حاتم علي.. مخرج جريء خانه قلبه
عاش المخرج السوري حاتم علي في عالم الفن بمنطق مختلف عمن حوله، لم يسيطر عليه شغف المال، ولم يتعامل مع الإبداع باعتباره بابا للرزق.
كان دائما يسبح في محيط بعيد عن الآخرين، ولديه رؤى وأفكار وخيال وأحلام، حقق الرجل كثيرا من أحلامه بعد صبر وكفاح، ورغم اسمه الكبير، لكنه كان يدقق في التفاصيل ويجتهد من أجل الاختلاف مع كل عمل جديد، وكأنه وجه جديد يبحث عن فرصة لإثبات قدراته.
ولد حاتم علي في 2 يونيو/حزيران 1962، في هضبة الجولان، تربى وسط أسرة متوسطة، لكنها تعرف قيمة الفن وتقدره.
منح القدر "علي" مواهب عديدة، فهو يجيد الكتابة والتمثيل، لذا حدد هدفه والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، قسم التمثيل، وكان من طلابه المتميزين.
تخرج عام 1986، وقتها كان يتمنى العمل بالتمثيل، وجاءته الفرصة مع ترشيحه من المخرج الكبير هيثم حقي للمشاركة في مسلسل" دائرة النار" إنتاج عام 1988.
استغل الفرصة جيدا، وحقق نجاحا لافتا، وتوالت بعد ذلك مشاركاته في أعمال تاريخية وبدوية، لكنه لم يتوقف عند هذا الحد، إذ شارك في أعمال كوميدية مع الفنان ياسر العظمة، ومن أبرز أعماله التي شارك خلالها بالتمثيل "كهف العفاريت، المرايا، أحلام مؤجلة، الغريب والنهر".
التحول
في بداية تسعينيات القرن الـ20، حدث التحول في اهتمامات المخرج السوري حاتم علي، وقرر هجرة التمثيل والتوجه إلى الإخراج.
توقع الكثير من رفاقه أن يتخلى عنه الحظ في هذه الخطوة، ونصحه عدد من رفاقه بالاستمرار في التمثيل، لكنه لم يلتفت لهذه الأصوات، ومضى في طريقه.
وبهدوء شديد، استطاع أن يعلن عن موهبة المخرج بداخلة، وكانت البداية بمجموعة من الأفلام القصيرة، وعدد محدود من الأفلام الروائية.
اتجه للدراما التلفزيونية وقدم من خلالها العديد من الأعمال المهمة والرائعة منها" الزير سالم، فارس في المدينة، التغريبة الفلسطينية، الملك فاروق، عمر، صلاح الدين الأيوبي"، وهذا المسلسل تم ترجمته وعرض في عدة دول.
النهاية
كل شعوب العالم، وصفت عام 2020، بأنه عام حزين بسبب فيروس كورونا، نتيجة لحصد الوباء لأرواح كثيرة، والمثير أن يرحل المخرج الرائع في هذا العام رغم عدم إصابته بكورونا، لكنه مات بأزمة قلبية عن عمر ناهز 58 عاما، وكأن قلبه لم يتحمل الخوف مما هو قادم، فقرر اعتزال الحياة.