اختفاء حلقات زحل.. مشهد فلكي لا يتكرر إلا كل 15 عاما

شهدت سماء الأرض حدثا فلكيا نادرا، حيث اختفت حلقات كوكب زحل الشهيرة عن الأنظار مؤقتًا، في ظاهرة تُعرف بـ"عبور مستوى الحلقات".
وحدثت هذه الظاهرة عندما اصطفت حلقات زحل على استقامة تامة مع الأرض، مما جعلها تبدو غير مرئية تقريبا.
وكل 13 إلى 15 عاما، تصطف حلقات زحل بشكل مثالي مع خط الرؤية من الأرض، مما يؤدي إلى هذا "الاختفاء" المؤقت، وكان من الصعب على معظم مراقبي السماء مشاهدة هذه الظاهرة، ففي خطوط العرض الشمالية المتوسطة، سيظهر زحل بالقرب من شمس الفجر، مما يجعل رؤيته صعبة، بينما سيكون لدى مراقبي السماء في خطوط العرض الجنوبية المتوسطة فرصة أفضل لرؤية زحل بدون حلقاته، ولكن عليهم التنافس مع ضوء الفجر.
ويكمل زحل دورة واحدة حول الشمس كل 29.4 سنة أرضية، وخلال هذه الدورة يتغير مشهد حلقاته من الأرض نتيجة ميلان الكوكب بزاوية 27 درجة.
في بعض الأحيان، نتمكن من رؤية الحلقات بشكل كامل، وفي أحيان أخرى نراها بشكل جانبي، مما يجعلها تبدو كخط رفيع أو تختفي تماما.
وتتكون حلقات زحل بشكل أساسي من جليد الماء، مع جسيمات صغيرة من الصخور والغبار، ويعتقد أنها بقايا مذنبات أو كويكبات أو أقمار تمزقت بفعل جاذبية زحل القوية.
ورغم أن الحلقات تمتد على مسافة 170,000 ميل (273,600 كيلومتر)، إلا أنها رقيقة جدا، بسمك لا يتجاوز 30 قدما (10 أمتار)، مما يجعلها تبدو خفيفة وشفافة عند رؤيتها من زاوية جانبية.
وتستمر الحلقات في الميل نحو الأرض منذ سبع سنوات، ولكن هذا "الاختفاء" سيكون مؤقتا، وستعود الحلقات تدريجيا للظهور خلال الأشهر القادمة، وستكون في أفضل حالاتها عام 2032 عندما تصل إلى أقصى ميلان لها.
ورغم غياب الحلقات لفترة قصيرة، يمكن للمهتمين بمراقبة السماء رؤية كوكب زحل نفسه يشرق في الأفق الشرقي قبل شروق الشمس، أما أفضل وقت لرؤية زحل بسطوعه الكامل فسيكون في 21 سبتمبر 2025، خلال فترة "التقابل" بين الأرض وزحل.