اكتشاف آلية انتقال جديدة لفيروسات المعدة.. لن تصدق مصدرها
اكتشف العلماء في المعاهد الوطنية للصحة بأمريكا أن فئة من الفيروسات المعروفة بأنها تسبب أمراض الإسهال الشديدة، يمكن أن تنمو في الغدد اللعابية للفئران وتنتشر من خلال لعابها.
وتظهر النتائج أن هناك طريقًا جديدًا لانتقال هذه الفيروسات الشائعة والتي تصيب مليارات الأشخاص كل عام في جميع أنحاء العالم ويمكن أن تكون مميتة.
ويشير انتقال ما يسمى بالفيروسات المعوية عن طريق اللعاب إلى أن السعال والكلام والعطس ومشاركة الطعام والأواني وحتى التقبيل تكون جميعها مصادر لنشر الفيروسات، ولا تزال هذه النتائج الجديدة التي نشرتها، الأربعاء، دورية "نيتشر" بحاجة إلى تأكيد في الدراسات البشرية.
ويمكن أن تؤدي النتائج إلى طرق أفضل للوقاية من الأمراض التي تسببها هذه الفيروسات وتشخيصها وعلاجها، مما قد يؤدي إلى إنقاذ الأرواح.
وعرف الباحثون منذ فترة أن الفيروسات المعوية، مثل فيروسات "النوروفيروس" و"الروتا" يمكن أن تنتشر عن طريق تناول الطعام أو شرب السوائل الملوثة بالبراز التي تحتوي على هذه الفيروسات.
وكان يُعتقد أن الفيروسات المعوية تتجاوز الغدة اللعابية وتستهدف الأمعاء، وتخرج لاحقاً من خلال البراز، وعلى الرغم من أن بعض العلماء قد اشتبهوا في احتمال وجود طريق آخر للانتقال، إلا أن هذه النظرية ظلت إلى حد كبير غير مختبرة حتى الآن.
الآن سيحتاج الباحثون إلى تأكيد أن الانتقال اللعابي للفيروسات المعوية ممكن في البشر.
وقال الباحثون أنهم إذا وجدوا ذلك، فقد يكتشفون أيضاً أن طريق الانتقال هذا أكثر شيوعاً من الطريق التقليدي.
وتقول كبير الباحثين نيهال ألتان بونيت في تقرير نشره الموقع الرسمي للمعاهد الوطنية للصحة بأمريكا: "هذه منطقة جديدة تماماً لأن هذه الفيروسات كان يُعتقد أنها تنمو فقط في الأمعاء، وانتقال الفيروسات المعوية اللعابية هو طبقة أخرى من الانتقال لم نكن نعرفها، وهي طريقة جديدة تماماً للتفكير في كيفية انتقال هذه الفيروسات، وكيف يمكن تشخيصها، والأهم من ذلك، كيف يمكن التخفيف من انتشارها".
وتقول بونيت، التي درست الفيروسات المعوية لسنوات، إن الاكتشاف كان صدفة تماماً، حيث كانت تجري مع فريقها تجارب على فيروسات معوية في الفئران الرضع، وهي النماذج الحيوانية المختارة لدراسة هذه العدوى لأن جهازها الهضمي والمناعة غير الناضج يجعلها عرضة للعدوى.
وبالنسبة للدراسة الحالية، أصاب الباحثون مجموعة من الفئران حديثة الولادة عمرها أقل من 10 أيام بفيروس "نوروفيروس" أو فيروس "الروتا"، ثم أعيدت صغار الفئران بعد ذلك إلى أقفاص وسمح لها بالرضاعة من أمهاتها، التي كانت في البداية خالية من الفيروسات، وبعد يوم واحد فقط، لاحظ أحد أعضاء الفريق البحثي شيئاً غير عادي، حيث أظهرت صغار الفئران زيادة في الأجسام المضادة (IgA)، وهي مكونات مهمة لمكافحة الأمراض في أمعائها.
وكان هذا مفاجئاً بالنظر إلى أن أجهزة المناعة لدى صغار الفئران كانت غير ناضجة ولا يُتوقع أن تصنع أجساماً مضادة خاصة بها في هذه المرحلة.
لاحظ غوش أيضاً أشياء أخرى غير عادية، حيث كانت الفيروسات تتكاثر في أنسجة ثدي الأم (خلايا قنوات الحليب) بمستويات عالية، وعندما جمع الحليب من أثداء أمهات الفئران، وجد أن توقيت ومستويات زيادة الأجسام المضادة (IgA) في حليب الأمهات تعكس توقيت ومستويات زيادة (IgA) في أحشاء صغارها.
وقال الباحثون إنه يبدو أن العدوى في ثدي الأمهات قد عززت إنتاج الأجسام المضادة (IgA) المضادة للفيروسات في لبن الأم، مما ساعد في النهاية على التخلص من العدوى في صغارها.
حرصًا على معرفة كيفية وصول الفيروسات إلى أنسجة ثدي الأمهات في المقام الأول، أجرى الباحثون تجارب إضافية ووجدوا أن صغار الفئران لم تنقل الفيروسات إلى أمهاتها من خلال المسار التقليدي عن طريق ترك البراز الملوث في حياة مشتركة، ووجدوا أنها انتقلت من لعاب الفئران المصابة وانتشرت بطريقة ما أثناء الرضاعة الطبيعية.
ولاختبار النظرية، جمع الباحثون عينات من اللعاب والغدد اللعابية من صغار الفئران ووجد أن الغدد اللعابية كانت تنسخ هذه الفيروسات بمستويات عالية جداً وتطلق الفيروسات في اللعاب بكميات كبيرة، وأكدت التجارب الإضافية بسرعة نظرية اللعاب.