اختلال هائل في الطاقة على كوكب زحل.. ما تأثيره؟
كشفت دراسة رائدة أجراها باحثون في جامعة هيوستن عن خلل كبير في توازن الطاقة على كوكب زحل.
ويتحدى هذا الكشف النماذج المناخية الحالية لعمالقة الغاز ويقدم رؤى جديدة في علوم الكواكب وتطورها، ونشرت النتائج في مجلة "نيتشر كومينيكيشنز".
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ملاحظة اختلال توازن الطاقة العالمي على نطاق موسمي على عملاق غازي، مثل كوكب زحل.
وتم هذا الاكتشاف باستخدام بيانات من بعثة مسبار كاسيني، التي استكشفت زحل لمدة 20 عاما تقريبا.
ويشير اختلال توازن الطاقة الكبير إلى وجود تناقض كبير بين كمية الطاقة التي يتلقاها الكوكب من الشمس (على شكل إشعاع شمسي)، وكمية الطاقة التي يفقدها في الفضاء (على شكل إشعاع حراري).
وبالنسبة لكوكب مثل زحل، الذي يولد أيضا حرارة داخلية، فإن هذا الخلل يعني أن ميزانية الطاقة للكوكب لا تتوازن على نطاق موسمي.
ومن الناحية العملية، يمكن أن يؤثر اختلال توازن الطاقة على كوكب ما على مناخه، وأحواله الجوية، وأنماط الطقس.
وبالنسبة لزحل، فإن اكتشاف خلل كبير في توازن الطاقة، يعني أن الكوكب يمتص ويطلق الطاقة بطريقة غير متساوية، متأثرا بعوامل مثل انحرافه المداري الكبير (الذي يسبب اختلافات كبيرة في المسافة من الشمس) ومصادر الحرارة الداخلية.
وتتحدى هذه النتيجة النماذج الحالية للأجواء الكوكبية والمناخ، والتي غالبا ما تفترض أن مدخلات الطاقة ومخرجاتها متوازنة بمرور الوقت.
ويعد فهم هذا الخلل أمرا بالغ الأهمية للحصول على نظرة ثاقبة حول تكوين الكوكب وتطوره والآليات التي تحرك أنظمته الجوية، بما في ذلك تطور العواصف العملاقة.
ويقول ليمينغ لي، الأستاذ بجامعة هيوستن، والباحث الرئيسي بالدراسة، إن "هذا الاكتشاف يغير الطريقة التي يجب أن نفكر بها في علوم الكواكب والغلاف الجوي، إذ يوفر رؤى جديدة حول تكوين الكواكب وتطورها".