة، لقضاء ما تبقى من شهر رمضان، بجوار بيت الله الحرام.
وقالت وكالة الأنباء السعودية أن الأمير محمد بن سلمان بحث مع رئيس الصومال العلاقات الثنائية، ومجالات التعاون المشترك والسبل الكفيلة بتعزيزها وتنميتها، بالإضافة إلى عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
وفي لقاء منفصل، بحث الأمير محمد بن سلمان مع الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين، العلاقات التاريخية بين البلدين وفرص التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وعدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وقالت وكالة الأنباء البحرينية إن ولي العهد البحريني أكد عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البحرين والسعودية، والتي رسّختها المواقف والرؤى المشتركة.
وأشارت إلى أن العلاقات الثنائية تواصل تميّزها نحو فتح آفاقٍ أوسع من التكامل والتعاون والتنسيق المشترك، بما يحقق الازدهار والنماء للبلدين والشعبين الشقيقين.
وشدد على حرص مملكة البحرين على تعزيز الشراكة والتنسيق مع الأشقاء بالسعودية، نحو مستوياتٍ أكثر تكاملاً على مختلف الأصعدة بما يسهم في تحقيق الأهداف والتطلعات المشتركة.
ونوّه بالدور الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في خدمة القضايا العربية والإسلامية، وما تقوم به من أدوار كبيرة لخدمة ضيوف الرحمن، مؤكدا أهمية مواصلة تنسيق الجهود في مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بما يعود بالخير والنماء على الجميع.
رؤساء يؤدون العمرة
ويتوالى توافد قادة العديد من دول العالم العربي والإسلامي على السعودية خلال العشر الأواخر من رمضان لأداء مناسك العمرة التي تكون فرصة لعقد لقاءات مع المسؤولين.
فبالإضافة لرئيس الصومال وولي عهد البحرين أدى مناسك العمرة خلال اليومين الماضيين، كلا من عثمان غزالي رئيس جمهورية جزر القمر، والأمين زين علي مهمان رئيس وزراء النيجر.
تعزيز التضامن
وتلعب «دبلوماسية العشر الأواخر» دورا مهما في مناقشة قضايا الأمتين الإسلامية والعربية، وحل مشاكلها، وتعزيز التضامن بين دولها.
ولعل أبرز نتائج دبلوماسية العشر الأواخر هو إعلان «ميثاق مكة المكرمة لتعزيز التضامن الإسلامي» الذي صدر في ختام «قمة التضامن الإسلامي» الاستثنائية التي عقدت في مكة المكرمة يومي 14 و15 أغسطس/آب 2012 (26-27 رمضان) بمشاركة ملوك ورؤساء 57 دولة إسلامية أعضاء منظمة التعاون الإسلامي.
ومن أبرز نتائج «دبلوماسية العشر الأواخر» -كذلك- توقيع معاهدة الصلح بين أطراف القيادات الدينية العراقية (سنة وشيعة) في أكتوبر/تشرين الأول 2006، خلال لقاء تركز على محاولة جمع شتات القيادات لتوحيد الصف ونبذ الخلافات الطائفية والسياسية.
ووقع علماء عراقيون من السنة والشيعة على وثيقة مكة التي تؤكد حرمة إراقة الدم العراقي، وتضمنت 10 نقاط رئيسية، من بينها تحريم تكفير المسلمين، والابتعاد عن استهداف المساجد، والعمل على تعزيز المصالحة الوطنية في العراق.
كما استضافت مكة 3 قمم في العشر الأواخر من رمضان: قمتان خليجية وعربية عقدتا يومي 30 و31 مايو/أيار 2019، صدر في ختامهما بيان ختامي، ثم قمة إسلامية عادية صدر في ختامها بيان ختامي مطول من 102 بند، إضافة إلى قرار بشأن فلسطين، وإعلان حمل اسم «إعلان مكة».
وتضمنت البيانات في بنودها خارطة طريق للتعامل مع التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، وأكدت التضامن الخليجي والعربي والإسلامي.
aXA6IDMuMTQyLjQzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز